أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق المولائي - القضية الفيلية على طاولة الإتحاد الأوربي خطوة هامة نحو التدويل














المزيد.....

القضية الفيلية على طاولة الإتحاد الأوربي خطوة هامة نحو التدويل


صادق المولائي

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 23 - 00:17
المحور: حقوق الانسان
    


بعد ان يأس الفيليون من الحكومات المتعاقبة التي تولت الحكم عقب سقوط النظام المباد، وبعد ان خذلتهم الأحزاب السياسية حملت الراية القومية للكرد والمذهبية للشيعة، التي بَرزت وتَمكنت من السيطرة على السلطة. وبعد ان تيقنوا ان الإقصاء والتهميش والتغييب سيبقى قراراً سياسياً مفروضاً عليهم، وان الأبواب لن تُفتح أمامهم إسوة ببقية المكونات العرقية والإثنية، كمكون عراقي له حقوق تأريخية وقانونية وسياسية وإجتماعية وإنسانية. أدرك الفيليون أنه من الضروري جداً لهم البحث عن وسائل وطرق أخرى منها السعي لتدويل قضيتهم لرفع الحيف والظلم والممارسات التعسفية التي تجري بحقهم، وعدم إنتظار او توقع دور إيجابي من أي كيان سياسي ولا حتى الوثوق بها.
ان طرح القضية الفيلية للمرة الأولى على طاولة الإتحاد الأوربي كقضية لها خصوصيتها وهويتها المستقلة يُعد السبيل الأفضل والخطوة الضرورية والإنجاز الهام والأنجع لإيصال صوت مظلوميتهم الى المجتمع الدولي، الذي يبدو غافلاً عما جرى ويجري بحق الشعب الفيلي من ظلمٍ جاثمٍ على صدورهم مُنذ عشرات السنين، وجهلهم بما اصابهم من تهجيرٍ قسري وقتلٍ وتغييبٍ لآلافٍ من شبابهم في المختبرات الكيمياوية لإجراء التجارب عليهم بدلاً عن الفئران والحيوانات لغرض تطوير الأسلحة الجرثومية في عهد النظام المباد، والتي تُعد من أبشع الجرائم العنصرية على مر التاريخ، وأكثرُ بَشاعةً وظلماً من مجازر الأنفال وحلبجة، فضلاً عن الإقصاء والتغييب والتهميش المُتعمد من قبل الأحزاب التي تَسلمت الحكم والسلطة بعد تغيير النظام الذي قامت به الإدارة الأمريكية.
لقد تَعرضَ الفيليون كما هو معروف الى ظلمٍ كبيرٍ مزدوج بسبب كونهم من القومية الكردية وكذلك كونهم من المذهب الشيعي. وكما هو معروف ايضاً ان الجانبين الكردي والشيعي قد حضيا بالدعم الأمريكي مما مكنهما بإمساك زمام الأمور في البلاد وإدارة الحكم في كل من بغداد وأربيل، ولكن الغريب والمؤسف له هو انهما تناسيا بشكلٍ تامٍ ومتعمد قضية الفيليين ومظلوميتهم وإستحقاقاتهم وحقوقهم ومشكلاتهم رغم أنهم القربان الأول للطرفين، وبسبب خصوصية هويتهم التي تجمع بين القومية الكردية والمذهب الشيعي لم يقم الطرفان بما يلزم من إجراءات تراعي خصوصيتهم، بل على العكس كل طرف أخذ يتعامل معهم بشكلٍ مُجحف، وذلك بفرض الإقصاء والتغييب والتهميش عليهم مُحملينهم ضريبةً بسبب عرقهم القومي وعقيدتهم المذهبية. ففي ظل إدارة الحكم الشيعي في بغداد فضلاً عن دور المراجع الدينية لم يحضَ الفيلي بالأمن والأمان، فمازال التهديد يُلاحق عوائلهم ومصالحهم ويثير فيهم القلق المستمر على مصيرهم، اما في ظل الحكم الذاتي للأحزاب الكردستانية فهناك قرارات وقوانين تَعزلهم عن بقية الكرد وتَحرمهم من حقوقهم القانونية كمواطنين عراقيين، فضلاً عن كونهم من القومية الكردية، ورغم كل ما قدموه لكردستان من تضحيات.
على المجتمع الدولي ان يعلم انه لم يتحقق أي شيئ يُذكر لإيقاف محنة الفيليين رغم مرور (14) عاماً على سقوط النظام المباد، وان كانت هناك قرارات فانها مازالت حبراً على الورق، ولا توجد هناك جدية لتطبيقها لرفع الحيف عنهم، وان الفيليين كمكون يُعد المكون المُغيب الوحيد في قائمة المكونات العراقية لدى كل من الشيعة في بغداد والكرد في أربيل، أي الضحية الوحيدة بسبب التعامل العنصري الذي يُعد نهجاً أساسياً لدى جميع الكيانات السياسية. وكذلك على المجتمع الدولي ان يعلم ان لكل حزب عدة قنوات فضائية وظيفتها الترويج السياسي للأحزاب وخاصة اصحابها، بالإضافة الى عدد كبير من المحطات الاذاعية، تمول جميعها من المال العام، بينما الفيليون لا يمتلكون أية وسيلة إعلامية للحفاظ على تراثهم وعاداتهم وفلكلورهم وتقاليدهم القومية وإرثهم التأريخي، وكذلك لهجتهم المعرضة للإنقراض كحق إنساني على الأقل.
ألا تُعد تلك الأمور حالاتُ ظلمٍ وممارسات تعسفية بحق شعبنا الفيلي تَستحق النظر فيها ومناقشتها؟
لذلك على الفيليين عدم منح الثقة بوعود وعهود ومشاريع وقرارات الكيانات السياسية ولا برموزها، التي أثبتت التجارب تورطهم بالتقصير المتعمد باقصاء الفيليين، بالإضافة الى تورطهم بخراب ودمار البلاد وتمزيق المكونات وزرع الكراهية بينهم بإثارة العنصرية بكل اشكالها، فضلاً عن تسببهم بافلاس خزينة الدولة العراقية. وكذلك عليهم النضال من أجل قضيتهم العادلة كواجب مقدس لتدويل قضيتهم، وذلك من خلال طرحها في المحافل الدولية للحصول على الدعم المُجدي، لإلزام الكيانات السياسية الحاكمة بقرارات دولية تفرض عليها رفع كل الاشارات الحمراء والخضراء وغيرهما التي تحجب عن الفيليين إستحقاقاتهم السياسية والقانونية والإدارية والإنسانية، وإرجاع حقوقهم المغتصبة بقرارات حازمة من دون مماطلة وتسويف، وتعويض العوائل الفيلية جميعها داخل العراق وخارجه عما لحق بهم من أضرار جراء الظلم الذي مازال يعاني الفيليون منه، باشراف لجان دولية كونهم بحاجة ماسة الى التأهيل السريع.



#صادق_المولائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيليون في كردستان قضية مُعلقة
- مؤسسة شفق مسيرة فيلية تم شطبها
- التظاهرات ومحاولات المنافقين والإنتهازيين
- قرار مدفوع الثمن
- من أجل من عدوان آل سعود وضد من ..؟
- رَد فيلي إثر إتفاقية (1975)
- الفيليون والتجسيد العالي للوطنية
- العراق ومعركة الكرامة
- هزيمة الدواعش لا محال
- نكسة الموصل ..؟
- الإنتخابات ومجزرة خانقين من المسؤول؟
- الإنتخابات وتجربة العراق السياسية
- الربيع
- أهمية الإعلام والجهد الفيلي المبعثر
- المرجعية الفيلية ضرورة تفرض نفسها بإلحاح
- لقاء منبر الإعلام الفيلي مع الكاتب والإعلامي علي حسين غلام
- ما دور المنظمات الفيلية ان لم تناصر بعضها وقت الشدة!
- حجة وزارة البيئة ضد إذاعة (شفق) الفيلية غير مقنعة دوافعها سي ...
- استبعاد الفيليين وصمت المنظمات الفيلية
- الكورد الفيلية والمفوضية العليا لحقوق الإنسان


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق المولائي - القضية الفيلية على طاولة الإتحاد الأوربي خطوة هامة نحو التدويل