محمد علي مزهر شعبان
الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 02:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العبادي ... عقلية التكييف .. في قراءة الموقف
محمد علي مزهر شعبان
تعددت الاحتمالات، أشدها وطأة هو ان الموقف داهم ولعله عائم . الناس مأخذوة بالخوف من يوم دام . تضاربت الاراء وضرب الاعلام على طبول الحرب، حرب بين فصائل بدت وشائجها ونسيجها تعصف به رياح الاحتمالات وتمزقت عراه وانهارت مسانده، وتساقطت دعائمه . هكذا بدت الصورة مشوشة، توطنت فيها كل الاحتمالات . قلة من ادركت ان رئيس الوزراء فهم البديهيات بعقلية من يمسك اللحظة الراهنة ويفاجئك بالحلول . الذكاء حين يمارس بعقلية التكيف في قراءة الموقف لانفاسه الاخيرة . الرجل حبس الانفاس كي يأخذ المساحة الاكبر لتحليل المشكلة وفي اشواطها الاخيرة يأتيك بالحلول .
كانوا ينتظرون انهياره في الخميس الموعود، فبيتت خوالج الانفس مساوماتها مع الضحية التاليه، المشهد يوحي بين السلة ام الذلة . استلال السيوف مشهد لم يفارق الاذهان وهو على الاسوار ولعله يذهب بعيدا في رمضاء وطن، والذلة في استلاب السلطة عنوة من اقطاب تناولها من حزب شكل بائتلافاته الاكثرية، حين رفعت اللافتات بالممانعة محتجة بالدستور الشراكة المحاصصه المقاعد التمثيل. فرمى الرجل الكرة من ملعبه الى احضانهم واحتضانهم لما اشكلوا واعلنوا على كابينة تكنوقراط بقرار منه، وتفرده باالتشكلية الوزارية سواء اكانت جزئية او شمولية.
في مشهد قل نظيره الملايين ترقب ما ستؤول اليه الامور، ضبابية الى حد اعدام الرؤيا، عيون الشعب وممثليه لم تسعها حدقاتها، وافكار تتلاطم في معاقلها وحضور يسجل لاول مرة هكذا امتلاء للمقاعد، تنتظر القادم نحو المنصة . لم يمر في خلدها ان مظروفا سيطفأ النائرة ويحل المشكلة ويبرد الساخن ويسخن من كان قد وضع افلاس الحلول في مبرد ذهنه . ما كان محتملا وقائما لمن سرح باخيلته ان القادم يحمل ذكاءا،ولعله دهاءا في ان يتقصى كل عقد الاشكالية . فخرج منتصرا حين لبى مطالب شعب غاضب،فهدأت الثائرة ووضعت عاصفة الغضب اوزارها، ولم يمس مؤسسة التشريع في مسار حل الازمة .
البعض يقول هل هذا حل للازمة أم تنفيس لها ؟ سمها ما شئت هي في مفاد الاثنين الحلول والتنفيس . لقد قدم الحلول ونفس عن منطاد اوشك ان ينفجر، وهنا واحدة تلاحق الاخرى وهي صفاء النية ونقاء السجية . قدم الرجل ما اؤكل اليه بعد مخاض اولد لكم اسماء ، وجرى التصويت عليها وهو حجة قانونيه . وبقى السؤال انه قدم كابينته، وسلمها لقراءتكم ففيها راعى الامة بكل اطيافها، وهي خطوة ستعقبها خطوات ستفتح الافاق لعلها تكون بادرة الانسجام حيث تقترب الكتل وتتضح صورة المشهد السياسي لوطن مزقته الاهواء والميول والطوائف والمنافع الذاتيه . ايها السادة انتم لم تخلقوا لتكونوا امراء وسلاطين حكم الى الابد . هذه الهزة الرختريه في درجات ربما القادمة ستهدم سقف الوطن على ساكنيه .
#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟