أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الحرب خيار أمريكا وليست خيارا عالميا..















المزيد.....

الحرب خيار أمريكا وليست خيارا عالميا..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 379 - 2003 / 1 / 27 - 03:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

في استفتاء أجرته صحيفة الأفتن بوستن اليومية الصادرة في النرويج بالتنسيق مع البرنامج التلفزيوني الأول التابع للدولة النرويجية, حول الحرب الأمريكية على العراق وأن كان يجب على النرويج المشاركة فيها أو معارضتها. جاءت النتائج بمجملها معارضة للحرب بشكل مطلق أن كانت بقرار من مجلس الأمن أو بلا قرار, وأكدت النتائج كذلك على رفض الشعب النرويجي لأية مشاركة نرويجية في الحرب على العراق. وقد قال 64% من النرويجيين أنهم ضد الحرب على العراق والمشاركة فيها بقرار أو بدون قرار دولي.

 جاء ت هذه النتائج بعد يوم واحد من المواقف الرسمية النرويجية التي أعلنت تأييدها للموقف الألماني الفرنسي المشترك الرافض للحرب الأمريكية والمشاركة فيها, والداعي لإعطاء مفتشي الأمم المتحدة الدوليين الوقت الكافي لأداء مهامهم في العراق.

 هذا الموقف النرويجي الذي يتماشى مع المزاج الشعبي العام في البلد يجيء في مرحلة صعبة للإدارة الأمريكية التي حشرت نفسها في حرب إعلامية  مع أوروبا وبالذات مع فرنسا وألمانيا معتقدة بأن مواقف بعض الدول الأوروبية الشرقية مثل تشيكيا المختصة بالحرب الكيماوية والبيولوجية والنووية, وبولندا الأكثر عددا والأهم موقعا وغيرها من الدول الرخيصة,المعتمدة كليا على رضا العم سام, قد يغنيها عن انتزاع موافقة من دول أوروبا الغربية في حلف الناتو, مثل فرنسا وألمانيا.أمريكا قسمت حلف الناتو والاتحاد الأوروبي لدول تخضع تماما لإرادتها ودول أخرى اقل خضوعا, وسوف تعتمد في الحرب على تلك الدول الخاضعة لإرادتها تماما. كما أن أمريكا أدخلت نفسها أيضا في حرب أعصاب مع العراق وباقي دول المنطقة التي ستتأثر بالحرب المرتقبة.

أوروبا ضاقت ذرعا بالسياسة الأمريكية الحمقاء وبالغباء السياسي المتواصل للإدارة الأمريكية التي لا ترى سوى نفسها ولا تراعي سوى مصالحها هي فقط, وتضرب عرض الحائط بكل الاستغاثات والنداءات السلمية التي تطالبها بالتراجع عن تحضيراتها ونيتها شن الحرب على العراق بالرغم من أن النظام العراقي تجاوب تماما مع مهمة مفتشي الأسلحة الدوليين ومع ما جاء في القرار الدولي الأخير 1441 بخصوص أسلحة العراق. والغريب أن الضحية الأولى في تلك الحرب هو الشعب الذي ترفع أمريكا شعار تحريره من أغلال النظام الحاكم, مع أن طائرات أمريكا لا توفر أبناء الشعب العراقي أكانوا مدنيين أم عسكريين, فكل يوم يوجد قصف وقتل وغارات على المدن العراقية. عداك عن سياسة الحصار التي أودت منذ بدايتها بمئات آلاف الضحايا الأبرياء. أما بالنسبة للأسلحة العراقية المحظورة لغاية الآن لم يتم الحصول على أي دليل يقول أو يثبت أنه لازال لدى العراق أسلحة محرمة دوليا.

 

 لقد كان للتصريحات الأمريكية التي أطلقها كل من وزير الدفاع رامسفيلد ونائب وزير الخارجية بول ولفوفيتس مردودا أوروبيا معاكسا وغاضبا من الصلف والعنجهية الأمريكية المتصاعدة والمتعالية, ونعتقد بأن تلك الأسافين الأمريكية التي حاولت أمريكا دقها في أوروبا لن تمر بدون عواقب ونتائج قد تزعج أمريكا وتضايقها في المستقبل القريب, خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار انضمام روسيا للحلف الفرنسي الألماني. وفي حال اتسعت دائرة الخلاف تلك وأصرت أمريكا ومعها بريطانيا على إشعال الحرب ضد العراق وتعريض العالم للمخاطر الناتجة عن تلك الحرب, فأن المحور الأوروبي الذي يضم فرنسا وألمانيا سوف يكبر وينمو ويأخذ بالتكاثر ولا بد أنه سيستقطب دولا أوروبية أخرى, خاصة أن هناك دولا عدة أبدت تأييدها للموقف المشترك الذي صدر عن لقاء القمة بين شيراك وشرويدر, ومن تلك الدول بلجيكا والنرويج ولوكسمبورغ بالإضافة لروسيا. ولن يختصر التمحور خلف تلك القوة الأوروبية في أوروبا فقط , فسوف يجد التأييد أيضا في الشرق الأوسط , حيث أن معظم الدول العربية والإسلامية ستجد فيه الملاذ الآمن والمناسب للهروب من ضغط  الإدارة الأمريكية ومن مواقف شعوبها الرافضة لمبدأ الحرب ضد العراق لأسباب ليست مجهولة ومعروفة. إذ لا يوجد عربي يقبل بضرب العراق لأنه يملك أسلحة محرمة دوليا مع أن إسرائيل وكوريا وباكستان والهند ودولا أوروبية عديدة تملك الأسلحة ولا يطلب منها ما يطلب من العراق بحجة أن النظام الحاكم قد يستعمل تلك الأسلحة ضد جيرانه.

 ينطبق هذا أيضا على باقي الدول التي قد تضطر لاستعمال ترسانتها من الأسلحة المحرمة دوليا, وخير دليل على ذلك التعامل الأمريكي مع العراق من جهة ومع كوريا والهند و باكستان  وإسرائيل من جهة أخرى. لا يوجد منطق مقنع في التعامل الأمريكي مع العراق, المبدأ الوحيد الموجود هو أن النفط العراقي والثروات العراقية يجب السيطرة عليها بأي ثمن, ومادامت الفرصة سانحة لقلب الخريطة وإعادة تحضيرها من جديد فأمريكا سوف تقوم بالمحاولة بحجة تغيير النظام وإرساء الديمقراطية في العراق الجديد, عراق ما بعد صدام.لكن لا يوجد أي سبب مقنع  للحرب تستطيع أمريكا به إقناع العالم بحتمية الحرب وضرورتها وحاجتنا كبشر إليها. فالإطاحة بالنظام العراقي هي بالأساس من مهام الشعب العراقي وحده, وإذا كانت المعارضة العراقية تريد التغيير في البلد نحو الأفضل عليها أولا  أن تحدد برنامجها وخياراتها الوطنية والقومية ومن ثم تبدأ نشاطها في صفوف الشعب العراقي وعلى الأرض العراقية, خاصة أن الأجواء مهيأة لمثل تلك النشاطات بفعل الحصار والخناق والحالة الصعبة التي تخيم على البلاد والشعب منذ حرب لخليج الثانية. وليس التغيير العسكري شرطا حتميا أو خيارا وحيدا في الحالة العراقية, لا بل على العكس من ذلك أنها برأينا أسوأ الخيارات على الإطلاق لأن التربة العراقية مهيأة لزلازل لا يعرف احد مدى ضررها على العراق أرضا وشعبا ومستقبلا.

 هناك الخيار السلمي المدعوم بالضغط الشعبي والإسناد العالمي, وهذا خيار سليم وصحيح يمكن عبره إحداث التغيير أو التحول بالعراق نحو الانفتاح والديمقراطية والسلطة الشعبية والحياة العادية, بعيدا عن أطماع  وتدخلات الدول الأجنبية وقريبا من الشعب العراقي الذي يعود له وحده تحديد مصير العراق ومن سيحكم العراق في الحاضر والمستقبل.

ولنا في التجارب السابقة عبرا وأمثلة, بولندا تغيرت عبر حوار الطاولة المستديرة وجاء الحوار بعد سنوات طويلة من النضال الجماهيري السلمي والنقابي والسياسي والإعلامي. السودان قام بثورة بيضاء عصفت بالنميري بعد سنوات طويلة من حكمه الفردي والديكتاتوري. أما يوغسلافيا التي لم تستطع إحداث التغيير بطرق سلمية فقد عصفت بها الحرب ومزقتها الصراعات المحلية  بحيث أدت لحروب داخلية  طاحنة ومذابح ومجازر ومن ثم تدخل دولي فحرب قادتها أمريكا وأدت إلى إحداث دمار وتلوث بيئي يعتبر الأكبر في أوروبا.كما توجد الحالة الأفغانية وهي الحالة التي تفضلها الولايات المتحدة الأمريكية, لأنها تبيح لها احتلال العراق والتصرف بثرواته كما تشاء وذلك عبر تنصيب حكومة شبيهة بحكومة قرضاي الذيلية. لكن هذه ليست نهاية المطاف فتوجد أمام الشعب العراقي خيارات عديدة لتحسين الوضع الداخلي وتعزيز الحياة الديمقراطية, لكن لا توجد أمامه في حالة الحرب المفروضة عليه سوى احتمالات الموت أو التصدي للقتلة من اجل المحافظة على الحياة والدفاع عن النفس.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطات تل أبيب تبعد وفد شبيبة حزب العمل النرويجي - الديمقراطي ...
- صرخة مزدوجة و صفعة قوية..
- المبادرة المصرية والمصلحة الوطنية..
- السلام المفقود والحل المنشود..
- دولة شارون- الفلسطينية -
- قصة حقيقية من مخيم عين الحلوة..
- برلمان تشيكيا نسي ربيع براغ..
- السلام والإصلاح والحقوق المستبعدة
- سمير القنطار شعلة لا تنطفئ
- حملة عداء الفلسطينيين مستمرة والذي يدفع يركب
- غريتا دوينسبرغ واللوبي اليهودي
- عندما يلقى طعام الفلسطينيين للكلاب الإسرائيلية!
- طبول الحرب و طبول الحوار
- آه يا فلسطين !
- علي المعني يلقي النفايات متهما..
- المشهد الإسرائيلي, سياسة وقضاء
- عملية تل أبيب
- صبحان الذي يغير ولا يتغير أيها الغصين..
- هؤلاء هم أولاد بنات آوى..
- إنها الحرب في ثوب جديد


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الحرب خيار أمريكا وليست خيارا عالميا..