في نظرية المؤامرة

أحمد العروبي

الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 14:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أمريكا بتحارب داعش ؟ إيه يا جدع هوا أنت بتصدق الحركات دي , دا داعش و أمريكا حبايب , هوا أنت فكرك يعني أمريكا بكل السلاح و التكنلوجيا دي مش قادره تهزم شويه عيال في الصحرا !!!!!

دا نموذج من الهراء المؤامراتي الذي لم نعد نسمعه من الجهله في الشوارع بل من يوصفوا بالخبراء و أحياننا المثقفين علي الشاشات مش حتي في الإنترنت !!! و كالعاده للرد سنقوم بمد الخط علي إستقامته و نقول هل عدم هزيمة روسيا بكل قدراتها العسكرية للدولة الإسلامية حتي الان في سوريا دليل علي وجود شئ بينها و بين الدولة الإسلامية ؟؟ هل عدم قدرة الجيش المصري حتي الان علي حسم المعركة في سيناء نهائيا دليل علي وجود شئ بينه و بين التنظيمات الإرهابيه في سيناء ؟؟؟ خاصة أن مدمني الكله يرون أن هذا هو ما يحدث فعلا !!! بل لنري نماذج أكثر وضوحا في الماضي مثل عدم قدرة الإتحاد السوفيتي القوة العسكرية الاعظم في العالم بعد الولايات المتحده علي تطهير أفغانستان من الإرهاب هل السبب كان وجود شئ بين السوفيت و المجاهدين ؟؟ و قبلهم بقليل هل كان يوجد شئ بين الولايات المتحده و الشيوعين الفيتناميين بقياده هو شي منه جعلهم في النهايه يسيطرون علي فيتنام كلها و يهزمون الولايات المتحده ؟ قبل ذلك هل الولايات المتحده بكل قوتها لم تستطع إحتلال كوريا الشمالية في الخمسينات لدرجه أن ستالين إندهش من ضعفهم و قال الالمان إحتلوا فرنسا في 6 أسابيع بينما الولايات المتحده لها أشهر و لا تقدر علي دولة صغيره ككوريا الشمالية فهل كان هناك شئ بينهم و بين الشيوعيين الكوريون ؟؟ هل كانت الإمبراطورية البريطانيه و الفرنسية بجلاله قدرها و أسلحتها و سلطاتها غير قادره علي هزم شويه مقاومين مصريين في القنال و أقرانهم في الجزائر ؟؟ أم كان هناك شئ بينهم و بين المقاومين الجزائريين و عبد الناصر أيضا ؟؟؟

الواضح أنه لا يوجد أي مؤامرات بين الدول الكبري و تنظيمات ما دون الدولة التي تحاربها الدول الكبري نفسها , فقد يكون هناك دعم دولة ما لتنظيم ما دون الدولة هذا تفعله الدول العربية نفسها في بعضها البعض لكن لا يمكن أن تصرح الدولة الكبري بحربها علي تنظيم ما و تكون متحالفه معه في نفس الوقت هذا شئ طفولي للغاية يمكن تقبله من جاهل في الشارع و ليس من يوصف بأنه خبير علي الشاشات

تنظيمات ما دون الدولة هي العدو الطبيعي الداخلي للدولة و تعتبر إختبار لمدي قوتها مهما كانت أهدافها سواء كانت الحلول محل السلطة الحالية أو إحلال ثقافه العصور الوسطي محل الحداثه القومية أو حتي الإنفصال مثل الباسكيين في إسبانيا و فرنسا و الذين تعاطف معهم العالم و وقف بجانهم ضد الدكتاتور القومي فرانكو الذي لم يرحم أي شخص أو فصيل يفكر في الإنفصال عن إسبانيا , كانت حجة العالم الحر وقتها أن الدكتاتورية هي التي تجعلهم يلجئوا للعمليات الإرهابية و هو ما تأكد أنه خطأ بالكامل بعد موت فرانكو و تحول إسبانيا للديمقراطية حيث إستمرت العمليات الإرهابية عشرات السنوات أثناء الديمقراطية و هذا طبيعي لان هدف إيتا إنفصال الباسك عن إسبانيا و هذا رغم إن الباسك يحصل علي أعلي مستوي من المعامله اللامركزية في العالم إلا إن هذا لا يرضيهم فهم يريدون الإنفصال عن إسبانيا و فرنسا رسميا و لذلك لن يرو في اللامركزية و الديمقراطية قيمة تقابل إنفصالهم نهائيا عن إسبانيا و فرنسا و هذا الشئ موجود لدي أي تنظيم ما دون الدولة

و لذلك يفضل أن لا يكون هناك أي حل في التعامل مع تنظيمات ما دون الدولة سوي الإفناء التام و هذا كانت تعيه تماما الدول الشمولية لكن العالم الحر لم يعجبه هذا و علي رأسه الولايات المتحده التي كانت مع حق الشعوب في تقرير مصيرها ضد الإستعمار البريطاني و الفرنسي رغم إنه في هذا الوقت لم تكن تشكلت هويات قومية حقيقية لمعظم المستعمرات الفرنسية البريطانية بل كان طموح معظم البشر في هذة المناطق الحصول علي جنسيات فرنسا و بريطانيا أي أن هذة المستعمرات فعليا كانت جزء من الدولة البريطانيه و الفرنسية لكن مع ذلك الولايات المتحده كانت مع أي تنظيم ما دون الدولة البريطانيه أو الفرنسية في هذة المستعمرات و أخر تنظيم وقف خلفه العالم الحر كان تنظيم إيتا الباسكي هذا في حال لم نعتبر الإخوان المسلمين تنظيم دون الدولة وقف خلفه العالم الحر ضد الدكتاتوريات العربية , الوقوف المستمر خلف هذة التنظيمات لاجل أي حجج مهما كانت مقنعه يبقي خطأ إستراتيجي يهدد الدول القومية الحديثه القوية منها و الضعيفه كما نري الان حول العالم فهذة التنظيمات لمجرد وجود جدل عليها و إختلاف في التعامل معها إستطاعت أن تطور قدراتها في إختراق أنظمة الدول و تهديدها بالفعل أكثر من القول , طالما سيقي جدل علي التعامل مع هذة التنظيمات يختلف من دولة لاخري سنري الدمار لكل الدول لكن في أوقات مختلفه , إختلاف كالذي شهدناه وقت حرب الولايات المتحده علي القاعده من الدول العربيه حليفتها التي كانت سعيده بتورط الولايات المتحده في مستنقع الشرق لكن في النهايه إستغلت تلك التنظيمات هذا المستنقع لتسقط و تهدد بإسقاط كل هذة الدول العربية .

#أحمد_العروبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات