أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - القديس آندراوس صاحب المروءة














المزيد.....

القديس آندراوس صاحب المروءة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 00:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو سألني أي إنسان عن أمنيتي لقلت له أن أزور كنيسة القديس آندراوس في اليونان(باتراس), طبعا محبة هذا القديس في قلبي لا يمكن أن تقارن بأي قديس آخر فهو بالنسبة لي مثلا أعلى أضربه للناس الذين يقولون أنهم لا يستطيعوا تقديم أي خدمة للبشرية, والقديس آندراوس أخ الرسول بطرس قدم للعالم المسيحي ربما خدمة واحدة أو خدمتين أو ثلاث خدمات على أبلغ تقدير.

والسائل ربما يسأل ما هي هذه الخدمة الوحيدة الجليلة التي قدمها القديس آندراوس للعالم المسيحي فأقول له أولا أن اسم آندراوس ربما لا يكون أسمه الحقيقي فهو ليس عبريا ولا سريانيا ولا فينيقيا رغم أن آندراوس يهودي الأصل والمنشأ كان يعيش على أكتاف بحر الجليل(طبريا) في بيت صيدا, وهو حسب التقليد الأرثوذوكسي يُعتبر هذا الرسول أول المدعوين وحين سمع بالمسيح قدم إليه وعاش معه يوما كاملا حتى تأكد من أنه هو (المسيا) وكل ما فعله أنه ذهب لأخيه بطرس وبشر بطرس, كان في بداية أمره تلميذا ليوحنا المعمدان, تخيلوا معي أن القديس الرسول آندراوس قام بهذا العمل الجليل وهو فقط أنه أحضر أخاه بطرس وأنتم تعرفون من هو بطرس, وهذا العمل العظيم الوحيد الذي قدمه مع دعوته الأولى للأمم على أطراف بحر البلقان.

ربما يقول لك شخص أنه لا يستطيع أن يفعل شيء علما أن كل إنسان يستطيع أن يبدأ من عنده بمبادرة كلٌ على قدر استطاعته, وآندراوس الرسول والقديس أعدم بطريقة بشعة ليست على شكل الصليب العادي ولا على شكل الصليب المقلوب كأخيه الرسول بطرس ولكنه أعدم بشكل إشارة ضرب دون أن يدق بأصابعه المسامير وذلك لكي يطول عذابه.

اسم آندراوس كما قلنا ليس عبريا ولا سريانيا ومعناه (ذو المروءة) وربما هذا لقب لقبه به محبيه, آندراوس أول من جاء ببطرس وهذا يكفي أمام المسيح, وآندراوس ليس مشهورا في الكتاب المقدس كما هم باقي القديسين والرسل ربما لأعماله القليلة, وهذا يكفي فالعملية ليست بالكم ولكن بالنوع, فهنالك أشخاص على مدى التاريخ نالوا شهرة واسعة بسبب عمل واحد قاموا به وهنالك شعراء كتبوا بحياتهم كلها قصيدة واحدة جعلتهم تلك القصيدة يدخلون التاريخ من أوسع أبوابه, أشخاص كتبوا رواية واحدة وأشخاص قدموا اختراعا واحدا أو اكتشافا واحدا ولكن شهرتهم بلغت عنان السماء والقديس الرسول آندراوس ذو المروءة قدم للبشرية عملا واحدا وهو أنه أحضر أخيه بطرس إلى المسيح وبشر الأمم, لقد روى لي شخص عن احتفال قامت به إحدى الكنائس في أوروبا وشاهدوا رجلا في مرآب السيارات يعطي للحضور إشارة وتوجيهات للسيارات عن كيفية الاصطفاف وعرفوا بعد انتهاء الحفل أن هذا الشخص كان المدير التنفيذي لإحدى الشركات العملاقة في أوروبا, هذا الشخص لم يكن بمقدوره أن يكون قسا أو واعظا أو متحدثا ولكنه أوجد لنفسه دورا في الاحتفال الكنسي وهذا الرجل مثله مثل القديس آندراوس الرسول الذي أوجد لنفسه دورا مهما, لم يكن مشهورا كعادة الرسل ولم يكن صاحب مال ولكنه استطاع أن يحضر أخيه بطرس.
وأنت عزيزي القارئ بإمكانك أن تقدم أي عمل خير أو أن تكون صاحب مبادرة, ليس من المهم أن تكون في الصف الأول في الكنيسة أو أن تكون الواعظ أو المحدث ولكن بإمكانك أن تحضر جارك أو أخيك أو صديقك, بإمكانك أن تخدم الناس بالمحبة أو بأي شيء تستطيع تقديمه للناس وللمجتمع المحلي, ليس من المفروض بك أن تكون في وجه الكاميرا أو أمام الشاشة بإمكانك أن تكون خلف الكاميرا وتقدم أعمالا أفضل من تلك التي يقدمها الذين يقفون أمام الكاميرا فكم من الأعمال الناجحة والشخصيات العظيمة التي قدمت عملا واحدا وكانت ذات مروءة, إننا الآن محتاجون إلى آندراوس صاحب المروءة ليكون بيننا تلميذا ليوحنا المعمدان وأول من أحضر أخاه, بحاجة إلى شخص يحضر لنا أخاه أو ابنه أو صديقه, لنكن كلنا آندراوس الذي لم يكن مهتما أن يحتل الصفحات الأولى من حياة الإنجيل هو فقط عاش يوما واحدا مع يسوع وبعد ذلك قدم للعالم المسيحي أخاه بطرس العظيم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتراف بالخطية
- كل عام والمجتمع المسيحي بخير
- رجال الدين ليسوا نصابين
- يعبدون الله ويكذبوا عليه وعلى المستهلك
- مكافحة الإسلام,ردا على مقالة الزميل: نبيل العدوان, بعنوان:تر ...
- جنون حديث
- عيد الحب 2
- جنّي يعشق امرأة عربية وجنية تتزوج من رجل عربي
- قصيدة إلى الشاعر العربي الكبير: حيدر محمود.
- المسلمون على النت وعلى أرض الواقع
- يسوع ليس له مثيل
- حياتي قبل يسوع وبعد يسوع
- مقارنة بسيطه بين الإنجيل والقرآن
- أسباب انتقاص الإسلام من المرأة
- عام جديد مع يسوع
- كل شيء اصبح مصطنعا
- مراسل القاضي
- اليوم عزمت الحكومه على الغداء
- الرجولة في خطر
- التخلص من الفقراء


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - القديس آندراوس صاحب المروءة