عبد الحكيم الدهلكي
الحوار المتمدن-العدد: 5123 - 2016 / 4 / 4 - 01:02
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
نستالوجيا الفرح الشيوعي
ربع قرن لن ينل خريفهم الاغبر وقبله شباطهم الاسود من الشجرة الحمراء،ولوا مدبرين مثل الغربان مانالت سكاكينهم من الثمرة ولا خريفهم من الاغصان ،في كل غصن منها ورقة تحمل رسم المطرقة والمنجل،
احتشد الشيوعيون ومناصريهم اليوم منتشين في حدائق مزهوة بالازاهير وامتلئت اسوار الاس بالاعلام والاشرطة الحمراء ، انطلق صوت كالرعد من فم قديم يردد احنا دربنا معروف يابو علي وهذا موطني ،لتنشد وتغني الاجيال المقبلة تتماهى مع هذا اللحن يغمرها الفرح
امتدت اذرع الشيخوخة تحمل الشموع،ظهرت قاماتهم ،مثل القمم الثلجية تحت شمس الربيع ،يقولون انهم ينبتون في كل مكان،
يتشبثون بالامل بالفرح ،مثل الطائر الاسطوري ،هاهم ينتصبوا ويهتدوا وينادوا ياوطني ،يصنعون من الرماد راياتهم ويحلقون مثل النسور ،،يريدون الوصول باقسى سرعة حاملين الشارات الحمراء يضعون كلماتهم الحمراء العبقة بانسام الحرية على شفاه تشققت من الحسرات، لانهم اولى بالاستغاثات
شهدنا ذلك ايها الاخوة ،تفوقنا على ذواتنا بآلامنا وحملنا القناديل والشموع حيث اوقدت نارا تشع نور فاذا اشباحهم تتوارى مبتعدة، فاذا امنا بمثل هذا فلا يكون ايماننا توجعا وصغارا
قديبدو هذا بانه نوع من الرثاء العلني لما تداعى واستشرى في العقود الاخيرة من تنامي خطير للنزعات وتوجهات وضعتنا في وسط فضاء عارم من التقاطعات والتكفير والغلو،ليجعل من صوت الانتهازين والمتلونين والذي يفترض اعادة فحص لجهازنا المفاهيمي لنراهم يرددوا اليوم
مات مغنيكم البعيد،، ونحن نرد بكل شموخ وزهو
نحن من نجحنا وحدنا في الخروج من ظلمة الرحم الى ظلمة الحياة من دون انتظار القابلة، ولانبارح مكاننا ولانبيع حبرنا للطغاة وان كان في ذلك شوك القتاد،
سنعبر كل هذه الاكمام ونطوف في الحقول وننثر الزهور ونقيم الكرنفالات ومهرجانات الفرح والامل ونظل نردد احنا دربنا معروف ،لو موت لو سعادة،هكذا ردد الشيوعيون في ذكرى تاسيس حزبهم الذكرى الثانية والثمانين للحزب الشيوعي العراقي شاركهم بهذه المناسبة المئات من الجماهير التي احتشدت بهم حدائق بين الجسرين ،القيت الكلمات وقصائد الشعر وتغنى الجمهور باغانيه الوطنية والحماسية ورددوا سنمضي سنمضي الى مانريد وطن حر وشعب سعيد .
#عبد_الحكيم_الدهلكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟