سعدون الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 15:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حرب الخليج ( الملف السري)
تأليف:
- بيير سالينجر
- إريك لاورينت
ترجمة :
سعدون الركابي
الناشر: دار كيوان للطباعة و النشر
دمشق
الطبعة الأولى
2005
الحلقة العاشرة
الفصل الرابع
يوم 25 تموز إستدعى صدّام حُسين السفيرةَ الأمريكيةَ أبريل كلاسبية. أُبلغت بساعةٍ قبل موعدِ اللقاء, فوجدت إنَّهُ من المُستحيلِ عليها طلبِ التعليماتِ من وزارةِ الخارحيةِ. في الساعةِ الواحدةِ تمامآ, دخلت الى مكتبِ الزعيمِ العراقي. كان أولُ لقاءٍ مُباشرٍ و سريٍ معهُ. أمّا الحديثُ الذي جرى بينهما, فكان مُدهشآ جدآ, بل مُحيِّرآ و يُمثِّلُ وثيقةً ذاتَ أهميةً قصوى. و لقد تمَّ تسريبَها فيما بعد الى المحطةِ التلفزيونيةِ الأمريكيةِ ABC. و هي تحتوي على العديدِ من الإشاراتِ و الإشكالاتِ العفويةِ, و التى من المُهمِ تفسيرُها. كان يقفُ بجانبِ صدّام حُسين, طارق عزيز. بعد إستقبالهِ السفيرة بحفاوةٍ و دعوتِها الى الجلوس, بادرَها بالقولِ: " لقد دعوتكِ هُنا لحملِ خطابٍ سياسيٍ مُهمٍ, و هو عبارةٌ عن رسالةٍ مُوجَّهةٍ الى الرئيس بوش ". و هكذا فهو يعتبرُ هذا اللقاءَ لقاءآ على مستوى عالي. و إبتدأَ حديثَهُ بعرضٍ لتأريخِ العلاقاتِ بين العراق و الولايات المتحدة الأمريكية: " إنَّ قرارَ تطبيقِ العلاقاتِ مع أمريكا, كان قد أُتخذَ سنة 1980, و بشهرين قبل بدايةِ الحربِ مع إيران. و عندما إندلعَ النزاعُ و لِتجنُّبِ أيِّ تفسيرٍ مُحرَّفٍ, أجَّلنا إعادةَ العلاقاتِ الدبلوماسيةِ, خاصةً لقناعتِنا بِأنَّ الحربَ سوف لا تطولُ كثيرآ, و لكنّ الحربَ إستمرت طويلآ. و مع ذلك و لكي نُثبت بوضوحٍ بإنَّنا بلدٌ غيرُ مُنحاز, قُمنا بإعادةِ العلاقاتِ الدبلوماسيةِ مع الأمريكيين دون الإنتظارِ حتى نهايةِ الحرب. و هذا ما حدثَ سنةُ 1984. و مرةً مع إعادةِ هذهِ العلاقات, إنتظرنا تعاونآ و تفاهمآ أحسن. ذلك إننا لم نتمكَّن دائمآ من فَهمِ الأسبابِ التي تقفُ خلفَ الكثيرِ من القراراتِ الأمريكية, لكنّ علاقتنا مع أمريكا, عرفت مُختلفَ المواقفِ غيرِ السارَّة. و أخطرَها كانت بلا شكٍ, فضيحةُ " إيران كَيت " سنة 1986. ذلك إنَّها برزت في الوقتِ الذي كانت فيه إيران تحتَّلُ شُبهَ جزيرةِ الفاو. عندما تكون المصالحُ بين دولتين محدودةً و علاقتُهما في بدايتِهما نسبيةً, فإنَّ التفاهُمَ المُتبادلَ لا يزالُ هشّآ, و إنَّ الخلافاتَ لها أثرُ أكثرُ سلبيةٍ. و في أكثرِ الأحيانِ, فإنَّ عواقبَ بعضِ تلك الأخطاءِ, يمكنُ أن تكونَ أشدُّ خطورةٍ من الخطأِ نفسهِ. مع ذلك, قبِلنا إعتذارات الرئيس الأمريكي التي أرسلها عن طريق ِ مبعوثهِ حول فضيحةِ " إيران كَيت ", و مسحنا كُلَّ شيءٍ. لا نُريدُ نبشَ الماضي, و لكنَّ بعضَ الحوادثِ الجديدةِ, تجعلُنا نعتقدُ إنَّ الأخطاءَ السابقةَ لم تكن مُجردَ صدفةٍ بسيطةٍ. شكوكُنا إزدادت بعد تحريرِ شُبهِ جزيرةِ الفاو, إذ إبتدأت الصحافةُ الأمريكيةُ تتدَّخلُ في الشؤونِ العراقيةِ. بينما بدأت تتضحُ تخميناتُنا السابقةِ الى الحدِّ الذي أصبحنا نتسائلُ فيهِ؛ هل يا تُرى إنَّ الولاياتَ المتحدة غيرُ مرتاحةٍ لحسمِ النزاعِ في مصلحتِنا؟ " بعد هذا العرض الطويل, أضافَ قائلآ: " أصبح من الواضحِ لدينا بأن هُناك بعضَ الدوائرِ في الولاياتِ المتحدة و أستثني من ذلك الرئيس بوش, لهم علاقاتٌ مع جهازِ المخابراتِ و وزارةِ الخارجيةِ, و أستثني من ذلك وزيرَ الخارجيةِ. حسنأ هذه الدوائر لا تُقيِّمَ حقيقةَ إنَّنا حررنا أرضنا, بل هم يعدّون دراسات تحت عنوان؛ من سيخلفُ صدّام حُسين؟ و قاموا بالفعلِ بِإجراءِ إتصالاتٍ مع دولِ الخليج, لزعزعةِ أمنِ العراق, و إقناعِهم بعدمِ تقديمِ أيَّةِ مساعدةٍ أقتصاديةٍ لهُ. لدينا أدلةٌ على هذهِ الأفعال ". و هنا يعتبرُ الرئيس بأنَّ الخلافات التي ظهرت في العالمِ العربي, هي جزءٌ من مؤامرةٍ أمريكيةٍ هدفُها تدميرِ النظامِ العراقي. يأخذُ صدّام حُسين إستراحةً قصيرةً, ثم يُضيفُ قائِلآ: " بسببِ الحربِ, تحمَّلَ العراق ديونآ بحدودِ 40 مليار دولار, بدونِ حسابِ مساعداتِ الدولِ العربيةِ الشقيقةِ, و التي تُعتبرُ في الجزءِ الأكبرِ منها, ديونآ أيضاً. و هُم أي الدول العربية, يعرفون جيدآ, بأنَّهُ لو لم يكن العراق, لما هنِؤا في ثرواتِهم, و لكانَ مصيرُ المنطقةِ مُختلفآ تماماً. بعد ذلك كان يجبُ علينا أن نتحمَّل سياسةَ الخفضِ المُستمرِ لأسعارِ البترول. تبَعَ ذلك, حملةٌ ضِدَّ صدّام حُسين, في الصِحافةِ الرسميةِ الأمريكيةِ. إنَّ الولايات المتحدة, تدعمُ وجهةَ النظرِ القائلةِ؛ بأنَّ الحالةَ في العراق هي شبيهةٌ بالحالةِ البولنديةِ و الجيكوسلوفاكيةِ و الرومانيةِ! كنا قد فُوجئنا مُفاجئةً غيرَ سارَّةٍ, من هذهِ الحملةِ, و لكِن لحدٍ ما فقط. ذلك إنَّنا غذَّينا الأملَ, بأنَّهُ و بعدَ مرورِ بضعةِ أشهرٍ, فأنَّ القوى الرئيسيةَ للقرارِ في أمريكا, سينتهي بها المطافُ الى إكتشافِ الحقيقةِ, مُحاوِلةً بنفسِ الوقتِ أن تتَحقَّقَ فيما إذا كان هُناكَ أيُّ أثرٍ لهذهِ الحملاتِ على العراق. كُنّا نأملُ بأنَّ المُؤسسةَ الأمريكيةَ, ستأخذُ قرارآ مُلائمآ, بخصوصِ علاقاتِها مع العراق. عندما تكونُ هُناكَ علاقاتٌ جيدةٌ, يمكنُنا تقبُّلَ ترفَ إختلافِ وجهاتِ النظرِ في بعضِ الأمورِ. عندما يكونُ هُناكَ تطبيقٌ لسياسةٍ مُتعمَّدةٍ و مُنظَّمةٍ, لتخفيظِ سعرِ البترول, دون أن تكونَ هُناك أسبابٌ إقتصاديةٌ تستوجبُ ذلك, فهذا معناهُ إعلانٌ صريحٌ لحالةِ حربٍ من نوعٍ آخرٍ ضِدَّ العراق!؟ " بالنسبةِ لصدّام حُسين, فإنَّ هذهِ الأفعالِ في مجالِ النفطِ و التي تُمارسُها دولُ الخليج, تُعادلُ إعلانَ حربٍ حقيقي: " المُواجهةُ العسكريةُ تقتلُ شعوباً, مُغرِقةً إياها في الدماء, بينما الحربُ الإقتصاديةُ, تحرمُها من إمكانيةِ حياةٍ أفضلٍ في نهايةِ المطاف. أنتم تعرفونَ بالطبعِ, حقيقةَ إنَّنا نزفنا أنهارآ من الدماءِ في حربِ الثمانِ سنواتٍ, و لكن لم نفقد إنسانيتَنا. للعراقيين الحقُ في العيشِ الكريمِ. نحنُ لا نقبلُ أن يتآمرَ أحدٌ على شرفِ العراقيين و حقِهِم في الوجودِ المادي الكريم. إنَّ الكويت والإمارات المُتحدة وقفتا في الطليعةِ في سياسةِ تدميرِ العراق, و فِعلِ كُلِّ ما في وسعِهما لحرمانِ شعبهِ من الحياة الأفضل!! و مع ذلك, فأنتم تعرفون بأنَّ عِلاقتنا كانت جيدةً مع الإمارات. أكثرُ من ذلك, ففي الوقتِ الذي نحنُ نخوضُ فيهِ الحرب, وجدت الكويتُ الحقَ في توسيعِ أراضيها على حسابِنا ". في هذهِ اللحظةِ, يُشيرُ – صدّام - في وضوحٍ الى الكويت كهدفٍ رئيسي: " ستقولونَ بِأنَّ هذهِ هي مجردُ دعايةٍ. أُذكِّركم بِوثيقةِ خطِّ المُراقبةِ العسكريةِ. و هوَ خطٌ مضمونٌ من قِبلِ الجامعةِ العربيةِ, منذُ سنةِ 1961. و مُتَّفقٌ عليهِ, كي لا تخترقهُ الدوريات الحدودية العراقية أو الكويتية. و لكن أدعوكِ, أن تذهبينَ هناك, و سترَين بأُمِّ العين, كيف إنَ الدورياتَ الكويتيةَ و المزارعَ الكويتيةَ و المُعداتَ البتروليَّةَ الكويتيةَ, كُلُّها موجودةٌ قريبآ جداً من هذا الخط, لغرضِ إعلانِ هذهِ الأراضي بأنّها جزءٌ من الأراضي الكويتيةِ. و مُنذُ سنة 1961, فإنَّ الحكومةَ الكويتيةَ لم تتغيّر, بالمُقارنةِ مع الحكوماتِ العراقيةِ. و حتى بعدَ سنة 1968 و لمُدَّةِ عشرِ سنواتٍ, كُنّا مشغولين في مشاكلِنا الداخليةِ, في البدايةِ في الشمال, ثُمَّ أعقبتها حربُ 1973. و كذلك مصاعبٌ أُخرى, حتى إندلاعِ النزاعِ الإيراني العراقي. تتَفّهمُ الولاياتُ المُتحدةُ, و بصورةٍ مُمتازةٍ, مصالحَها المُشتركةِ المشروعةِ, مع الشعوبِ التي تعيشُ حالةً من الرخاءِ و الأمنِ الإقتصادي, و لكنَّ البُلدان التي تُعاني من الجوعِ و التي هي مُنهكةً إقتصاديآ, لا تحصلُ على نفسِ القدرِ من التفهُّم؟! لن نقبلَ تهديداتَ أيِّ أحدٍ, لأنَّنا بِدورِنا لا نُهدِّد أحدآ. نحنُ نرغبُ أيضاً, بأنَّ الولايات المتحدة, لا تتَخيَّلُ الأمورَ في غيرِ هذا الإتجاهِ. و نرجو بِأنَّها ستُفضِّلَ أن تُكوِّنَ لها أصدقاءآ جُدُدآ, بدلآ من زيادةِ عددِ الأعداء. قرأتُ التصريحاتَ الأمريكيةَ بخصوصِ أصدقائِكم في المنطقةِ. بالطبعِ فهذا حقٌ لأيِّ أحدٍ أن يختارَ أصدقائَهُ. ليس لدينا أيُّ إعتراضاتٍ في هذا الاتجاه. و لكن تعرفونَ جيدآ, بأنَّكُم لستم أنتم الذين حميتُم هؤلاء الأصدقاء, أثناءَ الحربِ مع إيران. و أستطيعُ أن أُؤكدَ لكم, بِأنَّ الإيرانيين لو غزو المنطقةَ, فأنَّ القواتَ الأمريكيةَ ما كانَ بِإستطاعتِها إيقافِهم, إلا إذا لَجَئت الى إستعمالِ الأسلحةِ النوويةِ. لا أقولُ ذلكَ للتقليلِ من شأنِكم, و لكن بالأخذِ في الإعتبارِ, طبيعةِ المُجتمعِ الأمريكي, الذي هو ليس مُستعدّاً للمُخاطرةِ بعشراتِ الآلاف من الموتى في معركةٍ واحدةٍ. لم يكن خافيآ عليكم, حقيقةَ إنَّ إيران هي التي قَبِلت إيقافَ إطلاقِ النار. و لكِنَّ هذا حصلَ ليس لِأنَّ الولايات المُتحدة قصفت مُصفاةَ النفطِ الإيرانيةِ, بل بعدَ أن تَمكَّنا نحنُ مِن تحريرِ شُبهِ جزيرةِ الفاو. أ هذهِ هي المُكافئةُ التي تُقدَّمُ للعراق الذي حافظَ على التوازنِ في المنطقةِ, و الذي حمى المنطقةَ من غزوٍ غيرِ مسبوقٍ؟؟
إنَّ إستراتيجيةَ حمايةّ أمريكا لـِأصدقائِها, تخفي تحتَها موقفآ عدائياُ تجاهَ العراق. هذا الموقفُ, إضافةٌ الى مُناوراتِكم و تصريحاتِكم, كُلُّها شجَّعت الأمارات و الكويت, أن تستخِّفَ بالحقوقِ العراقيةِ, و لا تحسِبَ لها حِسابآ ". يعتبرُ صدّام حُسين, إنَّ الخلافاتَ التي ظهرت في نطاقِ العالم العربي, هي جزءٌ من المؤامرةِ الأمريكيةِ المقصودةِ لإنهاكِ العراق و قوتهِ الذاتية: " أستطيعُ – يُتابع صدّام حديثَهَ - أن أُؤكدَ لكم, بِأنَّ جميعَ الحقوقِ التي يُطالبُ بِها العراق, سيَتُمُّ أخذُها واحدةً تلوَ الأخرى. كُلُّها سنحصلُ عليها في نهايةِ المَطاف. رُبَّما لا ننجحُ أن نُحقِّقَ ذلك الآن او خِلالَ شهرٍ أو خلال سنةٍ, ولكنّنا سننجحُ في نهايةِ المطاف. لسنا نوعيةَ الشعبِ الذي يتنازلُ عن حقوقِهِ. لا يُوجدُ أيُّ حقٍ ذي طبيعةٍ تاريخيةٍ أو إقتصاديةٍ أو شرعيةٍ, تستطيعُ من خلالهِ, سِواء الكويت أو الإمارات, بأن تحرِمَنا من حقوقِنا. و إذا كانت هذه الدولُ فقيرةٌ, فنحنُ إذن أفقرُ منها ". بعدَ أن أوضحَ صدّام حُسين, و بِدونِ مراوغةٍ, القرارَ بِأنَّ حقوقَ العراقِ ستبقى مُصانةً, أضافَ أيضآ: " يجبُ على الولاياتِ المُتحدةِ, أن تُحاوِلَ فهمَ الوضعِ أكثر, و أن تُشيرَ بوضوحٍ؛ مَن هُم الأعداء, و مَن هي البُلدان التي تُريدُ بِناءَ علاقاتٍ معها. و لكِن ليس صحيحاُ, أن تَعتبُرَ مَن لهم وجهةَ نظرٍ مختلفةٍ عنها, فيما يتَعلَّقُ بالنزاعِ العربي الإسرائيلي, هم أعداءآ! نحنُ نَتفهّمُ المُوقفَ الأمريكي, في حمايةِ البترولِ تَبعآ لِمصالِحها, و لكن لا نستطيعُ فَهمَ التشجيعِ المُكثَّفِ لِبعضِ الجِهاتِ لِلعملِ ضِدَّ مَصالحِ العراق! تُريدُ الولاياتُ المُتحدةُ أن يكونَ لديها مصادرٌ مُؤكدةٌ لِلتزوِّدِ بالبترولِ. إنَّهُ إهتمامٌ مشروعٌ, و نحنُ نأخُذَهُ بعينِ الإعتبارِ. و لكن لا يجب أن تستعملوا لِتحقيقِ ذلكَ, مُختلفِ الوسائلِ من التخويفِ و الضغوطِ الزائِدةِ, والتي تَدَّعي الولايات المتحدة, بِأنَّها ترفُضُها. إذا ما أُستعملت الضغوطُ الزائِدةُ ضِدَّنا, سنَرُّدُ نحنُ بنفسِ المنطِق. نحنُ نُدركُ بِأنَّكُم تستطيعونَ, و في أيِّ وقتٍ, إلحاقَ الضَررِ بِنا. بينما نحنُ لا نستطيعُ تهديدَكم, و لكنَّنا نستطيعُ إلحاقَ الضررِ بِكُم بِشَكلٍ آخرٍ. كُلُّ واحدٍ يستطيعُ الردَّ حَسبَ الوسائلِ التي يَمتَلِكُها و حَسبَ قِدراتهِ. نحن لا نستطيعُ الرُسُوَّ بسفُنِنا على شواطئِ الولاياتِ المتحدةِ, ولكِنَّ العربَ مُنفرِدونَ يستطيعونَ الوصولَ إليكم..". هُنا لا يَتَورَّعُ صدّام حُسين, الإبتعادَ عن المحاذيرِ الدبلوماسيةِ, لِيُهدِّدَ الولايات المُتحدة, بِموجةٍ من العملياتِ الإرهابيةِ. و لِيَكونَ أكثرَ إيضاحاً , أضافَ قائِلآ: " بِإمكانِكُم المجيء الى العراقِ بالصواريخِ و الطائراتِ, و لكن لا تدفعونَنا الى الحدِّ الذي ننسى فيه أيَّ محذورٍ. عندما نُدركُ بِأنَّكم تُريدونَ إهانةَ كرامتِنا و حِرمانَ العراقِ من فرصةِ تحقيقِ حياةٍ كريمةٍ, في هذه اللحظةِ سنتنازلُ عن الحِكمةِ ونختارَ الموتَ.
سوف لا يهُمُّنا إذا ما أرسلتُم 100 صاروخٍ, عن كُلِّ صاروخٍ نُطلِقَهُ نحنُ, ذلكَ إنَّهُ بدونِ الكرامةِ لا قيمةَ للحياة ". صدّام حُسين, يُحذِّرَ جورج بوش, بِأنَّهُ مُستعِدٌ لِمُقاتلةِ أمريكا, حتى و إن كان يعرفُ مُسبقآ بِأنَّهُ سيخسرُ الحربَ: " ليس مِن العدلِ أن يُطلبُ مِنّ الشعبِ العراقي أن ينزُفَ أنهارآ من الدماءِ فترةَ ثمانِ سنواتٍ, ثُمَّ يُقالُ لهُ بعد ذلكَ؛ عليكَ أن تقبلَ الآن إذلالَ الكويت و الإماراتِ المُتحدةِ و الولاياتِ المُتحدةِ و حتي إسرائيل لكَ!؟ لا نُريدُ القولَ, بِأنّنا نضعُ جميعَ هذهِ الدول بِنفسِ المقام. أولآ, فنحنُ مُتألمونَ مِن حقيقةِ إنّ علاقاتَنا معِ الكويت و الإمارات قد وصلت الى هذا الحدِّ مِن الخلاف. إذ إنَّ حلَّ مِثلَ هذهِ المشاكل, يجب أن يتُمَّ في النطاقِ العربي و من خلالِ العلاقاتِ الثُنائيةِ المُباشرةِ. لا نُريدُ أن نضعَ أمريكا على نفسِ الجانبِ مع أعدائِنا, بل نوَدُّ أن يكونَ مكانُها ضِمنَ أصدِقائِنا. نُحاولُ أن نكونَ أصدِقاءآ, و لكِنّ التصريحاتِ الأمريكيةِ المُتتاليةِ, تركت الإنطباعَ بِأنّ أمريكا لا تعتبرُنا أصدقاءآ!! حسنآ جدآ, فالأمريكيون هم أحرارآ أن يُقرِروا ما يشاءون. عندما نبحثُ نحنُ عن صداقةِ أحدٍ, نرغبُ أن يكونَ لنا الشرفُ و الحُريةُ و الحقُ في الإختيارِ. نُريدُ أن نتصرَّفَ حسبَ المُستوى الذي نمتلِكهُ, هكذا كما نُعاملُ نحنُ كُلآ حسبَ مُستواهُ. نحنُ نحترمُ مصالحَ الآخرين, لكنّنا نأخذُ بعينِ الإعتبارِ مصالِحِنا. كما ننتظرُ أنّ الطرفَ الآخرَ سيأخذُ بعينِ الإعتبارِ مصالحَنا, عندما يهتَّمُ بمصالحهِ الخاصةِ. ماذا تعني إذن, دعوة وزيرِ الحربِ الصهيوني, خلالِ الأيامِ القليلةِ الماضيةِ الى الولاياتِ المُتحدةِ؟ و ما معنى التصريحات النارية التي أُطلقت حديثآ مِن إسرائيل, و كذلكَ الدعايات المُكثَّفةِ للحربِ, أكثر من أيِّ وقتٍ آخر؟؟ " رُبما كان واقِعآ تحت ذاكرةِ قصفِ مُفاعلِ تموز النووي ( سنة 1981 مِن قِبلِ إسرائيل ), لايتردَّدُ صدّام حُسين في إظهارِ خوفهِ من ضربةٍ وشيكةٍ مِن إسرائيل, رُبَّما حتى بالمُساعدةِ الأمريكيةِ لها: " لا نُريدُ الحربَ, لِأنّنا نعرفُ جيدآ من التجربةِ, ِماذا تعني الحرب. و لكن لا تدفعونَنا أن نعتبُرَ إنَّ الحربَ هي الوسيلةُ الوحيدةُ كي نعيشُ بكرامةٍ و لِنسمحُ لشعبِنا أن ينعمَ بِمُستوىً لائقٍ من الحياة. نعرفُ بأنّ الولايات المُتحدة تمتلكُ الأسلحةَ النوويةَ, و لكِنّنا عازمونَ على أن نعيشَ كبشرٍ أحرارٍ أو أن نموتَ حتى آخر إنسانٍ..."
#سعدون_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟