طلال الصالحي
الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 00:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
زها حديد ,لم تفكر هذه المخلوقة المبدعة يوما بالعراق ,ولا بالعراقيين, ولا بالعرب, فلماذا كل هذا الغلوّ العراقي بتصوّرات غير حقيقيّة ,بل على النقيض نوهم أنفسنا بأنّها منّا ولنا ؟.. لا ندري بالضبط من أين أتا العراقي كلّ هذا الرسوخ الذهني أنّ زها حديد مثلًا تفكّر بنفس طريقة تفكير العراقي التقليدي ؟.. فهل حضر الغلوّ العراقي في إسقاط مشاعره الفارغة حتّى في هذا ؟.. لو كانت زها تحمل ذرّة انتماء عراقي سوف لم ولن تصبح بهذه السعة العالميّة في الحضور ..لازالت عنجهيّة التغنّي الفارغ ب"ميسوبوتاميا" وبلد الحضارات والخ تزيّف تصوّراتنا في حين تلاحق العراقي المهانة والذلّ في التعامل مع من يكبّلونه يوميًّا بمختلف طرق الاستعباد وهو مذعن ولا يحسن التصرّف مع من يعتلون رقبته كبقيّة شعوب العالم الحيّة ..نذ ثلاثة عشر عامًا يسرقون ثرواته أمام عينيه ويسترضونه بالفتات وهو قابل وإن تصنّع التذمّر وكأنّه يحسد جلّاديه يتمنّى يحجز مقعدًا بينهم ,وفي حين أنّ أييّ شعب في أيّ بلد متواضع من بلدان العالم بات ومنذ قرون يفوقنا كثيرًا في فهم الحياة وأكثر عمقًا في التعامل معها ..العراقيين الّذين تغرّبوا يعرفون أصبحوا على اطّلاع بهذه الحقيقة لكنّ عراقيّو الداخل مقطوعوا الصلة بالعالم رغم توافر أجهزة الاتصال الحديثة فيتعرّضون كلّ لحظة لإعلام المهازل السياسيّة الفاسدة يكيلون له أمجاد زائفة وهو يصدّق ,شعب "قذف بقبقابه من باكستان الى بغداد" أو "فجرّد سيفه من غمده وقتل مئة ألف" ,كيف لا يصدّق أنّه يستطيع التغيير بمظاهرات خليط أنتجت أوهام خليط ؟ ..
#طلال_الصالحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟