أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - رد على مقال يتهافت على الرسول محمد














المزيد.....

رد على مقال يتهافت على الرسول محمد


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 20:19
المحور: المجتمع المدني
    


...من جهة أخرى يبدو أن البعض قد أصبح يفكر و يكـتب بمنطق الصحافة الطاغي على الحقائق اليوم و هو البحث عن الإثارة. من ذلك مثلا مقال قرأته لكاتبة عـربية في موقع الحوار المتمدن تهجو فيه الرسول محمد، و ليس فيه من الموضوعية شيء. فبالنسبة لعـديم المطلع على السيرة النبـوية يتبين له بكل يسر تهافت هذا المقال للنيل من شخص الرسول و أخلاقه.
تعرضت الكاتبة إلى أسباب حـرب الرسول لبني قريضة. أرجعت الحـدث دون ذكر مصدرها التاريخي(إما لتواريه لأصله المشكوك فيه، و إما أنها بكل بساطة اختـلـقت الأمر لغاية التهجم فقط)، ان الرسول أراد افتداء احد المسلمين القاتـلين بدية، و طبعا من السهل اختـراع أي اسم و تركيـبه، فتوجه صحبة عمر ابن الخطاب و علي على ما اذكر و هذا ليس له أهمية تـذكر لأنه من السهل اختراع هذه الصحبة نظرا لاقـتراب هذه الأسماء من الرسول دوما، و ذلك ليطلب مالا من بني قـريضة الطيـبـين جدا حسب توصيف الكاتبة، و بينما هم تحت جدار القـلعة جالسون، في انتـظار فتح الباب، انـتـفض الرسول فجأة و قال ان اليهود سيرمونهم بحجر من أعلى القـلعة ليقـتـلوه (و هذا يتـناقض مع حادثة الغار صحبة أبي بكر الصديق حيث كان الرسول مطمئنا لحماية ربه له و لصاحبه)، و لإضفاء معنى على هذا القصص تـقول انه من السهل عليه ان يخترع أي سبب بتعلة الإيحاء إليه، و انه استـند إلى هذا التوقع أو الإيحاء لمحاربة بني النـظير..
كل هذا دون ذكر مصدر تأريخي واحد. كل هذا بجرة قـلم ينسج أحداثا مثـلما اتـفـق. و ربما لإضفاء شيئ من الموضوعية تصف تعلة حرب بني قـريضة هذه منافية لأخلاق العـرب. أي الايحاء أنها ليست بموقف الكاره لهذه الملة من الناس. أخلاق العـرب اللذين يأبون الظلم. ربما هذه النـقطة صحيحة في بعض الأوجه و لكن تـشترك جميع الشعـوب في كره الظلم. ثم ربما أنها لم تسمع بعجز بيت الشعر القائل ان "من لم يَظلم يُظلم". و بعـد ذلك كأنها تسدد ضربتها القاضية بالقول ان الاتهام تـلـزمه بينة و ان البينة على من ادعى مثـلما قال عمر ابن الخطاب في مناسبة أخرى...
على كل، فان ما روته الكاتبة يـربك القارئ من حيث فتح باب النـقـاش في أخلاق الرسول محمد. و لكن مثل أي عظيم يريد تجسيد أفكاره في الواقع التي هي أحلام شعبه في النهاية، فانه بالضرورة يخرج من الروح الجميل حـسب التوصيف الهيغلي. الروح الجميل الذي يحكم على العالم من خلال الزاوية الأخلاقية و الإنسانية و هو لا يفعل شيئا في الواقع. أي "المتـفرج دوما منـتصر" حـسب المثل التونسي. الأفكار في معـركـتها مع الواقع تخرج أولا من دائرة الحـرية المطلـقة إلى دائرة التحرر. تخرج من الجمالية المطلـقة إلى الممكنة. و هنا بالضرورة لن تجد أي مصلح أو زعيم سياسي مؤسس يحاول وضع أفكاره في الواقع ان لا يستعمل أدوات الواقع نفسه، و ان لا تـتصف بعض أعماله بالشر لان طبـيعة الواقع الإنساني ان يمتـزج خيره بشره.
فالكاتبة قامت بعزل واقعة غزو بني قريضة اليهودية عن تاريخيتها. اليهود من أهل يثرب اللذين تعاهـدوا مع الرسول حين استـقر الأمر بالمسلمين فيها على حسن الجـوار. لكن كانت هناك نـقاشات من أصحاب دين له كتابات و دعاة و مفكرين بينما كان الإسلام لا يـزال دعوى و رسالة و فعل تأسيسي. أي انه لم يكن في طور البحـوث الفكرية. على كل تمت الإجابة عن كثير من السؤالات التـشكـيكية من قبل القرآن. و من حق الرسول ان يصل به الأمر إلى الاعـتـقاد بان الأمر ليس مجرد نـقاشات فكرية و إنما تـفريق لجماعته و عمل تآمري على عـقول بسيطة مطلوب منها ان تكون أدوات لفعل تاريخي يتجاوزها إلى ابعـد الحدود. أما الأمر الثاني و الذي وصلنا من سيرة بني هشام و تاريخ الطبري(على ما اذكر) ان مسالة غـزو اليهود ارتبطت بحـرب الخنـدق التي تآلف فيها جميع الأحزاب أو القبائل العـربية للهجوم على المدينة و إبادة المسلمين. كانت المسألة مسألة وجود و ليس مجرد مناورة. المسألة كذلك مسألة قضية و رسالة عالمية حملوا أثـقـال حملها و تـثبـيتها في الأرض. المسالة مسالة تجـسيد إرادة الله في التاريخ الإنساني. هنا كان بعض اليهود يتجـسسون على المسلمين و ينـقـلون أخبارهم إلى قـريش. أخبار استعـداداتهم و مكامن ضعـفهم و حتى حالتهم السيكولوجية. هنا أعمال تخـريـبـية من الداخل. أليس من المنطقي أن يحـسم الرسول أمره بإفـناء عوامل الضعف في الجـبهة الداخـلية؟



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مازالت فلسطين القضية المركزية؟
- للأرض أنثى الأنوار
- النفاق الاوربي في التعاطي مع الارهاب
- الشعور الديني بين الإغتراب و الإنسجام
- عبثية إرادة قتل الله
- سقوط البعث
- سوريا الى اين ؟
- المرأة التونسية تقدم الجديد لليوم العالمي للمرأة
- قتل -الاسلام او القتل- في تونس
- بين الإهانة للمقاومة و مقاومة الإهانة
- -ميشيل عفلق- و الثورة العربية
- الله و الإيروس
- فقدان المناعة السياسية في تونس
- أي نار لأدخنة تونس
- مجتمع الاصنام
- بين أبي و إبني
- بين -غاندي- و -شكري بالعيد-
- المحبة من مهب الثورة
- الأفق التونسي المراوغ
- سؤال بناء الوعي في عالم متحرك


المزيد.....




- تقنية التعرف على الوجه سلاح الجيش الإسرائيلي للإعدامات والاع ...
- نائبة مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة تشير إلى ازدواجية معايير ...
- أول رد فعل من نتنياهو بعد اعتقال اثنين من مكتبه في قضية التس ...
- حماس: اتفاق يوليو الماضي هو المفتاح لوقف الحرب وعودة الأسرى ...
- ممثل الأمم المتحدة يؤكد للسيستاني عدم التدخل في شؤون العراق ...
- فيديو: ما وراء قرار الاحتلال وقف عمل وكالة الأونروا؟
- السيسي يؤكد لعباس دعم مصر للسلطة الفلسطينية وحماية حق تقرير ...
- بعد توقيف 4 أشخاص بمكتب نتنياهو.. اعتقال ضابط إسرائيلي في قض ...
- أسامة حمدان: حظر الاونروا يؤكد اصرار الكيان على التمرد والاس ...
- موسكو تطلق سراح بعض العسكريين الأوكرانيين الأسرى


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - رد على مقال يتهافت على الرسول محمد