أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - أحلام مادية طاقوية ! (1) شاهينيات 1178














المزيد.....

أحلام مادية طاقوية ! (1) شاهينيات 1178


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 03:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحلام مادية طاقوية !
(1)
شاهينيات 1178
حلمت أنني كنت ميتا وقد تحللت مواد جسدي إلى عناصرها الأولية أي إلى تراب وأي تراب بعد أن تبخرت منه العناصر الغازية من أوكسجين وهيدروجين وآزوت ؟ ذرات من الكلس والفسفور والحديد والزنك والنحاس والمغنيزيوم والبوتاس والكربون والسيليكون والفضة والذهب والكبريت والألمنيوم والصوديوم.
ولم أتنبه إلا وذرات مواد رفاتي تتسرب في اتجاهات مختلفة في التربة منجذبة إلى قوى طاقوية تشدها إليها بقوة مدركة حاجتها إليها فيما أدركت بدوري حركات ألكترونية في ملايين نوايات ذراتي حاملة طاقات كهربائية سالبة في مواجهة شحنات موجبة لبروتونات راحة تتصارع في دخيلتي الناوية المضطربة وتنقسم على نفسها وتتسرب في جهات لا تحصى في باطن الأرض . أدركت مدى أهميتي حين واجهتني جذورشجرة زيتون ، عرفت من مكودات ذراتي أن الشجرة تتوسل لمنحها المزيد من العناصر المعدنية التي لم تكن مكتملة في تربتها ، فصرخت ألكترونيا بمكودات عناصر نواياتي أن تمنح الشجرة ما تحتاج إليه ففعلت .. وتنبهت بعد ذلك خلال تسرب ذراتي في خلايا التربة إلى أنني أتسرب في تربة بستان
يعج بكافة أصناف الأشجار المثمرة ، وأنها كلها تحتاج إلي، فرحت أوزع على جذوع الأشجار كل ما تحتاج إليه. وحين اكتشفت أن ما اختلط مع ذراتي لم يكن كافيا لتغذية جذوع الأشجار راحت ذراتي تسطو على الذرات المحيطة بها في التربة فنشب صراع رهيب بين ذراتي والذرات الأخرى غيرأن ذراتي تفوقت عليها وغنمت الكثير مما كانت تحمله من مواد غنية راحت تغدقها على جذوع الأشجار كافة لتبتهج الجذوع وأشجارها بهذا الوافد الجديد الكريم !
لم أعد قادرا على إدراك كامل وجودي الذري الذي تسرب في أنحاء من أرجاء الأرض بفعل طاقة هائلة كانت تحيط بكل ذرة من ذرات تكويني الرفاتي وتتفاعل معها بسرعات هائلة لتحيلها إلى طاقة تمتزج بالطاقة تلك ، التي بدا لي أنها طاقة كونية . ولم أتنبه لنفسي إلا وأنا موجود في كل مكان دون أن يحد وجودي مكان . غمرتني فرحة قوية وأنا أشعر بوجودي الطاقوي الكوني القائم بالخلق ! خطرت لي فكرة هائلة طالما راودتني وهي أن أوقف القتل والحروب على الكرة الأرضية وأسيّر البشر جميعا للمحبة
وإقامة الحضارة الإنسانية وتحقيق قيم الخير والحق والعدل والجمال . مررت بجماعة يشرعون سكاكين لجز رؤوس بشر كانوا يركعون أمامهم . قلت في نفسي طالما أنني جزء من الطاقة السارية في أجساد القتلة سأتمكن من منعهم من قطع رؤوس ضحاياهم ، وحاولت وحاولت دون جدوى ،وجزت الرؤوس أمامي لأشعر أن جسدي هو الذي جز . فلم أجد إلا أن أبكي كطاقة على قدراتي الطاقوية الجزئية غير المكتملة !
وحين مررت ببلدان يُقتل مواطنوها برصاص المحتلين وأخرى تنهال عليها المدافع والصواريخ وأخرى تتفجر فيها العبوات الناسفة ،وجثث البشر تتناثر في كل مكان . لم أجد إلا أن أبكي من أعماقي وأنا أجد نفسي عاجزا عن فعل أي شيء ينقذ الضحايا وينقذني كوني موجودا فيهم جميعا كطاقة . فرحت أصرخ بالطاقة الكونية الكلية التي أمتزج فيها . " لماذا لماذا لماذا كل هذا ؟" وإذا بها تذاهنني طاقويا " ألست القائل :لا يكتمل الحبيب إلا بالحبيب / فلا اكتمال بحب منفرد/ سعي الخلائق إلى الكمال/ بسعي الخالق يتحد / فإما كمال يعم الخليقة / وإما انتهاء إلى الأبد " ؟!
أدركت حينها أن البشرية ستنتظر دهورا لتحقيق الحد الأدنى من كمال الخلق وتحقيق الخير والمحبة . ولم أجد إلا أن أبكي وإن كان بكائي طاقويا ماديا ،لكنه كان بكاء فظيعا يمزق القلوب !!
محمود شاهين
27- 3- 2016



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الألوهة الملتبس بين وجود إله أو عدمه ! شاهينيات ( 1177 ...
- في الألوهة وشرط وجودها ! شاهينيات (1176)
- لماذا لم يبن الله مدينة واحدة على الأرض ؟ شاهينيات 1175
- في العقل الكوني. شاهينيات 1174
- ( القصيدة الكاملة المعدلة انطلاقا من مذهب وحدة الوجود حسب فه ...
- إلى المرأة الحبيببة والأم والأخت في عيدها
- أديب في الجنة (50) * الملك لقمان في ضيافة الإمبراطور الإله !
- أديب في الجنة (49) * الالوهة مادة وطاقة !!!
- في الوعي الديني ! شاهينيات ( 1170)
- أديب في الجنة (48) * آلهة بلا حدود !
- أديب في الجنة (47) * مهرجان القضيب المقدس !
- أديب في الجنة ( 46) * الله على المسرح السماوي!
- لن أموت جوعا ولن أتشرد أكثر مما تشردت !!
- الخالق والفهم البشري ! شاهينيات ( 1168)
- تخاطر مع حبيبتي الشمس ! شاهينيات (1167)
- أديب في الجنة (45) * نسور لقمانية تنفذ أحكام القضاء!
- أديب في الجنة (44) * منطق الظاهر ومنطق الباطن في فلسفة عقيدة ...
- ذكريات اللون والكلام ! همس إلى لون تفيأ ظلال المطر!!
- أديب في الجنة (43) * اعترافات رهبانية وفظائع عقائدية !
- أديب في الجنة (42) * قوانين طبيعية وطموحات لقمانية !!


المزيد.....




- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - أحلام مادية طاقوية ! (1) شاهينيات 1178