أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار الكعبي - حكومة التكنوقراط في العراق مطلب سياسي غير ناضج














المزيد.....

حكومة التكنوقراط في العراق مطلب سياسي غير ناضج


عبد الستار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حكومة التكنوقراط في العراق مطلب سياسي غير ناضج

التكنوقراط كلمة مستحدثة في قاموس التناول الثقافي والشعبي والسياسي العراقي فلم تكن هذه المفردة متداولة على الصعد الاعلامية والسياسية والثقافية بهذه الدرجة من الكثافة والقوة والخطورة وفي نفس الوقت مازال معناها غير محدد مثل الكثير من المصطلحات الجارية على الالسن فالبعض يقصد به اصحاب الشهادات العليا فقط واخرون يحصرونه بتماثل المنصب الوظيفي مع التخصص العلمي ومن جهة اخرى تفرعت الكلمة الى (تكنوقراط سياسي) و (تكنوقراط مهني) فالاول يعني ان يكون صاحب الشهادة منتميا الى جهة سياسية حتى وان كان بعيدا عن العمل الوظيفي في المؤسسة المراد تكليفه بها فيكفي فيه شهادته والثاني يعني ان يكون صاحب الشهادة ذا خبرة في مجال عمله ومتدرج وظيفيا فيه ويشترط فيه ان لايكون حزبيا اي انه تكنوقراط مستقل .
ويلاحظ ان كل المعاني المذكورة ترتبط بالشهادة وخاصة العليا وهذه ثقافة عراقية معروفة حيث ان المجتمع الوظيفي والفكر الاداري في العراق يركن الكفاءة غير المرتبطة بالشاهدة جانبا ولايعتبرها قادرة على ادارة الوزارة او المؤسسة وهذا بحد ذاته احد جوانب واحد اسباب الفشل في بناء الدولة وخاصة بعد عام 2003 .
واذا كان عامة الشعب و (نخبه المثقفة ) وتنظيماته السياسية ومجلس نوابه كلها تنادي بوجوب التغيير الحكومي الى حكومة تكنوقراط فهذه محطة تستحق التوقف عندها لان التركيز على هذا الجانب يعني ببساطة ان سبب الفشل هو عدم وجود تكنوقراط في الحكومات المتعاقبة وان نجاح العملية السياسية وبناء البلد مرتهن بتشكيل حكومة تكنوقراط وهذا الامر غير صحيح وغير واقعي حيث ان اهم مؤسسات الحكومة كانت ومازلت بيد التكنوقراط فوزارة التخطيط تعاقبت عليها شخصيات واطراف مهمة في العملية السياسية وكلهم اصحاب شهادات عليا ولكن واقع الدولة العراقية بعيدا جدا عن التخطيط وحسن الادارة ولاتوجد اي ملامح لهما في الواقع العراقي الحكومي ولا المجتمعي.
وامانة بغداد المسؤولة عن خدمات وجمال العاصمة ايضا تعاقب عليها اصحاب تخصصات هندسية ولكنهم كلهم فشلوا بشكل ذريع في انجاز ابسط الخدمات وهو تنظيف العاصمة من النفايات والازبال فضلا عن الخدمات الاساسية الاخرى كالماء الصالح للشرب ومجاري المياه الثقيلة والامطار فغرقت بغداد بالمطر والاوساخ وسائر اوجه الفساد حتى عدت بغداد اسوأ مدينة للعيش في العالم .
وزارة الصحة كذلك لم يستطع وزراؤها المتخصصون ان يطوروها هيكليا وخدماتيا فمازالت الخدمات الطبية في العراق سيئة جدا من ناحية انتشار الامراض وضعف الخدمات الطبية وفساد الادوية والادارات وغير ذلك .
واما وزارة الكهرباء التي تعاقب عليها المهندسون المختصون بهذا المجال فمازالت حلم يتمنى العراقي ان يرى في منامه انه يزود بالكهرباء لمدة 24 ساعة في اليوم ويبدو ان هذا سيطول الى سنوات بعيدة .
هذا اضافة الى اهم مؤسسات حماية الحكومة وهي هيأة النزاهة والقضاء المختص بالنزاهة التي تسنم مسؤوليتها مختصون في مجالها ولكنها مازالت تراوح في مكانها ولم تنجح في اداء واجباتها الدستورية والقانونية والمهنية بل ان الكثير من السياسيين يعتبر هاتين الجهتين فاشلتين استنادا الى واقعهما ونتائج عملهما .
ويتضح من هذا ان وجود التكنوقرط على راس مؤسسات الدولة العراقية لم يكن دافعا لها للنجاح في مهمتها المهنية مما يعني ان التكنوقراط ليس هو الشرط المطلوب للنجاح الوظيفي المهني .
ومن جهة اخرى فانه من باب المقارنة المخجلة لسياسيينا ان نذكر بان (نائب عريف حسين كامل ) كان على راس مؤسسة التصنيع العسكري في زمن النظام السابق ونجح في مجال عمله مع انه كان جاهلا بالكثير من تفاصيل عمله وحتى بمصطلحاته .
وعلى هذا فان مطلب تشكيل حكومة التكنوقراط هو مطلب غير واع مادام منفصلا عن باقي الارتباطات والتشعبات المؤثرة عليه في العملية السياسية في العراق .
وساتطرق في المقالة القادمة الى سبب الفشل في الدولة العراقية الحالية .
عبد الستار الكعبي
بغداد – 29 / 3/ 2016



#عبد_الستار_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتصامات التيار الصدري في بغداد هل هي صراع سياسي
- معادلة واطراف الصراع على السلطة في العراق
- ماعندي أمل ... الحياة هنا سوداء
- لهذه الاسباب لن يستطيع السيد العبادي محاربة الفساد المالي وا ...
- المشهد الاخير في ساحة التحرير
- هيئة النزاهة ... عقدة الشعب العراقي والعبادي والمرجعية
- تظاهرات ساحة التحرير في بغداد بين الواقع والطموح
- شارع المتنبي من اصالة الثقافة الى زحمة المظاهر
- دور الدول العربية في الارهاب والحروب الداخلية
- الاسلام العراقي والاسلام الجزيري / 2- التعامل مع المراة والم ...
- الاسلام العراقي والاسلام الجزيري ... ملامح الاختلاف /1
- حوارية بين ملحد عربي ومسلم
- لا سلاما ع الفاسدين ... خواطر غنائية للحالمين
- ايها الملحدون والليبراليون واللادينيون والوجدانيون وال....ون ...
- من يحتل العراق ومن يحرره امريكا ام ايران ام العرب
- الحرامية الشرفاء ... قصص سياسية عن شرف الحرامية /1
- زعماء اوربا يتظاهرون ضد إسرائيل وأمريكا
- استطلاع لنشاط غالبية المثقفين العراقيين على الفيسبوك استعداد ...
- خالتي تكول : الفضائيين ليش هاجمين علينه
- الكتابة ... لماذا نكتب ؟ وهل هنالك ثمرة لما نكتب؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار الكعبي - حكومة التكنوقراط في العراق مطلب سياسي غير ناضج