|
أرباح الله البنكية من الرؤوس
منال شوقي
الحوار المتمدن-العدد: 5123 - 2016 / 4 / 4 - 12:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من الأيات التي يستدل بها المسلمون علي أخلاقية دينهم الأية الخامسة عشر من سورة لقمان حيث يقول محمد : وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ-;---;-- أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ-;---;-- وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ-;---;-- وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ-;---;-- ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) و لا شك أن الأية في ظاهرها تحض علي بر الوالدين و الإحسان إليهما حتي و إن كانا مشركين يحاولان حمل إبنهما علي الكفر بالله مع التنبيه علي عدم طاعتهما في الشرك به . و لكن الله نفسه لا يجد غضاضة في توريث عبادته ، إذ من واجب الأبوين المسلمين تعليم أبنائهم مبادئ الإسلام و غرسه فيهم منذ نعومة أظفارهم بل و ضربهم إن لم يلتزموا بالصلاة كما يقول محمد : مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه أحمد وأبو داود . و بالتالي تنشأتهم علي الجُبن و الخوف من العقاب البدني و الذي قد تكون ذكراه السيئة مرتبطة بالصلاة فيما بعد و إن كانت طوعاً حسب قانون الإرتباط الشرطي لبافلوف . و لو أنصف إله الإسلام لما ألزم الأبوين بتوريث الإسلام لأبنائهم و لأمرهم بتعليمهم الأخلاق الحسنة و كفي حتي يصلوا إلي سن مناسبة فيها من النضوج العقلي ما يتيح لهؤلاء الأبناء إختيار دينهم أو مذهبهم الفكري الذي يقتنعون به عقلاً و يختارونه بأنفسهم بعد دراسة و تمحيص و بحث و اقتناع و بلا أي مصثرات خارجية ،أما وشم تعاليم الإسلام في عقولهم الصغيرة بل و ضربهم و تنشأتهم علي الخوف من العقاب البدني فذاك لا يصدر عن إله يثق في إلوهيته و في منطقية التوصل إليها عقلاً و بداهةً في غياب عمليات غسيل المخ التي تتم في سن صغيرة عن طريق التلقين في أحقر عملية غسيل مخ يتعرض لها الأطفال و تقتل لدي معظمهم مهارات التساؤل و التفكير و إعمال العقل . فالإنصاف يقول بعدم طاعة الوالدين الكافرين بإله الإسلام طالما كان الإيمان به ناتج عن قناعة عقلية و يتعدي الوالدان حدودهما حين يحاولان التأثير علي إختيار إبنهما و تغيير قناعاته الفكرية مستخدمين في ذلك سلطتهما الأبوية أو سلاح العاطفة كما حدث في القصة التي أوردها الطبراني في كتاب العشرة : حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أحمد بن أيوب بن راشد ، حدثنا مسلمة بن علقمة ، عن داود بن أبي هند [ عن أبي عثمان النهدي ] : أن سعد بن مالك قال : أنزلت في هذه الآية : ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) قال : كنت رجلا برا بأمي ، فلما أسلمت قالت : يا سعد ، ما هذا الذي أراك قد أحدثت ؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت ، فتعير بي ، فيقال : " يا قاتل أمه " . فقلت : لا تفعلي يا أمه ، فإني لا أدع ديني هذا لشيء . فمكثت يوما وليلة لم تأكل فأصبحت قد جهدت ، فمكثت يوما [ آخر ] وليلة أخرى لا تأكل ، فأصبحت قد اشتد جهدها ، فلما رأيت ذلك قلت : يا أمه ، تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ، ما تركت ديني هذا لشيء ، فإن شئت فكلي ، وإن شئت لا تأكلي . فأكلت . و بالمثل كان علي إله الإسلام - إن كان يثق في ألوهيته و في جدارته - أن يأمر الأباء بعدم توريث الإسلام لأبنائهم كما أمر الأبناء بعد طاعة أبويهم علي الشرك به كي يضمن أن عبادته و الإيمان به أمر ينبعان عن إختيار حر لا عن عمليات غسيل مخ و تلقين و وراثة تتم في سن صغيرة جداً يثق الطفل خلالها في صحة كل ما يعلمه إياه أبواه و يصدقهما في كل ما ينطقان به و يأخذ عنهما معتبراً كل ما يصدر عنهما حقائق لا جدال فيها ، فهما بالنسبة له لا ينطقان عن الهوي . فحينها فقط يتحقق الإختيار الحر و الإيمان الحقيقي لا وراثة الدين و قتل ملكات التفكير و إخصاء الإختيار الحر و إعمال العقل منذ الطفولة المبكرة و نفس الأمر ينطبق علي المدرسة التي تُلقن الأطفال الدين الذي ورثوه و كان حرياً بالتعليم أن يعني بتدريس الأخلاق دون التعرُض للأديان عوضاً عن المشاركة في غسيل المخ بالتلقين و اغتصاب حق الطفل في التساؤل و التفكير و البحث و الإستنتاج و من ثَم الإختيار الحر و الذي سيكون بلا شك مبني علي قناعة و يقين فالإله الإبراهيمي يعمل يعيش علي نظام مشابه لنظام الأرباح البنكية ، يستعمر رأس رجلاً و امرأة و تتضخم ثروته من الرؤوس تلقائياً مع كل طفل يُولد لهما و لذا أمر رسول الإسلام المسلمين بالتفريخ فقال لهم : في عدة أحاديث منها ما رواه النسائي وأبو داود والإمام أحمد بلفظ: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم. ومنها: تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة. وهو حديث صحيح رواه الشافعي عن ابن عمر. . مما كان سبباً في تضخم سكاني في دولة مثل مصر بها 2 مليون طفلاً مُشّرَداً و قضي علي كل فرصة للتنمية و النهضة ، و حتي في دول الخليج المرفهة نفطياً قد يُخطئ الرجل في أسماء أولاده و أعمارهم و من أي أم هذا الإبن أو ذاك فكيف لهكذا أب أن يُحسِن تربية أبنائه ! و ذاك حديث أخر . . https://www.facebook.com/SalafiMajnoun/videos/vb.1382511642077777/1555943488067924/?type=2&theater
#منال_شوقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كنت لأختار القناطر لا تورنتو
-
و إنك لنصاب كبير
-
و الله خير الماكرين
-
هل تجدان صعوبة في بلع حذائي ؟
-
الأزمات النفسية للملحدين 2/2
-
عقلى الصغير و الإله الأصغر
-
تمثيلية نصف المجتمع
-
إدخلوا الإسلام يا مسلمين
-
يوميات إمرأة مسلمة (2)
-
إرهاصات نبوة محمد (1)
-
يوميات إمرأة مسلمة
-
الفريضة السادسة
-
عصابة الرسول (1)
-
إنا أرسلناك نَكّاحاً للعالمين
-
عبيد العَصَا تاقت إليها جلودهم !
-
قال إنه واحد فعلمتُ أن له ثانٍ !
-
و اضربوهن و اضربوهن .. تعقيباً علي مقال الأستاذ نبيل هلال
-
حوار مع صديقي المؤمن (2)
-
لماذا الإسلام شرا مستطيرا !
-
لا أخلاقية القرأن ( قراء في سو رة يوسف )
المزيد.....
-
“طيور الجنة” تغرد في قلب كل بيت: استقبل الآن التردد الجديد 2
...
-
مشاهد ازدراء الأديان بحفل افتتاح أولمبياد باريس تصدم العالم
...
-
انتقادات من الأساقفة الفرنسيين لحفل افتتاح أولمبياد باريس
-
إيهود باراك: نتنياهو لا يفهم شيئا ويعرض حياة الرهائن للخطر
-
هل تمّت -الإساءة- للديانة المسيحية في حفل افتتاح أولمبياد با
...
-
باكستان.. حزب -الجماعة الإسلامية- ينوي الاعتصام احتجاجا على
...
-
-استهزاء بالمسيحية-.. بيان من أساقفة فرنسا ينتقد عرضا في افت
...
-
تعليق علاء مبارك على فيديو سابق لخيرت الشاطر عن تعامل نظام و
...
-
ثبتها الان احدث تردد قناة طيور الجنة على النايل سات 2024
-
“اضبط الآن”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات وعرب
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|