مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 5113 - 2016 / 3 / 25 - 10:53
المحور:
الادب والفن
(قرية الشاعر)
مراد سليمان علو
ملؤها الشوق قريتي، ومن شوقها غفت في أحضان ليلة وليدة، تحت نور البدر، في ظلّ جبل شاخ من حنينه، فبان بياض شيبته على قمّته، كعجوز تسربل بالوقار. وخرير السواقي، موسيقى ترقص على نغماتها فراشات، كحل أجنحتها مأخوذ من صندوق مواعيد فتاة عاشقة تنتظر تحت شجرة تين فتية، لا يفرّق القمر بين أغصانها المحملّة بالذهب، وبين جدائلها الشمسية.
تأبى الذكريات أن تغادر أكواخ القرية التي امتلأت بعبق قصص الجان، والأميرات، والفرسان. والقناديل في الزوايا والأركان، منتشيه بحكايات ليالي السمر القريبة من أحضان نار خشب البلوط التي ينبعث منه رائحة صدر الأمهات في جوّ يغفو فيه الأطفال قبل أن يسمعوا نهاية القصّة، وقبل أن ترجع الأميرة إلى حضن حبيبها.
أزّقة، وحارات ضاجّة بالحياة (ابتسامة من هذا، وغمزة من ذاك، وضحكة مجلّجلة يقهقه بها عابر سبيل أنتبه لنكتة مروية من أطفال يلعبون بالطين).
والآن، عبثا أنسج من حلمي لعبة لتتسلى بها الملائكة، توقفت الساعات الهاربة، وتساقطت أوراق الشجر الصفراء ، ألا تسمعون حشرجة أغنية مخنوقة صادرة من قلب لم يرتو من حبّ البيوت الطينية.
في ثنايا عطش آب سارعنا إلى مهرجان المقامرة، وخسرت جميع الطيور أصواتها، هرب الجميع، وتركت الشبابيك مشرّعة، بالله يا صديقي، الهائم إن مررت يوما بقريتي لا توقر أذنيك، ولا تعبر من أمام كوخي كغريب، فلا أزال أغنّي. ولا تزال الهلوسة تجوب الزوايا، فاغرف منها ما شئت.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟