أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - نفتقد يوسف دخيل أبو العمل














المزيد.....

نفتقد يوسف دخيل أبو العمل


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 12:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جميل السلحوت
نفتقد يوسف دخيل أبو العمل
غيّب الموت مساء الخميس 31 آذار 2016 الحاج يوسف علي دخيل أبو العمل، والموت حقّ على الأحياء كلهم، والرّاحل ليس شخصيّة سياسيّة، أو رسميّة، لم يُعرف على مستوى الوطن، لكنّه كان شخصيّة اجتماعيّة رائدة ومعروفة في البيئة التي عاش فيها، وترك بصمات لا يمكن نسيانها أو محوها من ذاكرة من عرفوه، ولد الفقيد في عرب السّواحرة قضاء القدس عام 1927م، في بيئة بدويّة فقيرة، عاش حياة اليتم وهو طفل لم يتجاوز الخامسة من عمره، لم يتعلّم في مدرسة، لكنّه جدّ واجتهد تحت رعاية عمّه الذي تزوّج أمّه، وعرف كشخصيّة قياديّة منذ نعومة أظفاره، كان طويل القامة وسيما ذا بشرة شقراء وعينين زرقاوين، ممّا أكسبه مهابة منذ بداياته، جعلته يجالس شيوخ القبائل ووجاهاتها منذ بداياته، فاكتسب منهم معرفة العادات العشائريّة، حيث أصبح يشار إليه بالبنان كواحد من أصحاب البيوت التي تشكّل مراجع عشائريّة لحلّ الخصومات بين النّاس، واكتسب احترام من عرفوه كونه يتحلّى بالنّزاهة، وعفّة النّفس، والجرأة في قول الحقّ، ونظافة اليد، والكرم العربيّ الأصيل.
كان الفقيد طويل القامة قويّ البنية، وقوّته لافتة، اشتهر بصدق انتمائه لعائلته وحامولته" الشقيرات" وبلدته "عرب السواحرة" ومدينته القدس الشريف، ووطنه فلسطين. تربّى على القيم الحميدة، وتمسّك بها حتّى اللحظة الأخيرة من عمره، استقبل استشهاد أحد أحفاده والحكم على شقيق الحفيد الشهيد بالمؤبد برضا تامّ، رغم حزنه الشّديد الذي احتفظ به لنفسه، حمد الله كثيرا ورضي بشهادة حفيده.
ومع أنّه كان أمّيّا لا يقرأ ولا يكتب مثل غالبيّة أبناء جيله، إلّا أنّه عرك الحياة وعركته، وكان مثّقّفا اجتماعيّا، ذا حكمة بائنة، بنى نفسه بنفسه، ونجح في تكوين نفسه، كان محبّا للعلم والمتعلّمين، يفاخر بالمتعلّمين النّاجحين في حياتهم، ويبني عليهم آمالا كبيرة بالنّهوض بشعبهم وأمّتهم، وينتقد بشدّة المنطوين منهم على ذواتهم، ومن أقواله في انتقاد عدم الفاعلين اجتماعيّا من المتعلّمين قوله السّاخر:" بعض المتعلمين –مع الأسف- شهاداتهم كجوهرة معلقة في رقبة كلب"!
ومع تربيته ونشأته العشائريّة، إلا أنّه لم يكن محبّا للشّر والمشاكل العشائرية، وكان يسخر بشدّة ممّن يعتبرون الشّباب الذين ينزلقون في مشاكل عشائريّة، بوصفهم أنّهم -ويقصد الشّباب- أولاد جهلاء، ويتساءل: متى سيصبحون رجالا؟ وفي أكثر من مرّة استشهد على ذلك من خلال البيئة التي عاشها بقوله: " من المعيب أن نتعامل مع شبابنا مثل "جحش الغنم، كنّا نأتي بجحش صغير وندرّبه ليقود قطيع الغنم، وفي مراحل عمره المختلفة نتعامل معه كجحش، ويموت ونحن لم نطلق عليه يوما "حمارا" كأنّه لم يكبر! فهل نقبل بأن يبقى أبناؤنا أولادا ما دمنا أحياء؟ ولماذا لا نتعامل معهم كرجال؟
عندما دخل مرحلة الشّيخوخة، وهدّت جسمه الأمراض لم ينكسر، وبقي شهما كريما حكيما كما كان في عنفوانه. ورحل تاركا خلفه السّمعة الطّيّبة، وأبناء يحملون اسمه، فلروحه الرّحمة، ومثله بالتأكيد يُفتقد، لكنّها سنّة الحياة التي تختتم بالموت.
1 نيسان 2016



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- الجنود الاسرائيليون ضحايا
- خذلان الطفولة في شتاء شهد محمد
- بدون مؤاخذة-عندما نختلق مشاكل لأنفسنا
- الأيّام كلها لا تفي والديّ حقّهما
- بدون مؤاخذة- لمصلحة سوريا وشعبها
- بدون مؤاخذة- جمود العقل العربي الاسلامي
- بدون مؤخذة-حزب الله بين الثورة والطائفية
- بدون مؤاخذة- مبدعونا المتميّزون
- شيطنة حزب الله اللبناني
- بدون مؤاخذة- ثقافة التابو
- يوم المرأة العالمي
- بدون مؤاخذة- الفتنة الدينية
- بدون مؤاخذة- العربان المتصهينون
- بدون مؤاخذة- كي تنهض الأمّة
- بدون مؤاخذة-انتصار القيق له دلالاته
- ذاكرة سلمان ناطور لا تنسى
- بدون مؤاخذة- المتأسلمون الجدد وقضايا الأمّة
- رام الله مدينة الأديب شقير الثانية
- سلمان ناطور مع الخالدين
- من ينقذ حياة القيق؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - نفتقد يوسف دخيل أبو العمل