أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - الاستبداد والاحتلال .. والانسان المستباح في العراق














المزيد.....

الاستبداد والاحتلال .. والانسان المستباح في العراق


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1386 - 2005 / 11 / 22 - 10:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاعتقال والتعذيب المتوحش الذي يصل إلى درجة القتل ، هو إحدى آليات الاستبداد لسحق أية قدرة على المقاومة ضده ، لتكريس نظامه ، واستدامة استغلاله للشعب والوطن والدولة لحساب أركانه ورموزه . وعندما تسود حالة الرعب والخوف التي يولدها الاعتقال والتعذيب المتوحش يغيّب الشعب ، وتلغى السياسة في المجتمع ، وتتعملق الانتهازية والوصولية والفساد ، ويجرد الوطن من قيمه ومقومات وجوده ، ويلتبس الفرق بين الوطنية والخيانة . وتصبح مخاطر القمع ، الاعتقالات الواسعة .. التعذيب المتوحش .. القتل والاغتيالات والاعدامات أكثر سوءاً وتوحشاً .. عندما تأتي نتاجاً لمفاعيل طائفية أو شوفينية متزمتة .. إذ تتحول إلى كارثة وطنية بامتياز .. سيما إذا تضافر هذا القمع مع وجود ومصالح الاحتلال . هكذا علمتنا التجارب القاسية مع أنظمة الاستبداد المنتشرة على امتداد الوطن العربي ، خاصة في كل من سوريا والعراق ، حيث عدد السجون أكثر من عدد الجامعات ، وعدد المخبرين والجلادين يفوق عدد العاملين في الخدمات الصحية والتعليمية

وفي ضوء ذلك ، لايمكن معالجة مسألة التفاصيل القمعية للاستبداد المنفلتة من اعتبارات القانون والقيم الانسانية ، وفق معايير أخلاقية أو نفسية ، وإنما وفق معايير الوطنية والعدالة والانسانية . إن الذين قاموا بتعذيب المعتقلين في سجن الجادرية في بغداد وغيره من السجون العراقية الأخرى ، السرية والعلنية ، تحت اشراف سلطات وزارة الداخلية العراقية ، أو في سجن أبي غريب وغيره تحت اشراف الاحتلال الأمريكي ، لايحاسبوا عن استخدام وسائل التحقيق الهمجية أخلاقياً فحسب ، وإنما قانونياووطنياً وانسانياً ، كمجرمي حرب أولاً .. وكمنتهكين لحقوق الشعب العراقي الانسانية ، وتطلعاته المشروعة لحياة حرة كريمة

لقد حاول السيد " صولاخ " وزير الداخلية العراقي ستر عورة وزارته فدل عليها ، عندما حاول تبرير التعذيب أو تقليل عدد الذين عذبوا بوحشية في سجنه العتيد في الجادرية. والسؤال هنا ، ماذا ترك السيد " صولاخ " والسيد " بوش " ، من مبررات لاسقاط نظام صدام حسين ، إذا كانا يقومان بأعمال تعذيب قذرة أو أكثر قذارة ضد الانسانية ، كما كان يفعل صدام بأبناء الشعب العراقي ؟ . يذكر ، أن عدد القتلى منذ الاحتلال الأمريكي للعراق حتى الآن أكثر مائة ألف عراقي .. وعدد الذين قتلوا نتيجة الاغتيالات والإعدامات تجاوز الخمسة وعشرين ألف

وبناء على ذلك ، إن ما جرى ويجري باسم " التحرير والديمقراطية " في العراق من أعمال قتل بالجملة سواء ضد " الشيعة أو " السنة " ، سيما بواسطة السيارات المفخخة العمياء الحاصدة لأرواح الأبرياء ، أو الاغتيالات الناتجة عن التعذيب ، والإعدامات غير المستندة لأي مبرر قانوني ، وعودة انتشار القبور الجماعية ، يؤكد حقيقة بمنتهى الوضوح ، أن الاستبداد يستدعي الرعب والعجز والفساد والاحتلال ، وأن الاحتلال يستدعي الفوضى والنزاعات العرقية والطائفية والحرب الأهلية

إن المسؤول ، عما جرى ويجري في سجون الحكومة العراقية ، وفي سجون القوات الأمريكية والقوات التابعة لها ، من تعذيب وإعدامات ، ليس هو السجان المشوه نفسياً وخلقياً والمحول إلى وحش ، وإنما هو أولاً النظام الصدامي الذي أفشى حالة القمع والرعب طوال عقود من السنين ، وعمم حدود العصبيات والثارات الطائفية والقبلية والقومية ، وهو بوش الذي احتل العراق كاذباً ، باسم التحرير والديمقراطية ، تنفيذاً لمخططاته الامبريالية الامبراطورية للسطوعلى ثروة العراق البترولية والهيمنة على الشرق الأوسط، وهو النظام العراقي الجديد ، الذي أتى به الاحتلال مع الدبابة والمدفع على الخلفية العرقية والطائفية ليخدم أهداف الاحتلال

إن من حق الشعب العراقي أن يحاسب ويحاكم كل الذين أجرموا بحقه ، من صدام حسين إلى بوش ورامسفيلد وتشيني إلى الطالباني وصلاخ والجعفري
إن المخاض العسير الذي يمر به العراق الحبيب الآن ، ينبغي أن يكون درساً لكل المناضلين من أجل الخلاص من أنظمة الاستبداد في البلدان العربية الأخرى ويدركوا ، قبل فوات الأوان ، أن الاستبداد والاحتلال " التحريري.. الديمقراطي " هما وجهان لنظام عبودي واحد معاد للحرية والانسانية

العار لكل من مس .. أو يمس بالتعذيب انسان
الحرية والعدالة والتحرير للشعب العراقي



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية الغائبة بين الذريعة والضرورة .. سوريا للجميع
- مريم نجمة في - مدارات الكلمة
- النظام السوري ورهاب الشبهة
- من هو
- حتى يدفع الجلاد الثمن
- جولات ووعود ا ستعراضية
- سوريا أمام الامتحان الأخير
- إعلان دمشق .. والاستحقاقات الملحة
- الخارج والاصلاح السياسي في العالم العربي
- القاضي ميليس ومعجزة التغيير
- التحرك السياسي السعودي .. إلى أين .. ؟
- من المسؤول عن التغيير الديمقراطي في سوريا
- إفساد - مكافحة الفساد - .. !! من يحاسب من ؟
- المشهد الألفي ..على جسر الأئمة
- معادلة الخبز والحرية
- ومضة نبيلة في حراك الحرية
- من أجل حركة نقابية عمالية جديدة
- مع أحرار موريتانيا
- خمس سنوات عجاف أخرى
- الجلاد والقاضي في بؤرة الفساد .. من يحاسب من


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - الاستبداد والاحتلال .. والانسان المستباح في العراق