أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - سوء فهم سيكلف الشاب حياته ولن يجدي صراخنا نفعا














المزيد.....

سوء فهم سيكلف الشاب حياته ولن يجدي صراخنا نفعا


علاء الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 379 - 2003 / 1 / 27 - 04:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الشاب العراقي الذي حاول الاحتماء بسيارة المفتشين الدوليين في بغداد ، صارخا : أنقذوني ، فما كان من هؤلاء الشمعيين إلا تسليمه بدم بارد ، كما يعبرون هم في الغرب ، إلى جلاوزة النظام الشمولي المتوحش ، ارتكب غلطة العمر التي ستكلفه – أقولها بأسى وأمعاء تتقطع – حياته الغضة وعمره الوردي ، إن لم يكن الآن في عداد المقتولين صبرا ( عبارة تقال إسلاميا للمستشهدين بعد احتجازهم وهم عزل ولا فرصة لهم للإفلات أو الدفاع عن أنفسهم ) .
ومبعث قولي هذا ، أن الشاب الضحية وقطاعات كبيرة ، ربما ، من أبناء شعبنا الصابر في الداخل محاصرون إعلاميا وسياسيا وثقافيا أيضا ، بالإضافة إلى الحصار الغذائي والصحي والاقتصادي والعلمي ، ما أدى إلى تكوين صورة مشوهة  ، في أذهانهم ، للحقائق التي تطبع بطابعها العالم الخارجي والمجتمع الدولي عموما .
فنتيجة للشد والجذب بين النظام المستبد وبعض الدول الغربية ، الذي هو ناتج في الأساس من صراعات مصالح ، وتصفيات حسابات مع ( معميل ) سابق لم يسارع لتسديد فواتيره المستحقة في الوقت المناسب ، اعتقد بعض مواطنينا الطيبين ، ومنهم الشاب الضحية ، أن العالم الرأسمالي – وما تبقى من الاشتراكي – الشمعي ، البارد ، الذي يتحرك وفق إيقاع مادي رتيب ، لا يمكن أن يتحرر من سطوته ببساطة ، لينتقل إلى ضفة القيمية والمناقبية التي يجسدها – مثلا – قتال أبو المضيف حتى الموت دفاعا عن الدخيل لديه وعدم تسليمه للمطالبين به حتى لو اشتعلت حرب شاملة بين العشائر والقبائل ، بسبب هذا الدخيل ، وراح ضحيتها المئات . أقول : اعتقد مواطنونا الطيبون أولئك ، وشابنا الضحية بالتحديد ، أن العالم الشمعي الخارجي مثل عالمنا ، مناقبي ، دافىء ، واع ،  يتحرك على إيقاع المثل العليا ، مثل السيد المسيح السماوية – مثلا – أو مثل جون لوك العلمانية على الأقل ، التي تعطي ما لقيصر لقيصر ، لكن من دون أن تستحوذ على ما لله !
مما هو لله ، أن لا يسلم عبده الأعزل إلا من الصراخ والاستغاثة إلى جزاره وجلاده . هذه فطرة مركوزة في الوعي واللاوعي والطينة والعجينة ، ولا علاقة لها باللوائح والتفاسير والواجبات المحددة بالمساطر ، لكن المفتشين الشمعيين نتاج نظام كلي ورقي ، قائم على أطنان من المستندات والوثائق والدساتير ، التي تمتد باليد اليمنى من وراء الرقبة للإمساك بالأذن اليسرى ، والتأكيد بذكاء منقطع النظير : ألم نقل إن هذه هي الأذن اليسرى !
العالم المادي الشمعي ، محكوم بقوانين ولوائح ودساتير وتعليمات وتفسيرات لا يستوعبها عمر الإنسان بمعدله السبعيني ، لكنه مضطر للوقوف على أي شيء ممكن منها قبل الإقدام على أية خطوة ، إذا ما أراد الأمن من الوقوع في خطأ قد يكلفه أية خسارة مادية أو وظيفية أو اجتماعية ، فما بالك لو كانت الخسارة حياته الثمينة كلها . إنما من أين لشعبنا المظلوم والمحاصر وراء أسوار العوجة ( حق عليها القول ودمرت تدميرا ) أن يعرف كل ذلك ، فيتصرف على أساسه ؟
لا أريد التبرير لفعلة هؤلاء الأراذل النكراء ، بتسليمهم شابا بعمر الزهور إلى قاتليه ، وأدعو إلى التشنيع بهم وببليكس الساذج والبرادعي البليد في كل محفل وزمان ومكان ، لكنني أقترح على دعاة الحملة من أجل المجتمع المدني ، والتيار الوطني الديمقراطي ، والمعارضة الرسمية الشمولية في غالبها ، وهم بقدر أو بآخر مخلصون لقضية شعبهم وإن بدرجات متفاوتة ،  التصرف مع بيادق المجتمع الدولي ، شرقا وغربا ، أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والدول الناطقة بالعربية ودولتي الجوار إيران وتركيا ومنظمة كوفي عنان ، وكذلك كل من له اهتمام بقضيتنا العراقية ، على أساس الاستفادة المصلحية بأقصى قدر ممكن ، مع الاحتفاظ بخبايا لساعة الضيق .
أخوتي الأعزاء ؛ إعتبروها رجاء منطلقا من قلب محترق تأكله الغربة والآلام لما يحل بأهلنا أمام عيوننا ونحن عزل ، ضعوا نصب أعينكم وصية إمام العراقيين ، وقرة أعينهم ، علي بن أبي طالب ، التي يقول فيها : أحبب إذا أحببت هونا ما ، عسى أن يكون عدوك يوما ما ، وابغض إذا أبغضت هونا ما ، عسى أن يكون صديقك يوما ما . وعلى هذا الأساس ، تصرفوا . فالعالم تحكمه القوانين المادية الجامدة والمصالح البحتة واللوائح الشمعية الباردة ، وليس فيه حرارة ودفء المناقبيات . فلا أميركا جورج بوش جمعية خيرية تريد إنقاذنا من بين براثن صدام لمجرد سواد عيوننا ، ولا فرنسا فيدرين وصديق صدام التقليدي شيراك يهمها مستقبلنا ، و لا إيران الآري خاتمي معنية بمصيرنا ، ولا أشقاؤنا الحكام وبعض المواطنين العرب يقلقهم ما يقض مضاجعنا . العالم بأجمعه تحركه المصالح والأنانيات ، فلتكن لنا مصالحنا وأنانا العليا التي يتصاغر أمامها كل شأن ، ولنستفد من الجميع ، دون أن نضع بيضنا ، كله ، في سلة أحد بعينه . مخفين عن أعين الجميع كل ما يمكننا من بيض ، لساعة العسرة .
فهل أنتم – لا أقول نحن لأننا بعيدون عن مصنع القرار – على هذا المستوى العالي من المسؤولية ؟
==========================  *****

 




#علاء_الزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فضلكم ، ئدوا الكلمة التي دمرت العالم !
- الحلول الخيالية بضاعة - البطرانين - !
- ما أشبه الليلة بالبارحة ؛ المستعصم وصدام .. مصير واحد وتهم ج ...
- مواقع إنترنتية - مستقلة - .. أم أبواق دعائية
- - الأمة العربية - رحمها الله وأسكنها فسيح جناته
- - الخميس - الذي في خاطري
- حفلة خيرية للمسامحة الوطنية !
- أول حرف في ألفباء الديمقراطية .. احترام الرأي الآخر
- بانت النوايا الحقيقية .. فلنستعد لليل أطول !


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - سوء فهم سيكلف الشاب حياته ولن يجدي صراخنا نفعا