اللون الأخضر ..

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 5111 - 2016 / 3 / 22 - 00:56
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

؟ معاني الألوان .. اللون الاخضر ؟
- كلما كانت الطبيعة ملونة من حولنا تدخل لنا البهجة والشفاء . فالهالة تتأثر بالألوان البهيجة والزهور والطيور . حيث تقوى ذبذبة الهالة وتجعل صاحبها أكثر تفاؤلاً وحيوية وغبطة .

- " الأورا) أو الهالة الضوئية التي تحيط بجسم الإنسان وتظهر على الوجه . الأورا هي النور هو قوة الحياة هي طيف النور الذي يحيط بجسم الإنسان . " - كامي بزيع - الأورا

في عام الألفين 2000 عند دخولنا أو زيارتنا لفرنسا وهولاندة وأثناء تجولي بالأسواق والشوارع , استرعى انتباهي وتعجبي ألبسة الأطفال فيها كيف أن الألوان الرمادية والكحلية والبنية هي الطاغية والغالبة فيها .. حتى للكبار كانت الألوان المشرقة غائبة فيها !؟ وأنا القادمة من بولونيا ولبنان والعراق وسوريا حيث الألوان الفاتحة الملونة المشرقة تطغى هناك منذ عام الثمانينات القرن الماضي وما قبل - خاصة بولونيا في عهدها الإشتراكي ألبسة الأطفال حديقة زهور , الأخضر الوردي الزهر الأحمر السيكلمى البرتقالي وغيره ..ألوان مفرحة تعكس للطفل والناظر له نظرة محببة وانشراح وفرح للطفل .. وهذا ليس عبثاً بل ناتج عن دراسة وعلم وفكر وتقاليد شعبية وربما أسباب أخرى ,, ولكن الأمر تغيرهنا 180 درجة في الأعوام الثمانية الماضية واللاحقة نتيجة ثورة الألوان التي انتشرت حديثاً في أوربا والعالم وتغير وانتقال أماكن المعامل والصناعات إلى أطراف الكرة الأرضية - وقد كانت الصين الشعبية سباقة أيضاً في هذا المضمار خاصة في ألبسة الأطفال الملونة المشرقة .


لقد أصبحت الألوان جُزء من الحياة العصرية خاصة الألوان البهيجة المفرحة .
لقد أصبح للألوان وطاقاتها وتأثيرها على المرء ودلالتها ورموزها علوم ودراسة واختصاص بعلم الألوان , تأثيراتها النفسية والعملية والتربوية والإقتصادية - التجارية - خاصة الدعايات و " الموضة " وغيرها الكثير ..
نلاحظ هذا الإهتمام بدأ في اللباس والثوب والأقمشة خاصة ألبسة الأطفال وحاجياتهم وألعابهم - وما ينعكس على النفسيات والتربية -
الأحذية والحقائب وواجهات المنازل والبيوت والسيارات والمؤسسات والدوائر الحكومية وكل مناحي الحياة وتفاصيلها دخل دراسة اللون فيها ..
***

اللون الأخضر لون الغابات والمروج والسهول والخصب والنمو , لون الأمل والفرح والهدوء , والربيع .
الواحات في الصحارى دليل المياه وخزين الأرض . الأرز في أعلى الجبال والسرو والصنوبروالشربين والزيتون وكل أشجار دائمة الخضرة دليل الخلود والجذور والصلابة وحبها للرداء الأخضر الذي لا يفارقها طوال الفصول ..
لقد صنّف الباحثون بعلم الألوان كلّ لونٍ حسب طول موجته وحسب طاقته وأشعّته المنبعثة منه . وفي الحديث عن اللون الأخضر اتّصف من يحبّ هذا اللون بأنّه الأكثر عاطفةً ومحبّة ، وهو محبّ لخدمة البشر، ودائماً يفضّل الهدوء ، ويتّصف أيضاً بأنّه لطيف الطباع والمعشر، ويحبّ التميّز، إضافة إلى أنّ صفة التسامح هي الغالبة على طباعه ، وهو إنسان حليم ، وليس صعباً على أحدٍ أن يثق به ، وربّما يعود هذا الأمر للطريقة البسيطة التي يتعامل فيها مع الناس ، وأيضاً لابتعاده عن الغموض ، فهو شخص واضح صادق بسيط .
لقد حدّدت أطوال اللون الأخضر على جهاز الـ ( نانومتر )، وقد تبيّن بأنّها تعتبر من الموجات القصيرة إذا ما قورنت مع الألوان الأخرى ، وقد بيّن الأطباء المختصّين في طبّ العيون بأنّ المرضى الّذين لديهم إصابة بمرض ( عمى الألوان ) فإنّ باستطاعتهم أن يميّزوا بين لونين فقط ، هما : اللون الأخضر، وأيضاً اللون الأحمر، ولكن مع وجود بعض التشويش في نقائهما .
إنّ تأثير اللون الأخضر في نفس الإنسان كبير جداً، وبعد دراسات عن تأثير الألوان على الإنسان الّتي قد أجراها عدد من الباحثين والمهتميّن بهذا الشأن وجد بأنّ أكثر الألوان التي تبعث في نفس الإنسان السعادة بما فيها من بهجة وفرح وحبّ للحياة هو اللون الأخضر، لذلك فقد اعتمد هذا اللون لغرف العمليّات في المشافي ، وأيضاً هو لون لباس الطاقم الطبّي في أغلب المشافي , أو بعض المعامل والمؤسسات , وأرضية الملاعب الرياضية وغيرها . وقد تألفت أحزاب بإسمه ( حزب الخضر والبيئة ) .

لقد اهتمّ علماء النفس بعلم الألوان أيضاً ، وهم يشيرون إلى ارتباط اللون الأخضر بالمشاعر الخاصّة بالجسد وذلك وفقاً لبعض المجتمعات والثقافات ، وأكّدوا على أنّه لون فيه رمز للأمل و للخير - فشاكرة اللون الأخضر موقعه في مركز الصدر والهالة أو ( الشاكرة ) تمثل صلة وصلنا مع الطاقة الارضية والطاقة الكونية . والهالة أو ( الشاكرة ) هي المسؤولة عن الربط بين المستويات العقلية والعاطفية والروحية في وجودنا , وتمثل صلة الوصل بين الجسد والطاقة
. ولقد اتّخذت الكثير من البلدان من اللون الأخضر كشعارٍ لها ، وأيضاً نجد له مفاهيم مختلفة ودلالات متباينة من بلدٍ إلى آخر، فمثلاً نجد بأنّ إيرلندا تتّخذ منه رمزاً لها ، وتعرف في أكثر المواقع بلقب ( جزيرة الزمر )، وهذا اللقب نسبة إلى هذا اللون ، أمّا في اليابان فإنّ هذا اللون هو يشير إلى حالة الترف وأيضاً إلى السلام ، و اللون الأخضر ذلك اللون الناتج من تداخلٍ منسجم بين اللون الأزرق والأصفر، حيث أخذ من وضوح العقل والتفاؤل الذي يمنحه اللون الأصفر، والهدوء العاطفي في اللون الأزرق ، الأمل الملهم وكرم الروح غير المتاح في أي من الألوان الأخرى ) .
والاخضر حسب قوته - هناك الاخضر الصافي العادي , اخضر مزرق , أخضر بحري - أخضر زيتوني واخضر زيتي
( هو لون التوازن والتناغم ، فمن وجهة نظر علماء نفس الألوان ، يُعدّ اللون الأخضر لوناً مُوازناً عظيماً للقلب وللأحاسيس ، فهو يخلق اتّزاناً بين كل من العقل والقلب . كذلك فاللون الأخضر هو لون النمو ، والربيع ، والتجديد ولون النهضة ، إنه يُعيد وَيُجدد الطاقة المستنفذة ، هو الملاذ البعيد عن الضغوطات الناجمة عن الحياة العصرية ، فله القدرة على إعادة شعور السكون لديك ، لهذا السبب يوجد الكثير من هذا اللون " مُرخّي " مريح الأعصاب على وجه الأرض ، ولهذا يجب الحفاظ عليه ) .
إذاً , الأخضر لون إيجابي بشكل عاطفي ، يعطي القدرة على الحب ويضفي لمسة من العفوية لنا وللآخرين بشكل غير مشروط ، هو اللون الذي يملك إحساساً قوياً للصواب والخطأ، يرى كِلا الجانبين في السؤال ، ويقوم بالتوازن ، ومن ثمَّ يقف وقفة حكيمة في اتّخاذ القرارات المناسبة . فهو الذي يحفز حب الطبيعة ، وكذلك حب العائلة ، الأصدقاء ، الحيوانات الأليفة والمنزل . إنه لون حديقة المُحبين ، ومنزل المُحب ، والضيافة الكريمة .
المنزل الخالي من الإخضرار منزل كالح جاف لا حياة فيه ...
...

.... عرّجنا على الألوان قليلاً , لترتاح أعصابنا فسحة لتعطينا شحنة من الأمل والقدرة على تقبل المشاهد والأخبار واللآلام والأوضاع الكارثية لشعبنا ومنطقتنا وهي في ساحة الإستشهاد اليومي تحت ظل إستمرار الإستبداد والإحتلال والتدخل والحماية والعدوان والبلطجية الدولية , المشاهد الدامية النازفة على الطرقات والحدود والبحار والحصار والموت اليومي الشنيع بكل أساليب التخلف والجهل والحقد والوحشية , أو المطوّقة جوعاً وسجناً أو المدفونة تحت الركام والأنقاض !
آمل بل يسرني أن يكون أكثر القراء لهم حصة ونصيب من كل هذه الصفات والإيجابيات مع هذا اللون ... مع حزمة سنابل خضراء تغمر يومكم المبارك .
مريم نجمه

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات