أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - فتوى غريبة














المزيد.....

فتوى غريبة


إبراهيم رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 5121 - 2016 / 4 / 2 - 09:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فتوى غريبة
عالم أزهري: الأموات يجتمعون في القبور ويسألون عن ذويهم.

عندما التقطت عيناي هذا العنوان، ذهب فكري في رحلة ميتافيزيقية محاولا تخيل هؤلاء الموتى، وحالاتهم، وهيئاتهم، ومكان اجتماعهم، ولغة حديثهم.
وبما أني لم أصل إلى نتيجة، سأسأل هذا "العالم" بعض الأسئلة:
هل يخرج الموتى من قبورهم؟ وفي أي مكان من المقبرة توجد "قاعة / ساحة .." اجتماع الموتى؟
هل تواصُل الموتى يتم بصورة جماعية، أم فردية؟ طول اليوم، أم في ساعات معينة؟
إذا كانوا لا يغادرون قبورهم:
فهل اتصالاتهم تتم عن طريق télépathie أو الوسائل التكنولوجية الحديثة للاتصال؟ وهل الاتصال مجاني؟ أم مؤدى عنه؟ وما هي شركة الاتصال المشرفة على تنظيم الاتصال؟ (والمفروض أنها شركة لها: محاسبون، ومكلفون: بالتجهيزات، وبالربط، وبالصيانة. ...)
إذا كانت الهياكل قد أصبحت عظاما وفقدتِ الجهازَ الصوتي، فهل يتواصل الموتى بلغة الإشارة؟ (احتمال وجود من يعلمهم هذه اللغة بعد دفنهم، لتأهيلهم لمرحلة الإشارات). ولكن الإشارة تقتضي رؤيتها، أو سماعها (إشارات مورس code Morse)، لفهمها، وهذا لا يستقيم مع فقد الهياكل للعيون والآذان أيضا، ناهيك عن الدماغ الذي يحلل ويدرك ويترجم.

عاد فكري خائبا - من رحلته المعرية (نسبة لأبي العلاء المعري)، - بدون نتيجة مجدية. فلُمْتُ نفسي أنني لم أقرأ الخبر برمته، فلعل فيه الجواب:

يقول الخبر - بتمامه وكماله -:
قال الشيخ أحمد صبري أحد علماء الأزهر الشريف: إنه يجب على كل إنسان أن يحب الدنيا، ويتمسك بها، ويعمل جاهدًا، حتى يجد هذا العمل في ميزان حسناته يوم القيامة. موضحًا أنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض يتمنى الموت.
وأضاف صبري، خلال حواره في برنامج "الدين والحياة"، على قناة "الحياة": إن كل من يعيش في هذه الدنيا يكره الموت بطبيعته، لأن ما يحدث بعد الموت مجهول ولا يعلمه أحد.
وتابع: "الأموات يجتمعون في القبور ويسألون عن ذويهم الموجودين في الدنيا".
انتهى.

لا جواب شافٍ في الخبر، وليس هناك إلا المزيد من التعمية والعماء، وحبل الكذب قصير.
أقُلتَ يا "هذا": ما يحدث بعد الموت مجهول، ولا يعلمه أحد"؟
فكيف علمت أنتَ باجتماع الأموات، وسؤالهم عن ذويهم؟
أهكذا ببساطة تنقض قولك، وتكذّب نفسك؟
كيف يتأتّى لك الانسياب بسهولة بين المعلوم والمجهول، وبين العلم والجهل؟
وبدون خجل أو حياء تتحدث بهذا إلى المشاهدين، وكأنك تتحدث إلى طفل يستعصي عليه النعاس، فتلهيه - بدندنة لحن أو أغنية - حتى يستغرق في النوم.
أن تكون مائع التفكير ميت العقل، فهذا مما لا شك فيه. وأن تظن المشاهدين أمواتا، وجئت للاجتماع بهم والسؤال عن ذويك، فهذا يُدخِلك - من الباب الواسع - في دائرة الخبل والخرف. مثلما أدخل المتحدثين قبْلك عن "عذاب القبر".
وإذا كانت لك كرامة "عالم" تريد الحفاظ على ما تبقّى منها، فما عليك إلا الاعتراف - علنا - بكذبك، والتوبة مما قلت، والاعتذار للمشاهدين والقراء عن استخفافك بعقولهم.

لو تصدّى لك أحدٌ في مجلسك، وأوقفك - علناً، أمام "مريديك" - على كذبك، لثارت ثائرتك، وأقمتَ الدنيا ولم تُقعدها، ونزّهت "العلماء" عن الكذب، ورميْتَ من نبّهَك بالمروق من الدين، ومسحت بكرامته الأرض، وربما كفّرتَه، ... (وربما نزعت "جزمك" وهددته بالضرب بها. كما شاهدت - على الشاشة - واحدا منكم يفعل). ولعل الطامة الكبرى تكمن في الجهة التي كوّنتْك، دون أن تجتثّك من بركة الأراجيف والخزعبلات.
وتعلمك كيف تستضيء بنور العقل والمنطق قبل كل شيء.

أدعوك - وأمثالك -، إلى الاقتصار - من باب التواضع والتجاوز - على لقب: فقيه. وأن تزهدوا في لقب "عالم"، لأنكم لا "تسْلَحون" بهذا اللقب إلا: التخلف المقيت، والتنافس في الكذب، والمزايدات في ترديد الترهات العقيمة.
ودعوا اللقب للجديرين به ممن ينتج ما ينفع الإنسانية من: آلات وأدوات وأدوية وتكنولوجيا ..
ولولا هذه التكنولوجيا ما عُرفتَ، ولا عُرف نبؤك. وعندما "ركبتها" - أملا في الذيوع والشهرة - فضحتْ تفاهة تفكيرك، وانحطاط مخك السخيف.
(بيني وبينك: أيكما أنفع للناس: أنتَ؟ أم المخترع؟)

الخبر منشور على الرابط:
http://www.elwatannews.com/news/details/1050496?ref=yfp



#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الحب
- محكمة تفتيش
- الوزير والجَرَّة - كتابة ساخرة
- وقال أشرف فياض
- مهاجر: أما آن لهم أن يخجلوا ...؟
- نكتة رئيس الحكومة المغربية
- نكحُ حوريةٍ، عمرُها: عمرُ الأزَل
- التطرف ونماذج من المعيش اليومي
- من يوميات الشيطان
- باسْم السيف وباسم الكوثر
- -السيخ- بغدادي
- على هامش مقال للأستاذ كامل النجار
- الوقاية من وباء التعالُم
- هوية
- قليل من الوقاحة
- جَنة وجَنة
- تعقيب على: خطأ إملائي.
- بأية حال عدت يا عام؟
- الفحش في المؤلفات
- من أرض لوط


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - فتوى غريبة