نريد مائة عام من العزلة ليصبح لدينا مكتبة للمكفوفين

هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 00:25
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    

أمام -الصبية الرقيقة - قد نخطأ ونقول واصفين حالة المريض / لديها إعاقة بصرية ! إنه معاق , لديه إعاقة حركية

حقيقي , لابد أن نغير مفرداتنا الصادمة في ترميز بعض الصعوبات التي يعاني منها الناس ,فمثلا بدلا من القول إن لديه /ها إعاقة بصرية او إعاقة حركية ,علينا القول وبتهذيب أمامهم
ان لديهم عائق بصري وليس إعاقة , لان الأخيرة وكأنها تدين صاحب المصاب بإنه السبب في تلك الإصابة .
في حين كلمة عائق تدل على عارض أصاب الشخص بدون أن يحمل وزره
البارحة ,التقيت بطالبة جامعية تسمى (لما ) تعاني من عائق بصري بضغف يتجاوز ال 80%
تريد لما كطالبة ترجمة أن تتذوق ادبا وشعرا - عالميا وعربيا , مكتوبا بلغة برايل , وهذا من حقها
استعانت الطالبة لما بموظفة رقيقة للغاية لخدمتها ,والحقيقة ان الموظفة تعاونت معها بشكل لطيف للغاية وحاولت أن تجد لها شيئا تقرأه
فتشوا لها عن كل الكتب الموجودة في المكتبة بلغة برايل
فجاءت موظفة المكتبة لها أخيرا (بقرآن كريم )
فقالت لها الصبية : إنا مسيحية
فضحكت لهذا الإكتشاف
نعم اذا كنا نحن اصحاب الديانة لا نقرأه إلا برمضان فهل نجبر الآخرين على قرائته لمجرد إنه الوحيد المكتوب بهذه اللغة !!

غابوا لفترة ليبحثوا لها عن أي شيء مكتوب بتلك اللغة
وكنت خلال تلك الفترة قد اجريت لها إختبار نفسي (ساكس لتكميل الجمل ) وضحكنا سويا على الاشارت التي تتعلق بالعلاقة مع الرجل , وخاصة اني بحت لها بقصص فاشلة على سبيل كشف الذات الذي يقرب بين أصحاب نفس العائق
فضحكت ضحكا شفافا وكأني شعرت إنها لم تضحكه منذ سنوات ,ومن ثم ابكتني عندما باحت برغبتها للتكلم معي دائما , لدرجة كرهت نفسي , وأنا الغير قادرة على اسعادها , فمن اين آتي لها برجل يحبها ويتزوجها ,وخاصة ان نتائج كشف الذات في الإختبار تكشفت عن مخاوفها من المستقبل الغامض مثل :العنوسة والحرمان من الأطفال كعادة هواجس الفتيات في تلك السن .
ولكن فعليا ماازعجني كثيرا هو خلو المكتبة - التي قال لي يوما أمينها والمسؤول عنها , إنها تحتوي كتبا بتكلفة اربعة مليون دينار لكي أتفاجأ, ولا نجد فيها مايخدم اصحاب تلك الصعوبات , فهل يعقل هذا!
بعد نصف ساعة جاءت الموظفة الرقيقة تحمل مجلدان ضخمان عن الزراعة , مما اضحكني للمرة الثانية ,فماذا تفعل طالبة ترجمة ومن الأوائل في الجامعة بقراءة كتاب عن الزراعة
فانا المبصرة ومنذ شهرين ,اشتريت شتلات ياسمين لزراعتهم في البيت ولم اقم بذلك حتى الآن !
يالذلك اليوم الحزين ,كم كرهته
كم اشعرني ذلك بسخافة الحياة

#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات