أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - من الذي خطف الطائره المصريه ؟















المزيد.....

من الذي خطف الطائره المصريه ؟


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5119 - 2016 / 3 / 31 - 18:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وفقا لما هو واضح , فان من قام بعملية خطف الطائره المصريه علي النحو الذي تمت به حيث لا مطالب سياسيه واضحه وقاطعه للخاطف , كما تعودنا مع مثل هذه العمليات , وحيث الافراج السهل اليسير عن المخطوفين من المصريين ,واستمرار حجز الاجانب لاطول فتره , وحيث الحزام الزائف , بالاضافه بالطبع الي قصة الطليقه المضحكه التي اضفت طابعا هزليا علي العمليه المفترض انها ارهابيه.
لا يهدف في الحقيقه الا لمحاصرة حكم السيسي اشد الحصار , بما يمكن ان يترتب علي هذه العمليه من تجديد التخوفات التي اثارها اسقاط الطائره الروسيه الي حد التأثير علي الدول الاوروبيه او علي الاقل عددا منها , للوصول بالغضب الذي اثاره مقتل روجيني جولياني لديها ولدي شعوبها الي حاله مقاطعه لحكم بالجنرال, وهو الهدف الذي تحقق بالفعل معظمه خلال ساعات من عملية الخطف عندما اصدرت روسيا والمانيا وايطاليا وبريطانيا بيانا مشتركا يحذر رعاياها من التوجه لمصر لاي سبب , الامر الذي يوفر علي الفور اخضاع الجنرال بالتالي بصوره مطلقه لرحمة الخاطفين الاصليين والمسئولين في نفس اللحظه عن هندسة مقتل الشاب الايطالي وقبله اسقاط الطائره الروسيه.
في علوم البحث الجنائي , وعندما لا تكون امام المحققين اي قرائن يمكن الاعتداد بها فان اذهانهم وعيونهم تنصرف علي الفور للاجابه علي سؤال : من المستفيد ؟ وعن مغزي التوقيت ؟
بعيدا عن نزعة الانتقام العفوي التي تميل علي الدوام لالحاق جميع الكوارث بالجنرال التعيس, في تضحيه بالعقل والمنطق لا تليق بعقلاء وفي استهانه لا تليق بثوار , وبعيدا بالطبع عن تشفي الاخوان , وقبل كل ذلك بعيدا عن ميل الفيس بوك المصري للسخريه المريره التي تعبر عن حياه صارت كلها مرار .
واصرارا علي التوصل للحقيقه بقدر الامكان , فان اي باحث سياسي مدقق لن يجد مستفيدا من هذا الحادث سوي امريكا. وسأقول لماذا بعد سطور
فكرة ان السيسي مستفيد من الحادث من زاوية التأكيد لايطاليا بان الاجانب مستهدفين بهذه الحده والالحاح , حتي تجد قصة عصابة حماده وتوتو من يصدقها , او ان السيسي يريد ان يلهي الناس عن موضوع المستشار جنينه, مردود عليها ببساطه , فلن يهدر السيسي علاقته بالروس الذين يعتبروا منذ اسابيع مسئولين عن امن المطارات , فالحادث يفضح مستواهم التقني في تامين مثل هذه المنشآت, ويؤكد لهم وللاخرين في كل بلاد العالم ان مصر تستعصي علي امكانية تأمين مطاراتها مع فشل دوله عظمي في تحقيق المهمه وبالتالي سينهي الحادث السياحه لزمن طويل وسيؤثرعلي الاستثمار وعلي سعر الدولار , كما حدث فعليا ...فكيف يقدم السيسي علي هذا التدمير الذاتي للاقتصاد او ما تبقي منه ؟ في لحظه يحاصره الشعب فيها بكل هذا الغضب العظيم , بينما في مقدوره بالتأكيد في اسوأ الاحوال التضحيه باحد الضباط , علي طريقة تسليم المقراحي في ليبيا معمر القذافي.
لماذا امريكا ؟
لسبب اساسي يتعلق بعلاقة السيسي بروسيا بوتين وامكانية تطورها في وقت سريع الي حدود ستكرس نفوذ روسي في المنطقه , لا يضاهيه الا نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق في الستينات.
فالامر الذي صار معروفا الان ان امريكا فشلت فشلا ذريعا في تطويع الدواعش , الذين الهمهم كل ما وجدوه من دعم واحتضان خليجي امريكي القضاء علي حكم بشار الاسد لحسابهم الخاص تماما كما انتهت العلاقه بطالبان في افغانستان بمجرد النجاح في طرد الروس , وهي مسأله لن توافق عليها امريكا بحال , وفي مقدمة دوافعها احتمال تعرض الكيان الصهيوني لما يتعرض له الان منذ سنوات من جانب حماس , التي مدت يد الصداقه والتعاون الي هؤلاء الدواعش الذين علمتهم كوادر حماس حفر الانفاق , كما مدها الاخوان بعد 30-6. بالاضافه الي امتداد نفوذ داعش لمنطقة الخليج خصوصا بعد ان تذوقوا طعم دولارات بترول سوريا و شمال العراق .
كما بات معروفا في نفس اللحظه , ان امريكا تحاول قصر الاتهام بدعم داعش علي ال سعود والاتراك , وكما تحاول عمليا اللجؤ الاضطراري المؤقت الي روسيا لتخليصها من هذا المأزق باعتبار ما لهم من علاقه ببشار او بايران , يمكن لها ان تتيح الاعتماد علي قوات سوريه علي الارض في ظل الصعوبه البالغه لدي الامريكان في توفير بديل , اسفرت محاولة تصنيعه علي عجل عن الفضيحه المشهوره الان بالتحاق المدربين الجدد الي الدواعش وجبهة النصره.
وها هو العالم كله يسمع الان ان الروس , وتدخلهم العسكري المعتمد علي قوات الاسد قد احرزوا شوطا كبيرا في مهمتهم المنسجمه مع مصالحهم في المحل الاول , بل ها هم بعد انتصار تدمر امام تحول استراتيجي كبير ينبئ فعلا بامكانية سحق داعش في سوريا .
الخطير الان امام الاستراتيجيه الامريكيه التي تضع الانجاز الروسي تحت الحراسه حتي في سوريا, ان يتجرأ الروس علي الامتداد بهذا الانجاز الي ليبيا مستندين الي قوات الجيش الليبي واصدقاؤه علي الارض وكذلك الي العراق الذي سارعت بنفسها الي السيطره علي عملياته ضد داعش.
وها هو الخطر الذي يخيف الامريكان قد اصبح قيد التنفيذ , مع توطد علاقة الروس بايطاليا التي اعتمدها الاتحاد الافربقي في مؤتمره منذ اقل من شهرين , لقيادة العمليات الخاصه بما اسمي القوات المشتركه للاتحاد الافريقي , وقد تم ذلك بمباركة الامريكان لقطع الطريق علي تدخل السيسي الذي كان قد قام فعلا ببعض الهجمات الجويه متعاونا مع الامارات .
مأزق الاسترتيجيه الامريكيه المرتبكه في وجه الثورات العربيه والمفزوعه من سيطرة
احداها علي السلطه.
ان بوتين نجح في استقطاب ايطاليا اٍلتي اصبحت تربطها بالروس الان علاقه وثيقه , لدرجة طرحها عليه مؤخرا امكانية ارسال قواتهم الخاصه الشهيره : بذوي القبعات الزرقاء , لمطاردة داعش في الرقه , بعد ان اصبحت اوروبا كلها محل تركيز تهديد الدواعش.
هذه التطورات التي قربت ايطاليا من بوتين تفتح الباب امام تقربها من السيسي , الذي سيكون متاحا له ومرحبا به بشده للمشاركه في الحرب ضد داعش في ليبيا , وتوثيق علاقاته الاوروبيه والروسيه بالطبع , مع قطع الطريق علي استخدام داعش ليبيا من جانب امريكا لمحاصرة السيسي , واخضاعه لما تراه واشنطن فيما يخص استمراره واستمرار توجهاته المتعارضه مع اي استخدام فعال للاخوان من جديد في وجه الثوره المصريه.
ومن هنا اتت توريطة قتل جولياني , واسقاط الطائره الروسيه وخطف الطائره الاخيره الي قبرص , من جانب امريكا لارباك بل وانهاء مثل هذه التوقعات , التي صارت في متناول الجنرال الذي لا يبين انه يمكن ان يغادر الحكم بسهوله , مكررا مأساة المخلوع.
ووجه اهتمام الامريكان ينصب هنا ليس فقط علي قطع الطريق علي اي تمدد روسي يمكن له ان يقوي من شوكة مجموعة البريكس ( روسيا - الصين- الهند - البرازيل- جنوب افريقيا ) , بما يساهم اكثر في محاصرة الانفراد الامريكي في قيادة العالم الراسمالي , بل يتعلق قبل كل شئ , برؤيتهم لمدي الخطر الذي صارت تشكله الثوره المصريه التي تتاهب من جديد لجوله ثالثه في منتهي الخطوره , يري الامريكان ان هناك فرصه اخيره علي الاقل للمناوره امامها , عبر تحسين شروط المسار الشرعي , مع التوجه السريع المكثف لدعم الاخوان بعد اخراجهم من السجون.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة الثورات العربية ضرورة لهزيمة معسكر الامبريالية العالمية
- المصالحه مع الاخوان ستحول الثوره الي بركان
- حول الانسحاب الروسي العسكري المحدود
- حول الوضع الراهن للثوره المصريه
- هل تتوجه الثورات العربيه لمقاطعة شركات ام للاطاحه بالكيان ال ...
- عكاشه الصهيونى يتحسس الطريق للجنرال
- حدود الخيانة
- استصلاح زراعي ام خيانه للنيل.
- تمرير الكارثه المائيه .... كارثه اخري
- زراعة القصب وصناعة السكر في مهب رياح كارثة سد النهضه
- احتدام ازمة حكم السيسي يستثير غضب العمال*
- * حكم السيسي يشيع النيل الي مثواه الاخير.*
- برلمان هدفه قمع الموجة الثورية الحتمية
- قانون الخدمة المدنية فى جملة مفيدة
- 3000 جنية حد ادنى للاجور
- حقوق الانسان بين الثورة والاخوان
- ثورة مضادة مرتبكة
- لم تفشل ثورة يناير بالتأكيد
- حرب اهلية مصرية واحتمالان
- خطر الاخوان ما زال قائما


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - من الذي خطف الطائره المصريه ؟