|
كيف نقيم وننتخب؟
علي ماضي
الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 08:41
المحور:
المجتمع المدني
ألأنتخابات العراقية على ألأبواب ،وهي التجربة الثالثة الحرة التي يمارسها ألأنسان في العراق منذ اكثر من خمس وثلاثين عاما ، ترى كيف سيختار؟ ومن سيختار؟ وهل اكسبته التجربتان السابقتان وعيا سياسيا ؟ ام إنّه ما زال يتخبط لاهثا وراء المذهب او القومية ناسيا مصالحه الشخصية؟ هذا ما نحاول تسليط الضوء عليه في هذا المقال.
لنقول عن اي انتخابات انها حقيقية ومتكاملة يجب ان تستكمل ثلاث شروط اساسية وهما وعي انتخابي لدى المُنتَخِب اضف الى ذلك اجواء حرّة وديموقراطية ،ورقابة دولية ومحلية نزيهة . وفقدان شرط الوعي او الثقافة ألأنتخابية لايقدح بمشروعية ألأنتخابات ،في حين ان الشرطين الآخرين هما من الضرورة بمكان لايمكن ألأستغناء عن وجودهما لأستكمال مشروعية أية انتخابات ، خذ مثلا ألأنتخابات التي جرت في مصر مقدوح في شرعيتها لكونها لم تستكمل المعاير الدولية لفقدانها شرط الرقابة الدولية.
في ألأنتخابات ألأولى والثانية اللتان كانتا في حقيقتيهما صورية تماما،كما كان إدائهما من قبل الفرد إداءاً ميكانيكيا ، حتى بدا ألأنسان وكأنه روبوتا يُحرَكُ عن بعد، ولكن ليس اليابان او احدى الدول المتطورة في مجال الذكاء الصناعي هي التي تحرك روبوتنا العراقي . وإنّما الغباء الصناعي الذي ولدته العصبية الطائفية والقومية وغيرها من النزعات العنصرية ألأخرى . واستطيع القول إنّ من ادى ألأنتخابات فعلا، هم رموز الشيعة ورموز السنة ورموز ألأكراد ،اما من خاض ألأنتخابات عن وعي كامل فلا تتعدى نسبتهم الواحد من كل خمسة آلآف .وعليه كانت انتخابات صورية تماماً . على الرغم من اجواءها التي كانت حرّة وديموقراطية . والحق يقال إنّ التجربتين السابقتين أضافتا وعيا ً ولو بنسبة ضئيلة جدا ولكنّه يبقى وعياً ويبقى تقدماً على الرغم من ضئالته.
إنّ قراءة في ألأتلافات التي نشأت على الساحة العراقية قبيل ألأنتخابات المقبلة ،تحملُ بين طياتها الجواب على سؤال كيف سيختار المواطن العراقي ، على اعتبار ان هذه ألأتلافات هي انعكاس لميول المواطن وقراءة في نمط تفكيره ، وبما ان ألأتلافات تشكلت على اساس طائفي و ومذهبي وقومي فهذا يعني ان طبيعة المجتمع طائفية وعنصرية. نعم النّاس في وطني ما زلوا متعصبين ،عنصريين ،لدينهم ،لقوميتهم ، يلعب ألأنتماء دوراً هاماً في تقيم الشّخصية ، وعاملاً مهماً في مشاعر الحب والكره لديهم ،وهذه حقيقة رغم مرارتها . ما زالوا بدائيين ،لايقّيمون ألأنسان وفقا لمقدار عطاءه ،ما زالوا يعتقدون ان اكثر النّاس علما ً من يتكلم ولا يفهمه المستمعون ،لا على اساس كم المنافع التي تقدمها اطروحته العلمية .خذ مثلا ان شعبية الجعفري ارتفعت بين اوساط الشيعة لأن الجعفري ارتجل خطابه الذي القاه في مؤتمر الوفاق في القاهرة ،ولأنه اهان الساسة المصرين في عقر دارهم باثباته ان العراق اكثر عروبة من مصر ،وفقا لهذه المقايس المشبعة بالبداوة قيموا الرجل . ولم تؤثر سلباً فضيحة اكتشاف سجن سري غير خاضع لوزارة العدل ،او عدم قدرت حكومته على توفير الحصة التموينية ،وغيرها من ألأخفاقات ألأخرى. في حين من المفروض ان التقيم الصحيح له و لحكومته يجب ان يرتكز على كم المنافع التي قدمها وحكومته خلال فترة الماضية ،وبألأعتماد على مراكز ألأبحاث التي من المفروض ان تلعب دورا ً مهماً من خلال تقديمها المعلومات ألأحصائية عن الواقع العراقي وعلى جميع المحاور ،محور التعليم ،ومحور الصحة ،ومحور ألأقتصاد ....الخ . ليتسنى للمواطن ان يقارن ومن ثمّ يصدر احكاما ً ستكون بالتاكيد اكثر عدلاً. كما انها ستجبر الساسة مستقبلا على ان يتبنوا برامج واقعية قابلة للتنفيذ ،بدلا من الوعود وألأكاذيب السياسية البيضاءالتي تعج بها برامجهم ألأنتخابية .
فاذا كانت ألأحزاب وألأتلافات تتشكل لتعبر عن ميول المواطن ،فستكون نتيجة ألأنتخابات المقبلة بمثابة الخطوط العريضة لخارطة العراق السياسية. اما آن ألآوان ان تكون مصالح ألأفراد لا الطائفة او المذهب او القومية ،هي المَعلم ألأساس في الخارطة السياسية المقبلة .
كلي امل ان ينتخب المواطنون ،القائمة التي تتميز بكونها غير طائفية ومن المتوقع ان لا تحاربها دول الجوار والعالم ،وان تحوي الكفاءات بين صفوفها . وبخلاف ذلك فأنه(اي المواطن) سيكون المتضرر الوحيد ،اما الساسة فهم دائما بخير طالما ان جيوبهم دائفة بالرواتب الدسمة اِنْ شّرقت مصالح المواطن او غرّبت .
#علي_ماضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما نحتاجه ألآن
-
الشروع في قلع الطبوع
-
العالم ألآخر
-
ثلاث وصايا سيدي المواطن
-
هل تتعامل القوى اليسارية والعلمانية بموضوعية مع المسرح السيا
...
-
لابداية من القمة
-
لماذا نشوه التأريخ
-
نقطة الحيود
-
إننا..نصنع تأريخاً
-
العولمة
المزيد.....
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر
...
-
خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين
...
-
عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض
...
-
-رد إسرائيل يجب أن يتوافق مع سلوكيات المحكمة الجنائية الدولي
...
-
مياه البحر تجرف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس
...
-
مصرع عشرات المهاجرين بانقلاب قواربهم قبالة اليونان ومدغشقر
-
الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه
...
-
رايتس ووتش: تواطؤ أميركي بجريمة حرب إسرائيلية في لبنان
-
الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي
-
اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحت
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|