سلمان محمد شناوة
الحوار المتمدن-العدد: 5118 - 2016 / 3 / 30 - 08:45
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
عزلة المسلمين في أوربا .. والبحث عن الهوية ...
حين سألت أكثر من صديق هاجروا خارج العراق , فاستقر احدهم في أمريكا والأخر في السويد , وأخر في هولندا , وأخر في فلندا و بريطانيا ...
سألتهم : هل تلك البلاد انسب لبناتهم حتى تعيش هناك وتستقر , أم هو انسب لحياة أولادهم الذكور ؟
الحقيقة إني اعتقد إن هذا السؤال مخادع جدا .. لأنه ميز بين البنات والأولاد ... ولكنه في نفس الوقت ربما يظهر حقيقة صادمة , ان المهجر ليس دائما مكان مثالي للحياة , مع إن كل من عاد من بلاد المهجر للزيارة والبقاء في الوطن لبضعة أشهر , وهو يشعر بالحنين للوطن ويتحدث بشكل عاطفي وجنوني , إلا انه يعود بسرعة هناك لان طبيعة حياته لم تعد تتلاءم مع الفوضى والتي تسير بها الحياة في الوطن , وهو كثيرا ما يمجد بالحياة الغربية , من حيث الاستقرار والأمان واحترام حقوق الإنسان والجدية بالعمل ...
لكن ما إن يتطرق السؤال إلى أبناء المهاجرين وهم الجيل الثاني من المهاجرين ...
وسألناهم هذا السؤال ... هل الحياة الغربية انسب للأبناء هناك ؟
ثم نعود ونساءل بشكل مخادع ربما ... هل الحياة هناك انسب للبنات أكثر أم هو انسب للأولاد أكثر ؟
أكثر من صديق اخبرني ... انه لا يفضل الحياة هناك لبناته أبدا , وان عاد للوطن أو وطن أخر قريب منه يشتري بيتا حتى يعود بعائلته هناك , لان هذا اسلم للحفاظ على العادات والتقاليد العربية , خصوصا إن الوضع في المهجر , لا يمكن السيطرة عليه سواء في تربية البنات أو تربية الأولاد , مع إن الوضع اخف بالنسبة للأولاد .....
أنهم يقولون إن هناك حالة حرية لا يمكن التحكم بها , وهناك مجتمع منفتح لغاية الإفراط , وهم يجدون نفسهم عاجزين للسيطرة على الأبناء والذين اندمجوا بشكل مفرط في مجتمعات غريبة عنهم ...
ربما إن الوضع اخف للعرب والمسلمين والذين وجدوا أنفسهم في مجتمعات عربية وإسلامية هناك , ولكن المشكلة تزداد تعقيدا لدى المجتمعات التي تبتعد عن المحيط العربي والإسلامي هناك , وتجد نفسها داخل مجتمعات غريبة عنها هناك , ومهما حاول الآباء تقيد أبنائهم لا يستطيعون .
الكثير من الآباء حاولوا الرجوع ببناتهم للوطن يختارون لهم أزواجا من أقاربهم من المجتمع العربي والمسلم , والبعض عادوا يضخون دماء مسلمة وعربية تساعد على المحافظة على التقاليد والعادات العربية والإسلامية , والبعض الأخر , عاد بشكل نهائي للوطن , ويقول يكفي إن عندي الجنسية الأجنبية والتي يمكن إن تحميني إذا احتجت للحماية من استبداد وظلم الوطن , ويترك لي بابا للهرب في أي لحظة احتاجها ...
لذلك نجد إن انسب مكان لهم هو العيش في الغيتو , والغيتو هو مجتمع إسلامي صغير , بحيث يتفق المهاجرون بالتجمع معا والعيش المشترك , وهذا فيه فائدة لهم للحماية من الغرباء , ومحاولة إدارة أمورهم بأنفسهم , حتى داخل هذا الغيتو إذا يتم انتخب الشرطة وكل ما يتصل بإدارة حياتهم مع الدولة يكون من خلالهم , لان الذي يعيش خارج المجتمع العربي أو الإسلامي هذا لا بد إن يضيع ويصبح مثل الخراف الضالة التي تتخطفها الذئاب .. والحقيقة هذا لم يكن حل خاص بالعرب والمسلمين فقط , نجد إن الايطاليين والمكسيكيين والصينيين , يعيشون داخل مجتمعات خاصة بها , يحافظون على كيانهم وثقافتهم وعادتهم وحتى على دينهم ... والدولة لا تمانع في ذلك لأنها وجدته الأنسب حتى تدير أي مجموعة أمورهم بشرط إلا يتعارض مع القانون .
لكن تجمع المهاجرين داخل الغيتو ولد أيضا حالة من العزلة ... سببت كثير من المشاكل مع المجتمعات الغريبة ..
انه في الحقيقة مشكلة الجيل الثاني والثالث من المهاجرين ....
انها العزلة والبحث عن الهوية ...
هناك كذلك قلق شديد إن أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين العرب والمسلمين هم أكثر تدينا ...
وان المسلمين لا يختلطون بشكل جيد في المجتمعات الأوربية , أن الكثير من أفراد الجيل الأول من المهاجرين يمكن أن يقضوا عدّة عقود في أوروبا دون أن يتعلّموا لغة البلد، إذ يتوفّر لهم "غيتو" اختياري للعيش في قطعة أوروبية تشبه بلدهم الأصلي، مع الاستفادة من الخدمات العامة كالمساعدات الاجتماعية وخدمات الصحة.
و يعيش الكثير من المسلمين في أوروبا في عزلة اختيارية، ويتجمّعون في أحياء محددة، ونادراً ما يتشاطرون صداقات حقيقية مع غير المسلمين، وحتى مع مسلمين من غير عرقهم. وتزداد حدّة هذه العزلة، في بريطانيا كنموذج، مع المسلمين الآسيويين (من باكستان وبنغلاديش على وجه الخصوص)، وتقل بشكل كبير بين المسلمين العرب.
ويُعرّف المسلمون الأوروبيون أنفسهم عادة نسبة إلى البلد الأصل، حتى لو كانوا من أبناء الجيل الثالث للمهاجرين . وبالمقابل فإنّ المجتمع لا يتعامل معهم باعتبارهم مواطنين، بقدر ما ينظر إليهم كمهاجرين جدد لم يحصلوا على جنسية البلد أو لم يُتقنوا لغتها بعد .
ولا يتمثّل المسلمون في البرلمان بشكل متناسب مع كثافتهم السكانية، ولا يشاركون إلا على نحو محدود في الحياة العامة، بما في ذلك الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية .
وتتعزّز عزلة المسلمين بسبب التمييز السلبي الذي تُمارسه وسائل الإعلام ضدهم، سواء من خلال الصورة النمطية التي تبثّها برامج الدراما، أو الصورة السلبية التي تبثّها البرامج السياسية، أو الممارسات الفعلية للمؤسسات السياسية والأمنية، حيث يتم التعامل مع المسلمين باعتبارهم رعايا، أو في أحسن الأحوال مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة، بينما يُعاملهم المجتمع باعتبارهم الآخر المختلف الغريب.
كل ذلك يؤدي إلى شعور بعض الشباب من الجيلين الثاني والثالث بأنّهم لا ينتمون إلى المجتمعات الأوروبية، بل وربما يرغبون بالانتقام منها، ويحاولون التميّز عنها باللباس والتصرفات، فيلجئون إلى إطالة اللحى واعتمار العمائم ، ويبدؤون في البحث عن هوية مختلفة ومكان يحقّقون فيه ذواتهم ، وهو ما تُقدّمه لهم داعش بشكل لا تستطيع أيّة جهة أخرى أن تفعله .
في استطلاع اجري قبل 6 سنوات في النمسا شارك فيه 500 من أفراد الجاليات العربية والإسلامية أعلن 76% منهم انه يصنف نفسه على أساس الدين الإسلامي وليس الجنسية التي يحملها، فيما رد 79% منهم على سؤال عن موقفهم من الدولة التي يحملون جنسيتها بأنهم يعتبرونها (عدوة) !.
وينقسم المسلمون في النمسا إلى أربع مجموعات بحسب تصنيف أعدته وزارة الداخلية وهي:(متزمتة دينيا وتشكل 18%) و( دينية تقليدية 27%) و(معتدلة31%) و( علمانية24 %). ويبلغ عدد مسلمي النمسا نحو 400 إلف نسمة من مجموع 8 ملايين إي إن نسبتهم 4.35% من مجموع السكان. وتكشف بحوث أعدتها مؤسسات متخصصة إن 45% من المسلمين في النمسا "يرفضون الاندماج في المجتمع ولا توجد في هذا فروق بين من يعتبرون جيلا ثالثا أم أولا و لا في الأصول بين من قدم من تركيا أو الشيشان أو الدول العربية". تزداد المخاوف في أوروبا مما يسمى بخطر أسلمتها، وذلك في ظل التزايد الديمغرافي الكبير للمهاجرين المسلمين وتراجع الولادات في أغلبية الدول الأوروبية، فضلا عن التطرف والتشدد الواضحين اللذين طرآ على هوية الإسلام خلال السنوات الماضية وتنامي التيارات المتشددة والسلفية الجهادية بزعامة القاعدة والدولة الإسلامية وبوكو حرام وغيرها.
وفقًا لآخر إحصائية من عام 2010، قام بها معهد بيو وصل عدد المسلمين في كل أوروبا، عدا تركيا، إلى 44 مليون نسمة، أي ما يُشكل حوالي 6% من إجمالي سكان أوروبا.
من الدول الأوروبية ذات الغالبية الإسلامية هي تركيا (والتي يقع أغلبها في آسيا) 98%، وفي كوسوفو 90%، وألبانيا 70%، تتواجد أيضًا أقليات إسلامية ذات شأن في البوسنة والهرسك حيث يشكلون 40%، وجمهورية مقدونيا حيث يشكلون حوالي 30% من السكان، وبين 10%-15% في روسيا، و12% في بلغاريا، وتتراوح أعداد المسلمين في فرنسا وهم بالغالب من أصول شمال أفريقية بين 6% -9% من مجمل السكان. ويشكل المسلمين حوالي 5% من مجمل السكان في المملكة المتحدة (في الغالب من أصول باكستانية) وألمانيا (في الغالب من أصول تركيّة وكرديّة).
توجد بيانات عن معدلات نمو الإسلام في أوروبا تكشف عن أن عدداً متزايداً من المسلمين يقطنون في أوروبا يرجع أساساً إلى الهجرة وارتفاع معدلات الولادة. في دراسة أجراها معهد بيو حول المسلمين، وجدت أن من المتوقع إن تصل نسبة المسلمين في أوروبا إلى حوالي 8% من سكان أوروبا عام ،2030 وذلك بسبب زيادة نسبة المسلمين في أوروبا حاليا والمتوقعة مستقبلاً والتي سببها الرئيسي هو انخفاض معدل المواليد الأوروبيين مقابل ارتفاع معدلات الإنجاب أوساط المسلمين بالإضافة إلى تدفق المهاجرين المسلمين من المغرب العربي وتركيا وأفريقيا. وفي دراسة أخرى وجدت أن ارتفاع معدلات الولادة كان السبب الرئيسي في نمو عدد المسلمين.
ووفقا لمقال كتبه كونراد هاكيت، الباحث في مشروع «الدين والحياة العامة»، التابع لمركز بيو الأمريكي للأبحاث، واعتمادا على دراسات وإحصائيات سابقة أصدرها المركز، فإن هناك خمسة حقائق ترسم وتحدد آفاق العلاقة بين المسلمين والقارة العجوز وخاصة دول الاتحاد الأوروبي:
1 ـ أكبر عدد من المسلمين في ألمانيا وفرنسا:
وفقا لتقديرات عام 2010، كان هناك 4.8 مليون مسلم في ألمانيا (5.8٪-;---;-- من سكان البلاد) و4.7 مليون مسلم في فرنسا (7.5٪-;---;--)، أي أنهما يضمان أكبر عدد من المسلمين، مقارنة بباقي دول الاتحاد الأوروبي. فيما يظل عدد سكان روسيا المسلمين 14 مليون مسلم (10% من عدد السكان) هو الأكبر في القارة.
2ــ مسلمو القارة في تزايد:
وفقا للدراسة فإن نسبة المسلمين تتزايد بما يقارب 1% من إجمالي سكان أوروبا كل 10 أعوام. إذ ارتفعت النسبة من 4% عام 1990 إلى 6% عام 2010. ومن المتوقع أن يستمر هذا المعدل حتى عام 2030، حيث سيشكل المسلمون حوالي 8% من القوة السكانية الأوروبية.
3 ــ متوسط الأعمار أقل من الأوروبيين:
في عام 2010، كان متوسط أعمار المسلمين الأوروبيين 32 عاما، وهو أقل بثماني سنوات عن متوسط الأعمار العام في أوروبا البالغ 40 عاما. وأقل بـ10 أعوام عن عمر المسيحيين الأوروبيين (42 عاما).
4ــ تفاوت الآراء بشأن المسلمين:
بحسب مسح أجراه المركز الأمريكي، في الربيع الماضي، وُجد أن أغلبية سكان بريطانيا وألمانيا وفرنسا لديهم آراء إيجابية تجاه المسلمين، وكانت النسبة متساوية تقريبا في إسبانيا، بينما سادت الآراء السلبية معظم من شملهم الاستطلاع في إيطاليا وبولندا واليونان.
وفيما يتعلق بالنظرة الإيديولوجية للمسلمين، وجد المركز إن 47% من المنتمين لليمين السياسي في ألمانيا يحملون نظرة سيئة تجاه المسلمين، في حين تنخفض النسبة إلى 20% فقط لدى اليسار. وبالمثل، سجلت الآراء المتعارضة بين اليمين واليسار في نظرتهم للمسلمين فروقا تتجاوز 20% في كل من فرنسا وإيطاليا واليونان. فيما تم تسجيل اختلافات واضحة أيضا بين الطرفين في إسبانيا والمملكة المتحدة.
5 ـ 13 مليون مهاجر مسلم:
يقول مركز بيو، إن معظم سكان ألمانيا المسلمين ولدوا خارج حدود الاتحاد الأوروبي، إذ تعود أصولهم إلى تركيا والعراق وكوسوفو والبوسنة والمغرب. كما أن 3 ملايين مسلم في فرنسا ولدوا في بلاد أخرى أبرزها الجزائر والمغرب وتونس .
إذن كيف نحدد المشكلة حتى نستطيع إن نعالجها أو نبحث لها عن حلولا , كانت الهجرة إلى البلاد الغربية حلا لمشكلة الاضطهاد والظلم في الوطن , كانت الهجرة حلا لمشكلة وهي عدم وجود العدالة الاجتماعية والبحث عن فرص أفضل للحياة .. وفي أوربا وأمريكا وجدوا هذا كله , وجدوا العدالة الاجتماعية وفرص أفضل للحياة , واحترام حقوق الإنسان , ولكن مع الوقت أصبحت لدينا مشكلة جديدا , وهي المحافظة على الهوية الإسلامية , في مجتمع منفتح جدا لغاية الإفراط فكان الحل الأنسب هو إن تعيش داخل مجتمع اسلامي داخل المجتمع الأوربي " غيتو " بحيث يحافظ على اقل قدر ممكن من التقاليد والدين الإسلامي داخل هذا الغيتو الاختياري " وبنفس الوقت يحصلون ما ينسبهم من خدمات الدولة الضرورية .
لكن العزلة هذه خلقت نوع من المرارة من جهة , كونهم لا يحصلون على الحقوق الكاملة وكون المجتمعات الأوربية أخذت تنظر لهم بشكل مريب , فهم لا يرغبون في الاختلاط الكامل في المجتمع , وباقون في المحافظة على أنفسهم داخل الغيتو الخاص بهم .. خوف وريبة من المجتمع , وقلق واضطراب من أنفسهم , بحث عن الشخصية والهوية , من هم داخل هذا المحيط الأوربي , هل هم أصدقاء , أم أعداء , هل هم غرباء أم مواطنون .
في ظل هذه العزلة كان أئمة المساجد يقودون , الوعي لمجتمع العزلة هذه ولديهم حصيلة من كتب التراث والتي تقسم المجتمع إلى ارض حرب وارض سلام , ولديها حصيلة كبيرة من فتأوي كانت موجودة لزمان غير هذا الزمان , وهذه الفتاوى والخطب القوية في المساجد تعزز هذه العزلة , وتبعد هذا الإنسان , الذي يبحث عن هوية من هو وما هدفه من الحياة , وكثير من الأسئلة والتي لا يجد لها إجابة ,انه يختلف عن الجيل الأول من المهاجرين , أصبحت له جنسية ألان ولم يعد مهاجرا إنما مواطن , ولكن هذا الوطن يبدو غريبا عنه , لا يمكن إن يتلاءم معه , وحتى يتلاءم مع هذا الوطن , يتوجب عليه إن يتنازل عن كثير من العادات الإسلامية , والتي استقرت في نفسه نتيجة هذه العزلة الإرادية والاختيارية في الفيتو الإسلامي .
إذن نحن إمام مشكلة جديدة , كيف نستطيع إن نوازن بين المجتمع الإسلامي والمواطنة الأوربية الجديدة , كيف نستطيع إن نخلق ذاك الشعور في نفس الإنسان , إن دينه الإسلامي يجب إلا يتعارض مع القيم الأوربية الجديدة والمجتمع الجديد , سوف تظل المجتمعات الأوربية تنظر للمسلمين بعين الريبة وهم يتخذون شكل اجتماعي غير الذي اعتادت عليه بلادهم , فتطويل اللحى واللباس الإسلامي والأفغاني والعربي , يبقى يثير التوجس والريبة ... وبنفس الوقت هذا المسلم يبقى في حالة بحث عن هوية , إذا بقى محصورا في هذا الغيتو الاختياري ..
الغيتو في الأساس , كان لحماية المسلم , حتى يكون داخل مجتمع صغير يحميه وقت الازمات , ولكن الغيتو أيضا ولد مشكلة العزلة والبحث عن الهوية .. فكيف يتم حل هذه المشكلة , في مجتمع أصبحت التقارب فيه أفضل من التباعد , وثقافة المواطنة هي التي تسود وتطفو على السطح ...
بعض المجتمعات الأوربية طرحت حلا ربما لا يرضى الكثير من المسلمون , وهي معايير جديدة للمسلم الأوربي , الفرنسي أو البريطاني , أو غيره من الدول , وان الدول الأوربية تحاول إن تؤسس إدارة أوقاف إسلامية تتدخل عن طريقها بخطب الجوامع والمناهج الدراسية , ولكن هل يرضي المسلمون هذا الأمر , انه كأنك تخلق مجتمع إسلامي على المقاس الأوربي ... ربما هذا حلا وربما هو مشكلة جديدة , ولكن ما لم يتدارك المسلمون ويضعون حلولا جدية لمشكلات أخذت تتوالد من وجودهم في أوربا , سيبقى المجتمع الإسلامي يغلي , وستبقى يظهر كل يوم منه فقاعة لا بد إن تنفجر , وتؤدي إلى تأزم الأمور .. وتفجيرات لندن وباريس وأخيرا بروكسل , هي فقاعات جاهزة للانفجار .. لان هناك تحت السطح حالة من عدم الانسجام والبحث عن الهوية .
نحتاج عقول جديدة من المجتهدين والذين يقدمون حلولا وفكر جديد , لإعادة وصياغة كل الفتاوى للتعامل مع المجتمع الأخر , فلم يعد تقسيم الناس إلى مجتمع مسلم ومجتمع كافر تجدي , الدنيا تداخلت بشكل لا يمكن فيه تميز الأرض أنها ارض إسلام وارض حرب , والمعاملة مع الأخر أصبحت اليوم ضرورية جدا , فلا نستطيع في لحظة المعاملة نقول هذا كافر وهذا مسلم وهناك معاملة لكل واحد على حدة ... معظم الفقه وحلول المشاكل وضعت ربما قبل عشرات القرون , في زمن كان السائد هو الدولة الإسلامية , ولكن اليوم السائد .. هي دولة تفترض أنها وضعت قوانين أصبحت سائدة من حقوق الإنسان وطرق جدية للتعامل على أسس تجارية واقتصادية لم تكن موجودة .. اننا نحتاج الى المجتهد الواعي المثقف العصري , يقود شباب يبحثون عن هوية , وهم في عزلة , لان الدين يامرهم بهذا ... أو إن هناك رجال دين اخبروهم بهذا .
#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟