أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ما بعد الحقائب الوزارية الجديدة














المزيد.....

ما بعد الحقائب الوزارية الجديدة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 23:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



للحجاج بن يوسف الثقفي مقولة هائلة المعنى تقول : لولا فرحة الأياب لعذبت أعدائي بالسفر.
وحتما حقائب الاياب ستكون ( مملؤة ) بالهدايا ، كما جنود حرب الشمال ( برزان ) كانت حقائبهم ( مليانة ) بالجوز والحناء والقماش الجميل لحبيباتهم ونساءهم.
رؤية السفر نطبقها اليوم على السياسة ، لنرى سفر رئيس الاياب في ذهاب محاصصي وكتلوي ومصلحيٌ صعب ، فأغلب حقائب ذهابه الاول الى التشكيل الوزاري كانت مملؤءة بأحلام السُحت والصفقات والمحسوبية وارتال السيارات ( الجكسارة ) المصفحة وتنصيب الابن او ابنة العم مسؤولا للمكتب .
لم يكن لرئيس الوزراء وهو ربان حافلة السفر هذه ان يفعل شيئا للحد ولجم رغبات وطموح مسافريه ( الوزراء ) ، فكل راكب يغرد على هواه .
الخارجية تتكنفش ، والتجارة شاغرة دوما بسبب الزيت المغشوش ، والصحة تعاني من المضاد الحيوي التقليد والاكسباير.والاعمار شققها لم تٌشطب وتسلم الى مستحقيها بعد منذ 2003.ومشروع بسماية اول شواهدها ، والبلدية منذ عام لم تدفع مستحقات عمالها اليوميين ، والموارد المائية تقسو على الاهوار بالتجفيف ولا ترضى أن تقر بتحذيرات انهيار سد الموصل ، والصناعة عاجزة عن اعادة معجون الحلاقة وسكائر السومر واحذية معامل جلود الى السوق المحلية ، أما بنكنا الوطني فهو شاهد على عمليات تبيض يومي للاموال من خلال الوهم الاقتصادي الجديد الذي يسمونه بيع العملة. فيما اوربا بسبب وزارة النقل ولا ابالياتها منعت طائراتنا من التحليق في اجواء روما وباريس وبرلين وجعلتنا نستأجر طائرات تعبانة وخربانة من ( الجيك ) وبهذا تصير الخسارة خسارتين.
وهكذا سائق حافلتنا الخربانة السيد العبادي صار يحتاج كل يوم الى 3 شيت بارسيتول ، ليركز اولا وليبعد عنه صداع الف منصة تنتظره كل يوم ليصرح ويصرح ويرسم للناس الحلم الاصلاحي الوردي ...
والى اليوم .لاقتربت اصابعنا للثريد ، ولابتعدت اجسادنا عن المفخخات والسيارات الملغومة.
والنتيجة أن الكيل طفح عند الناس ، وعرفوا تماما ان الحجاج لافرحة ، لافي ايابه ولا في ذهابه ، وأن كل ما كان يقوله شيخ سفرنا الجديد ( العبادي ) سوى تصريف للوقت وللامتعاض ولغضب الناس وخيبتهم.
لهذا بدأت التظاهرات ، من نصب جواد سليم وحتى ساحة ام البروم في العشار ، الجميع يعلنون جزعهم من الحافلات التعبانة وسواقها في بغداد وعموم المحافظات ، ليرفعوا اصوات السخط والاستهجان ضد لصوص الحكومة المركزية والحكومات المحلية ـ وكما اول الغيث يبدأ بقطرة ابتدأ التظاهر بخمسين عراقيا شريفا وانتهى اليوم بملايين العراقيين الشرفاء الذي يمثلهم تلاحم الصدريون والقوى المدنية في الاعتصام المفتوح عند بوابات المنطقة المحصنة ( الخضراء).
ومن رأى خيمة السيد وسريره سيكتشف أن وعي المصلي المتدين التقى ولاول مرة بوعي جاسم الحلفي واحمد عبد الحسين وعلي السومري .
تلك اللقيا التي رأيناها دليلا على ان النظر الى العراق اولا ربما يتفوق تماما على النظر الى ثقافة العقيدة بين الله وماركس ، ويبدو ان المحنة والجزع والخوف على ضياع العراق بأيدي هؤلاء قد قرب رؤى العقائد في خيمة السيد وما حولها.
وفي النهاية رضخ سائق الحافلة الوزارية وطلب من ركابه النزول بقوله :لافرحة في ايابكم ولا في ذهابكم وسأبدلكم بمسافرين جُدد.
حضر رئيس الوزراء الى البرلمان واتى بتكنوقراطه ، لم يقرأهم امام الرأي العام ولكنه سلمهم برسالة وكتاب ممهور من مكتبه الخاص وبتوقيعه الاحمر.
برغبته أو على مضض المهم هو قدمها ...
الآن الكرة عند سائق الحافلة الكبيرة ( التاتا ) رئيس البرلمان ، وركابها ال350 . وعليهم ان يحسموا الامر ويستعجلوا لنرى مشهدا جديدا نتمناه ان يفرحنا ويضعنا امام صورة عراق جديد يبني اولا ويحاسب السُراق ثانيا.
فالى تلك الحقائب الجديدة . نحن نمتلك معك الامنية ، واغنيات الحنين الوطني ، وذكريات ليالي سرير السيد وخيمته ، فنتمنى ان لاتخذلونا وترجموا مقولة الحجاج برؤى جديدة تقول : أيها الوطن الذهاب والاياب إليكَ جميلٌ ولايُعذب .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينين وكرمة الحجية
- بوشكين وكريم
- مدينة الناصرية وقصصها الجميلة
- أساطير وقصص من مدينة الناصرية
- امرأة تستحق أن تكون
- أساطير من مدينة الناصرية
- قصص أخرى من مدينة الناصرية
- قصص قصيرة جدا من مدينة الناصرية
- الناصرية والسوق وروح سيد سعد بنيان
- غرام ممنوع وأنوثة الهمس المسموع
- السياب ( الدهشة تلدُ الحزن أولا )
- السياب وجيكور المؤسطرة شعراً
- السياب سُعالٌ في كتاب
- خواطر في ذكرى السياب
- خضير ميري ( رثاء من بلاد الفلسفة )*
- عطرٌ وسرٌ وغيبْ
- ليلة عبد الرب إدريس
- وطن بلا تأشيرة ( 25 ) الرمادي ( سلام خُذ )
- وطن بلا تأشيرة ( 24 ) جوائز منظمة عيون ( الوهم )
- وطن بلا تأشيرة ( 23 ) المسيحيون العراقيون ( البقاء )


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ما بعد الحقائب الوزارية الجديدة