أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابن الغراف - أشواك ابن الغـراف (13)وعادت رقابة -القلمجي-العثماني














المزيد.....

أشواك ابن الغـراف (13)وعادت رقابة -القلمجي-العثماني


ابن الغراف

الحوار المتمدن-العدد: 379 - 2003 / 1 / 27 - 04:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



عرف عن الاتراك العثمانيين "المختبئين" خلف الخلافة الاسلامية ، تجبرهم وقساوتهم المفرطه في قمعهم الشعوب المختلفة معهم في القومية و الدين و المذهب ، حتى انهم ابادوا اقاليم كاملة بطريقة تندى لها جبين الانسانية حياءً وخجلا , كمجازرهم ضد الارمن والاشوريين والشيعة واليزيديين والاكراد والسرب والبلغار ..الخ
وفي القرن الاخير ، قبل ان تتداعى الدولة العثمانية وتختفي الى الابد ، وصلت الى مرحلة مزرية من الترهل والشيخوخة فبدأت تزحف لكسب ود الغرب الذي عاد يسترجع امجاده ، ينمو ويتطور تكنلوجيا واقتصاديا وعسكريا ، كما غدت الثورة الفرنسية حلم الشعوب الرازحة تحت نير الدكتاتوريات والقمع ، حيث تطلع العالم باعجاب الى تجربتها . ولان تصرفات العثمانيين باتت محسوبة "عالميا" بعد ضعفهم وهوانهم ، فلم يعد بامكانهم التجرؤ على ممارسة هواياتهم في الابادة الجماعية العلنية (كالسابق) كما فعل مراد الاول وغيره من الابواب الدمويين في حق الشعوب الرافضة لسيطرتهم ، انما اسـتحمارهم ثقافيا واقتصاديا وفكريا بطريقة مهينة لادمية البشر حتى انتشر الجهل بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ لدرجة لم ينبغ عالم عربي واحد في علم ما ، في فترة حكم العثمانيين الممتد الى خمسة قرون.
ولكن بعد "فرض" الانفتاح عليهم ، ودخول المطابع في البلدان العربية ، لجأ العثمانيون مبكرا الى استخدام رقابة شديدة على الكتب والمطبوعات وحينما انتشرت الصحف في الاقاليم ، ابتكروا رقابة منظمة فشغّلوا موظفين كمراقبين " قلمجية " على كل صحيفة ، ولكن نتيجة لزيادة الصحف والمنشورات تضاعف الطلب على " القلمجية " ايضا ، ولافتقارهم كادر فني ورقابي في مجتمع تكثر فيه الامية عمدوا الى توظيف الاميين الذين ليس لهم علاقة بالكتابة والقراءة والثقافة وغالبا من " بصاصيهم " .
كان الرقييب"القلمجي" العثماني المزدوج الوظيفة ، يباشر عمله في داخل المطبعة ، حيث يهيء له كرسي خشبي بمسندين عظيمين تيمنا بكرسي امير المؤمنين الباب العالي ، وامامه طاولة كبيرة ، يستنير بفانوس كبير من نوع خاص ، عظيم التوهح، يستخدمه "القلمجي" فقط ،حيث يجلس" نافخ نفسه " ليوهم الاخرين بحساسية منصبه ، ثم تعرض عليه النصوص المعدة للطبع , هنالك يختلس النظر الى قائمة يستخرجها من جيبه وهي عبارة عن تعليمات وارشادات من خلالها يعرف المطلوب منه "رقابيا " والتي على اساسها يقيم مدى صلاحية النص ، فيلغيه او يمحي الكلمات الممنوعة ، والحقيقة ان القائمه لا تتضمن ارشادات ولا قوانين(ولا هم يحزنون) انما مجموعة من الكلمات التي عليه البحث عنها في النص المراد "تطهيره" من قبيل ((حرية )) او(جمهورية ) ، فيقوم بمحيهن بعيدا عن هدف الموضوع ورسالته لما كانت تمثله تلك الكلمات من بعد تحرري و"استذكاري" بالجمهورية الفرنسية .. ولان " القلمجي" رجل امي ، فهو ينظر الى "رسم " الكلمة ، وغالبا ما يمحي كلمات اخرى مشابهه للمفردات الممنوعة كـ " حربة ، خربة ، جمهرة , جمهور ، مهرة " حتى يتحول الموضوع بعد " تقليم اظافره ورقبته " الى نص "مهرهر" لا يفهمه الراسخون في العلم ...
ولان الزمن تغير وتطور ، فوسائل الاعلام ايضا تطورت وانفتحت وغدت من الاستحالة بمكان فرض "قلمجية " كالسابق ، الا ان بعض الدول و"الاحزاب" و "المجالس" لازالت تعتز بالتخلف وتفتخر به وتصر على ابقاء الذهن العربي مسجون في محيط الاسوار العثمانية والصفوية ، ولا تريد ان تقتنع باعلام بلا "قلمجية" وان حاولت تسويق الرقابة باسم الدين و "الاخلاق" و " العيب " والحقيقة لو تتبعنا المفردات التي دخلت في قواميس"القلمجية الجدد " لا يمكن احصائها ، لانها تشمل كل مفردة تدعو الى التحرر الوطني والذهني والاخلاقي والفكري من التبعية الظلامية والعنصرية والطائفية والشوفينية والتركية والايرانية و"العربانية" ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

 

 

 



#ابن_الغراف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نشهد -انتحار- كتابات ؟ّ!
- شوك ابن الغــراف(10) البعد القبلي والطائفي في تفكير الخليج ...
- اشواك ابن الغـراف (9)حتى المومسات احسنُّ بمعاناتنا
- اشواك ابن الغراق (6)المبعدون عن -كعكة- لندن
- اشواك ابن الغــــراف (رقم4 و 5): وللفقهاء مواسمهم
- اشواك ابن الغراف(رقم3) ابن الغراف - الافتخار بالرتب العسكرية
- من لايبكي فواجعنا ، فليبحث له عن وطنٍ غير العــراق
- تحية اكبار للاخوة في الحزب الشيوعي العراقي - الكادر
- رسالة مفتوحة الى الاخوة في الحزب الشيوعي العراقي _ الكادر
- تحديد الاموضوعية في نقد النقد جزء من علم النقد المتطور
- في الزمن الرديء يُتهم شهداء العقيدة بسوء العقيدة
- فقهاء الزمن الاغبـر .....ومعارك النـعل
- عندما ينتفـخ الاقـزام
- دفاع عن وحدة المعارضة الوطنية وليس عن الشوعيين فقط
- اعلان طائفي ام نقد طائفي


المزيد.....




- لماذا قد يخسر ترامب الحرب التجارية ضد الصين؟.. محلل يجيب
- ماكرون: فرنسا -ستقاتل من أجل غزة-.. وقد تعترف بالدولة الفلسط ...
- عقب تحدي بكين.. ترامب يفرض رسوما بـ 125%
- وزير الخارجية التركي يكشف عن محادثات -تقنية- مع إسرائيل لمنع ...
- ماكرون: فرنسا قد تعترف بالدولة الفلسطينية في حزيران المقبل
- اليابان والناتو يتعهدان بتعميق العلاقات الأمنية لمواجهة الته ...
- ترامب يعلن وقفًا مؤقتًا للتعريفات الجمركية لمدة 90 يومًا وال ...
- غزة ـ الجيش الإسرائيلي يستولي على مساحات واسعة ويوسع -المناط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يعلق على تصريح ماكرون بشأن الاعتراف ...
- متظاهرون يحرقون علمي أمريكا وإسرائيل في طهران


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابن الغراف - أشواك ابن الغـراف (13)وعادت رقابة -القلمجي-العثماني