محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 23 - 08:29
المحور:
المجتمع المدني
برز على الفيسبوك كتّاب عراقيين حازوا على احترام القراء خصوصا وانهم شاهد عيان لما يحدث في داخل العراق.
كتبوا بصدق وبوعي حاد ولم يزيفوا الحقائق كما يحدث للكثيرين من طفيلي مواقع الاتصال الاجتماعي.
هناك اسماء عديدة وددت لو اشيد بها في هذه المناسبة ولكني خشيت ان يساء فهمي وتنقلب الآية علي.
من بين هؤلاء كاتب قدير هو الزميل "نجدت محمد" فقد غرّد امس قائلا:
(قبل كم يوم التقيت باحد الاصدقاء ،الرجل مهندس ومن ابناء الجنوب وصادف ان صار مدير مشاريع،تكلم عن بلاوي ومصائب بالمشاريع والمنقصات.
احد هؤلاء "الجلاوزة" اتصل به هاتفيا:انت فلان ومن فلان محافظة اطلع من البصرة وما تقدم على اية مناقصة هاي مالتنة كلها ، ناس تأخذ مناصب حكومية مقابل ارقام فلكية وناس تأخذ عقود بارقام فلكية ايضا وغصبا على اكبر راس. وتلفونات تأمر المدير العام الفلاني باحالة هذا المشروع او ذاك الى فلان وناس تجي بجسكارات ومسلحين،وناس تهدد ناس، وكل واحد يجيب اللي يحميه وجسكارات وحمايات وبلاوي. وناس تخلي الآخر يتكلم ويسجلون كلامه ويبتزوه او يسلموه عند اللي تكلم عليه. وناس يسدون قضايا فساد بارقام فلكية تبدأ من نصف مليون دولار فما فوق).
ولم يتحمل الزميل مهدي ذلك فقد ردّ على نجدت:
(خلي انطيك قصة صارت وياي باعتباري صاحب منظمة تعني بالبيئة، قدّمت على مناقصة تشجير الجزر الوسطى والطرق الخارجية بسعر 5 دولار للخارج و 6.5 للأكينو للجزر وبعد التقديم تلقيت تهديدا مباشرا بترك هذه المناقصة (لأن حياتك مو اغلى منها) تركتها واستلوها جماعة مولاي بسعر 36 دولار للكالبتوز و52 دولار للأكينو ،وهسه الجماعة كلها طالعة بالاعتصام.بركاتك مولانا.
بعض الاولاد الملحة لايصدقون ما يحدث ويتساءلون هل هذا فعلا هو العراق الجديد الذي انتقل من الزيتوني الى اصحاب المحابس واللحى؟.
انهما صورتان توجز بشكل واضح حقيقة ان العراق لم يسقط في الهاوية والتي سقط فيها منذ سنوات فحسب ولكنه الآن ينحدر نحو كهف مظلم تنتظره الافاعي السامة والعقارب صاحبة الانياب القاتلة.
المهم ان اولاد الملحة اجتمعوا امس في مقهى "ابو كاظم" وقرأوا على الفاتحة امام جنازة لفت بقماش كتب عليها بالخط الكوفي "لم يعد هناك عراق فقد رحل عنّا بعيدا".
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟