حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 10:14
المحور:
حقوق الانسان
في التاسع من نيسان عام 2003 ، هكذا قلنا جميعا ، لقد إنتهى زمن القهر والحروب والإرهاب ، ولكن يبدو أن هناك من يريد أن يعود بنا الى زمن حكم دكتاتورية الموت مرة ثانية ، هذه الدكتاتورية الظالمة التي مارست أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحق أبناء الشعب العراقي ، وتجاوزت بإجرامها الأسود هذا ، حتى الى الجيران ومنهم الشعب الكويتي الشقيق .
ولا يمكن الحديث اليوم عن العراق الجديد ، عراق ما بعد الدكتاتورية ، ولا زالت حقوق الإنسان وحرياته مغيبة ومهدورة ويتعرض للإعتقال الكيفي والتعذيب الهمجي ، من قبل بعض الأجهزة الأمنية الحكومية والمليشيات الحزبية التي تعتبر أصلا إنها من المجاميع الخارجة عن القانون والنظام في العراق الجديد .
أن معتقل الجادرية السري أو غيره من المعتقلات والسجون السرية ، مرفوضة ومدانة في عراق اليوم ، أما السجون العلنية منها ، فيجب أن تكون مكانا للإصلاح والتأهيل ، بدلا من أن تكون سراديبا تمارس فيها كل أشكال الأضطهاد والعسف بحق الإنسان مهما كانت تهمته أو جريمته .
ويجب أن تسود دولة العدالة والقانون ، تحت إشراف قضاء عراقي عادل يحكم بين العراقيين وفق القوانين المنصوص عليها في الدستور ، وليس وفق شريعة الغاب ، كما حصل ويحصل الآن في الأقبية السرية ومنها سجن الجادرية السري الذي تعرض فيه بعض المعتقلين والسجناء للأهانة والتعذيب من قبل سجانيه السريين أيضا .
من المسؤول عن هذه الممارسات القمعية التي تذكرنا بالممارسات الصدامية البشعة ؟ ، ومن سيحاسب هؤلاء السجانين ومرؤسيهم على أفعالهم الإجرامية هذه ؟، وهل ستشهد الأيام القريبة القادمة فضح هؤلاء ومحاسبتهم من قبل الحكومة العراقية الحالية وبشكل علني لكي يكونوا عبرة للآخرين ؟ .
لأن من المفروض في عراق ما بعد صدام ، لا مكان لمثل هؤلاء الذين لا يعرفون غير المطاردة والإعتقال والتعذيب والقتل طريقا لهم في الحياة ، من أجل الوصول الى أهدافهم المعادية للإنسان والحرية والعدالة والمساواة .
فإذا لم تبادر الحكومة العراقية وبالسرعة الممكنة ، بكشف كل الأقبية والسجون السرية ، وفضح كل من يقف وراءها من المسؤولين العراقيين ، فأن شعب العراق سيعاقب هؤلاء على أفعالهم الإستبدادية المتوحشة ، كما فعل مع دكتاتورية صدام وأعوانه المجرمين .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟