دانا جلال
الحوار المتمدن-العدد: 5118 - 2016 / 3 / 30 - 13:27
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في محلة الجامع، جوار جامعها الكبير، وبمقربة من نهر الوند، تصفحت منذ الطفولة مكتبة العم ووالد الشهيد الشيوعي سلام عبد القادر أحمد. أدركت حينها ان الشيوعية وعي اجتماعي.
في شهربان، وفي حيها العصري كان جلال أحمد، بصمته، بحديثه، بعلاقاته، بنظرته للأشياء مُختلفاً. حينها أدركت ان الشيوعية اخلاق اجتماعية.
في بغداد القلب، وفي الجامعة المستنصرية، وبعد تركي للحزب الشيوعي العراقي (اللجنة المركزية) إثر الجبهة مع البعث، انتميت للحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية)، تعلمت من خلال اعضاءه، ومن المرحوم إبراهيم علاوي، ورفيق دربه فاروق ملا مصطفى ان الشيوعية ثورة اجتماعية، وان الوعي الاجتماعي والأخلاق الاجتماعية قاصرتان في عملية التغيير دون اكتمالها بالاقنيم الثالث ومحركة التاريخ ..." الثورة".
ماذا تبقى من العراق، وماذا قدم الحزب الشيوعي العراقي بجناحيه؟
هو عراق الكتل والطوائف، هو عراق الاقوام والمذاهب. في هذا العراق أبحث عن العراق، لم أجده سوى في حزب اُتهم من قبل أحزاب القبائل والمذاهب بانه الحزب الدخيل والمستورد والغريب.
الحزب الشيوعي العراقي قدم مفهوم الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا.
في عراق نعيد فيه انتاج العداء بين ابناء أمية وهاشم، في برلمان الاقوام والمذاهب، في حكومة النهب والحواسم، في المساجد والحسينيات والمدارس، في الازقة واروقة الجامعات بالانتقام للضلع المكسور، والامتثال لفصول ما يجوز ولا يجوز في نكاح العجز.
الحزب الشيوعي قدم الوعي في هذا العراق.
لا يربطني بهذا العراق أو بقاياه سوى الشيوعي العراقي. هو آخر أواصر توحدنا، جذر وعينا الاجتماعي، نقاء حلمنا السومري... هي الحقيقة التي لم تكن دوما ملك حزب الشهداء والفقراء.
#دانا_جلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟