أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ماجد كيالي - على هامش المعركة الانتخابية الإسرائيلية: تزعزع مكانة الليكود وصراع ديني علماني وتمييز عنصري















المزيد.....

على هامش المعركة الانتخابية الإسرائيلية: تزعزع مكانة الليكود وصراع ديني علماني وتمييز عنصري


ماجد كيالي

الحوار المتمدن-العدد: 378 - 2003 / 1 / 26 - 01:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 (الناصرة - 2003/01/19 12:53)

’’عرب48’’

مجددا، كشفت المعركة الانتخابية في إسرائيل عن عورات النظام السياسي فيها وبيّنت حجم التناقضات الموجودة في إطار المجتمع الإسرائيلي، لا سيما بين المتدينين والعلمانيين والشرقيين والغربيين واليمين واليسار واليهود والعرب، وعلى ذلك فقد أظهرت هذه الانتخابات الدولة العبرية على حقيقتها بوصفها دولة أمنية وظيفية مصطنعة، برغم من مرور أكثر من نصف قرن على إنشائها.

فمثلا أفادت استطلاعات الرأي عن تراجع ما في مكانة حزب الليكود، حيث كان، قبل شهر فقط، يحظى في الاستطلاعات على 40 مقعدا، وإذا به مؤخرا بالكاد يحظى على 27 ـ 32 مقعدا في الاستطلاعات المتعلقة بالكنيست القادمة. واللافت أن هذا التراجع حصل على خلفية فضائح الفساد والرشاوي، التي طالت العديد من قادة الحزب وفي مقدمتهم زعيمه اريئيل شارون وولديه عومري وجلعاد، والتي أظهرت الحلبة السياسية الإسرائيلية باعتبارها حلبة للوجهاء والمغامرين والزعران وزعماء المافيا، الذين يمكنهم بوسائل النفوذ والفهلوة والمال شراء مقعد في الكنيست الإسرائيلي، بحيث ظهرت مثلها مثل أية جمهورية "موز"، وليس كما تدعي بكونها "واحة" للديمقراطية في الشرق الاوسط.

المهم، أيضا، أن التطور المتمثل بتراجع مكانة الليكود، بين الإسرائيليين، عكس ظاهرة من الصعب تفسيرها، فقبل شهر فقط كانت استطلاعات الرأي تمنح هذا الحزب40 مقعدا في الكنيست القادمة، بسبب الشعبية الكبيرة التي حازها زعيمه شارون، والتي لم يحظ بمثلها رئيس وزراء قبله (عدا بن غوريون)، على رغم من أن إسرائيل شهدت في عهده مصرع أكبر عدد من الإسرائيليين كما شهدت تدهورا كبيرا في أوضاعها الاقتصادية، وإذا بفضيحة مالية تطيح بكل ذلك وتؤدي إلى تدهور مكانة الحزب ومكانة شارون نفسه، الذي بات وكأنه في اللحظات الأخيرة من عمره السياسي. وتلك هي الملاحظة الأولى.

الملاحظة الثانية تتعلق بهذا التصارع بين التيارين الديني والعلماني وبينما لفت الانتباه في الانتخابات السابقة الصعود الصاروخي لحركة شاس (للمتدينين الشرقيين) التي احتلت موقع الحزب الثالث في الكنيست الإسرائيلي مع 17 مقعدا، إذا بحزب شينوي، الذي ليس له في الكنيست الحالية سوى ستة مقاعد، يصعد صعودا صاروخيا هو الآخر بحسب استطلاعات الرأي التي ترجح احتلاله موقع الحزب الثالث في الكنيست القادمة مع 15 ـ 17 مقعدا.

وبكل الأحوال فإن هذا التحول يعكس الاستقطاب بين الإسرائيليين، بسبب الخلافات بين المتدينين والعلمانيين، ومن المعروف أن حزب شينوي يرفض المشاركة بأية حكومة يدخلها المتدينون، كما أنه يطالب بتخليص الدولة من كل الالتزامات المتعلقة بالمسألة الدينية، ومن ضمن ذلك قوانين الأحوال الشخصية والعمل يوم السبت وموازنات المدارس الدينية. ولكن مشكلة العلمانيين أنهم لا يستطيعون الذهاب بعيدا في اطروحاتهم بحكم الطابع الملتبس للحركة الصهيونية ووليدتها إسرائيل، فهي علمانية ـ ويهودية، وبحكم أن "القومية" اليهودية هي في الأصل هوية دينية. ومعلوم أن التناقض بين المتدينين والعلمانيين يحتل مكانة التناقض الرئيس في المجتمع الإسرائيلي، إذا نحينا جانبا التناقض الخارجي المتعلق بالصراع مع الفلسطينيين والصراع العربي ـ الإسرائيلي عموما.

الملاحظة الثالثة، تتعلق بحزب العمل فهذا الحزب خسر كثيرا في ظل رؤسائه السابقين ايهود باراك وشمعون بيرس وبنيامين بن اليعيزر، الأول بسبب تعاليه وفرديته وتردده تجاه التسوية واختياره الصدام مع الفلسطينيين، والثاني بسبب ضعفه وتقلباته، والثالث بسبب تحويله الحزب إلى ليكود (ب) بعد أن رضي الانخراط في حكومة "الوحدة الوطنية" الشارونية والاستمرار فيها طوال عامين.

على ذلك فإنه من الصعب على زعيم الحزب الحالي، القادم من خارج المؤسسة القيادية التقليدية، أن يرسخ زعامته بين الجمهور الإسرائيلي برغم كل الاطروحات المتقدمة نسبيا التي يطرحها، لا سيما في الظروف التي يحتدم فيها الصراع مع الفلسطينيين. ويبدو أن المكسب الوحيد الذي يمكن أن يحققه متسناع في الانتخابات القادمة هو الحؤول دون استمرار تدهور الحزب والحفاظ على حجمه في الكنيست الإسرائيلي (24 مقعدا). ولا شك أن مستقبل متسناع السياسي سيبقى أمامه، إذا أحسن إدارة أوضاعه وأنضج اطروحاته وإذا حالفه الحظ، على خلاف شارون، فما لا يستطيع كسبه متسناع في هذه الانتخابات قد يحصل عليه في الانتخابات ما بعد القادمة، التي ستكون مبكرة جدا على ضوء التعادل المرجح في الكنيست القادمة، بين تكتل اليمين ـ المتدينين وتكتل اليسار ـ الوسط.

الملاحظة الرابعة وهي تتعلق بعرب 48 الذين يناضلون في ظروف استثنائية للحفاظ على هويتهم العربية، في مواجهة "الاسرلة" وعلى وجودهم في أرضهم وعلى حقهم في المساواة في الدولة العبرية التي تعتبر نفسها دولة ديمقراطية ويهودية! في ذات الوقت الذي يخوضون فيه معركة شعبهم الفلسطيني (ضد دولتهم) من أجل دحر الاحتلال.

ومعلوم أن نسبة العرب تبلغ حوالي 20 بالمئة من سكان إسرائيل، ولكنهم يمتلكون قوة انتخابية قدرها 14 ـ 16 بالمئة، بحكم التركيبة الفتية للمجتمع الفلسطيني، ولكن هؤلاء لم يستطيعوا إيصال سوى 10 نواب عرب إلى الكنيست، من الأحزاب العربية، واربعة نواب عرب ضمن قوائم الأحزاب الصهيونية (العمل وميريتس والليكود).

في هذا الإطار يمكننا فهم المعركة الصعبة التي يخوضها العرب في إسرائيل على مختلف المستويات، ضد القوى الصهيونية، بيمينها ويسارها، فهذه القوى باتت تنظر بعين الخطورة إلى تنامي الهوية العربية، وإلى ما بات يعرف بمسار "الفلسطنة" عند عرب 48، والذي يتمثل بتزايد مظاهر التضامن مع شعبهم الفلسطيني ضد الاحتلال، وبتبلور قوى سياسية عربية مستقلة، كما نظرت هذه الأوساط بخطورة بالغة إلى الخطاب السياسي العربي الذي بات أكثر نضجا، لا سيما مع المفكر والسياسي عزمي بشارة الذي تقدم بتحدي عنصرية إسرائيل ونظامها السياسي، عبر أطروحة "دولة لمواطنيها"، والذي تحدى عدوانية إسرائيل وروحها الاستعمارية بأطروحته المتعلقة بالدولة "ثنائية القومية".

ولعل هذا التحدي، الذي عبرت عنه النخب العربية في إسرائيل، بمختلف أطيافها السياسية، هو الذي حدا بالقوى الصهيونية العنصرية إلى التقدم بطلب شطب حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يتزعمه عزمي بشارة، على أساس أن الكنيست هو بيت اليهود ولا يحق إلا لليهود أو المتصهينين احتلال مقاعده، وهو الأمر الذي حال دونه قرار المحكمة العليا في إسرائيل، الذي حسم الموقف لصالح مشاركة التجمع الوطني وعزمي بشارة.

اللافت هنا أن إسرائيل حاولت استغلال هذا القرار وتصديره باعتباره انتصارا للديمقراطية الإسرائيلية ولدولة القانون، ولكنه في الواقع لا هذا ولا ذاك، لأن الديمقراطية التي تتشدق بها إسرائيل تتحول إلى عنصرية، عندما يتعلق الأمر بمواطنيها العرب، وكما قال بشارة فإن أغلبية نواب الكنيست اليهود كانوا سيصوتون ضد مشاركته في الانتخابات، وهذا الامر ليس له علاقات بالاقلية والاكثرية فالمسألة هنا تتعلق بالتمييز القومي؛ والحقيقة فإن الديمقراطية الإسرائيلية لم يتسع صدرها لمجرد مواقف نظرية يطرحها هذا النائب أو ذاك! أما بالنسبة لانتصار دولة القانون، فهو إدعاء مردود، أيضا، إذ أن المستشار القانوني للحكومة الياكيم روبنشتاين هو الذي أوصى بمنع بشارة وحزب التجمع من المشاركة بالانتخابات.


ولاشك أن قرار المحكمة الإسرائيلية، الذي أخذه بعض القضاة النزيهين (7 مقابل 4) بشان مشاركة بشارة والتجمع أنقذ إسرائيل أولا من المأزق الذي كادت تقع فيه، وغطى على حقيقتها العنصرية، قبل كل شيء، كما أن هذا القرار ثمرة من ثمرات الكفاح الطويل والمرير لعرب 48 ونتيجة لارتقاء خطابهم السياسي.

تلك هي ملاحظات على هامش المعركة الانتخابية التي ستنتهي عشية يوم 28/1، والأكيد أن هذه الانتخابات، كما قدمنا، ستنتهي إلى تعادل وستفتح الباب على مصراعيه أمام انتخابات أخرى، لحسم الكثير من القضايا الداخلية والخارجية التي تواجهها إسرائيل، هذا إذا لم يحصل ما لم يكن في الحسبان خلال الأيام القادمة، وهو ما يجب مراقبته بحذر شديد.

 



#ماجد_كيالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...
- ترامب يدرس تعيين ريتشارد غرينيل مبعوثا أمريكيا خاصا لأوكراني ...
- مقتل مدير مستشفى و6 عاملين في غارة إسرائيلية على بعلبك
- أوستن يتوقع انخراط قوات كورية شمالية في حرب أوكرانيا قريبا
- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ماجد كيالي - على هامش المعركة الانتخابية الإسرائيلية: تزعزع مكانة الليكود وصراع ديني علماني وتمييز عنصري