أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رابح عبد القادر فطيمي - وظيفة الثقافة عند الفيلسوف مالك بن نبي














المزيد.....

وظيفة الثقافة عند الفيلسوف مالك بن نبي


رابح عبد القادر فطيمي
كاتب وشاعر

(Rabah Fatimi)


الحوار المتمدن-العدد: 5117 - 2016 / 3 / 29 - 18:57
المحور: الصحافة والاعلام
    


مهما تجاهل الكثير دور الثقافة في بناء المجتمعات وقوة الدول ،هذا لا يغير في حال الثقافة في شئ ،فاالثقافة هي المهماز لبناء الدول وترسيخ ثقافة حقوق الفرد. أماالهروب الى لأمام بتغير المواقع ،وتضخيم الشعارات لا يصنع لنا حضارة ولا نلحق بالشعوب لاكثر حضارة لأكثر انتاج ولأكثر حرية .فلنترك لمالك بن نبي في هذا الموضوع أن يذهب بنا بعيدا في وضيفة الثقافة .:ومالك المثقف الجزائري له تعريف دقيق لثقافة وهو المثقف الذي خدم السياسة بالثقافة وليس العكس اذا :"حاولنا أن نحدد الثقافة بمعناها التربوي، فيجب أن نوضح هدفها، و ما تتطلبه من وسائل التطبيق...فأما الهدف فيتضح من كون الثقافة تتدخل في شؤون الفرد و في بناء المجتمع؛ و تعالج مشكلة القيادة فيه كما تعالج مشكلة الجماهير...أي أنها تحمل أفكار النخبة، كما تحمل أفكار العامة...و في هذا المكب الاجتماعي للثقافة ينحصر برنامجها التربوي في عناصر أربعة، يتخذ منها الشعب دستورا لحياته المثقفة وهي:• المبدأ الأخلاقي لتكوين الصلات الاجتماعية.• المنطق الجمالي لتكوين الذوق العام.• المنطق العملي لتحديد أشكال النشاط العام.• العلم التطبيقي –الصناعة- الموائم لكل نوع من أنواع المجتمع.01-المبدأ الأخلاقي:*"إن الثقافة لا تستطيع أن تكون أسلوب حياة في مجتمع معين، إلا إذا اشتملت على عنصر يجعل كل فرد فيه مرتبطا بهذا الأسلوب، فلا يحدث فيه نشوزا بسلوكه الخاص، و هذا العنصر هو الأخلاق، يقوم ببناء عالم الأشخاص، الذي لا يتصور بدونه عالم الأشياء...و لا عالم المفاهيم...فالرجل العالم قد يكون له إلمام بالمشكلة كفكرة، غير أنه لا يجد في نفسه الدوافع التي تجعله يتصورها عملا. في حين الرجل المثقف يرى نفسه مدفوعا بالمبدأ الأخلاقي الذي يكون أساس ثقافته إلى عمليتين: عملية هي مجرد علم، و عملية أخرى فيه تنفيذ و عمل." 02- المنطق الجمالي:" إن الصلات الاجتماعية لا يحددها المبدأ الأخلاقي فقط بل إن الذوق الفطري يجعلها في صورة معينة، تتدخل فيها الاعتبارات الشكلية، و نعني بها ذوق الجمال الذي يطبع الصلات الاجتماعية بطابع خاص. فهو يضفي على الأشياء الصورة التي تتفق مع الذوق العام ألوانا و أشكالا...فإذا كان المبدأ الأخلاقي يقرر الاتجاه العام للمجتمع بتحديد الدوافع و الغايات، فإن ذوق الجمال هو الذي يصوغ صورته، و في هذا وجه آخر للفرق بين العلم و الثقافة: فإن الأول تنتهي عمليته عند إنشاء الأشياء و فهمها، بينما الثانية تستمر في تجميل الأشياء و تحسينها..." فبالذوق الجميل الذي ينطبع فيه فكر الفرد، يجد الإنسان في نفسه نزوعا إلى الإحسان في العمل و توخيا للكريم من العادات.."" إن الجمال هو الاطار الذي تتكون فيه أية حضارة، فينبغي إذن أن نلاحظه في أنفسنا، كما يبغي أن نتمثله في شوارعنا و بيوتنا و مقاهينا..." 03- المنطق العملي:"نرى من خلال مشاهدتنا اليومية أن كل نوع من النشاط يقوم على أساس الحركة، و التاريخ نفسه ليس إلا قائمة إحصائية لعدد معين من الحركات و الأفكار، و بالتالي " المجتمع الذي يسجل يوميا أكبر عدد ممكن من الحركات و الأفكار، يكون لنفسه محصولا اجتماعيا أكبر، فالفرد الذي يسير عشر خطوات، و يحرك يده عشر مرات، يقدم للمجتمع من الثمرات أكثر مما يقدمه فرد يسير خطوة واحدة و يحرك يده مرة واحدة.و هذا المبدأ يكون شرطا هاما من شروط الفعالية لدى الفرد و لدى المجتمع ، و تطبيقه يتضمن فكرة الوقت و الوسائل البداغوجية لبث هذه الفكرة في سلوك الفرد و في أسلوب الحياة في المجتمع...و نظرة إلى واقعنا لنرى الرجل الأوروبي و الرجل "في العالم العربي و الإسلامي": أيهما ذو نشاط و عزم و حركة دائبة؟ليس هو" الرجل العربي أو المسلم "بكل أسف...فالذي ينقص هذا الأخير ليس منطق الفكرة و لكن منطق العمل و الحركة، فهو لا يفكر ليعمل بل ليقول كلاما مجردا، بل إنه أكثر من ذلك يبغض أولئك الذين يفكرون تفكيرا مؤثرا، و يقولون كلاما منطقيا من شأنه أن يتحول في الحال إلى عمل و نشاط"...و هنا يتضح بوضوح "الخلاف بين الثقافة و العمل، و بالتالي بين الفرد المثقف و مجرد العالم و المتعلم..."04- العلم أو الصناعة:" أننا لا نتصور –يقول بن نبي- حياة الإنسان دون جانبها المادي، كما لا نتصور شيئا لا يصدر ن فكرة معينة تتصل بطبيعتها بعالم المفاهيم.." فالمبدأ الأخلاقي و ذوق الجمال و المنطق العملي لا تكون وحدها شيئا من الأشياء إن لم تكن في أيدينا وسائل معينة لتكوينه،و التي يعطينا إياها العلم أو الصناعة...خلاصة:يمكننا أن نقول أن هذه المبادئ الأربعة التي قررناها كفيلة بجمع شروط الفعالية، التي هي الشيء الذي نريده من وراء كلمة(ثقافة)، ذلك أننا لو حللنا عملا ما على أنه كائن مركب ، يشتمل على دوافع نفسية يبعثها المبدأ الأخلاقي في النفس، بعثا لا يمكن أن نتصور هذا العمل بدونا عملا إراديا. و هذا العمل يأتي بصورة معينة يحددها ذوق الجمال، و بهذا يتم جزء من فعاليته؛ كما أن هذا العمل سنجده يؤدي للمصلحة الاجتماعية بقدر ما فيه من المنطق العملي الذي يحدد سرعة انجازه، و به يتم جزء من فعاليته الآخر. و هو أخيرا يتطلب تطبيق أصول نظرية و وسائل مادية يقدمها العلم."



#رابح_عبد_القادر_فطيمي (هاشتاغ)       Rabah_Fatimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا نريد داعش ولا نريدكم
- التقهقر واضح العين تدمع والقلب حزين
- يعيش الدكتاتور ويموت الجميع
- العملية السياسية العميقة تخرجنا مما نحن فيه
- الصندوق لأسود السوري لم يعجب الروس
- الصندوق لأسود السوري اخاف الروس
- حكاية الرجل والمدينة
- في مدينتي تجوع الحرة ولا تأكل من ثديها
- يابن الكلب لا نريد مطرا
- مدينة ليست كبقية المدن/4
- مدينة ليست كبقية المدنم/3
- مدينة ليس كبقية المدن/2
- مدينة ليس كبقية المدن/1
- غدا لنا ولا مكان لهم
- قلها اليوم يابوتين قبل ان ..
- روسيا عاجزة عن الحل في سوريا
- الفوضى الخلاقة لماذ؟
- حكمت فعدلت فنمت
- الصندوق لأسود السوري عصي عن الفتح
- خطوة شجاعة منك يابشار تنقذ سوريا


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رابح عبد القادر فطيمي - وظيفة الثقافة عند الفيلسوف مالك بن نبي