داود أمين
الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 10:43
المحور:
حقوق الانسان
لو غضضنا النظر عما قيل , من أن ضابط مخابرات إيراني , يدعى اللواء أحمد المهندس ويُكنى ب ( أبي مهدي المهندس ), هو من كان يُشرف على سجن ألجادرية السري , ذاك السجن ألذي إقتحمته ألقوات ألآمريكية _ بالصدفة أو بالضرورة _ يوم ألآحد ألماضي ,وإكتشفت فيه ما إكتشفت من إنتهاكات وبشاعات !!
ولو أهملنا تورطاً إيرانياً , قيل أنه يقف خلف الفضيحة ! حتى لو ثبت هذا التورط 100% بأنه صحيح وموثق ! قلت لو غضضنا النظر وأهملنا كل ذلك , لآن الإستغراق في هذا ألآمر, هو في رأينا , ضياع في تفصيل ثانوي , فوجود أو عدم وجود محققين إو رجال مخابرات إيرانيين لا يغير من ألآمر شيئاً..! لآن السؤال سيظل هو هو : من جاء بهؤلاء ؟ وماذا يفعلون في وطننا ؟ ولماذا يجري كل هذا في وطننا أصلاً ؟
ونحن عندما نهمل هذا التفصيل الثانوي , نريد ما هو رئيسي وما هو جوهري , ولذلك نخاطب حكومتنا ( لا نستثني أحداً منكم !! الرئاسة ومجلس الوزراء والجمعية الوطنية والقضاء العراقي ) نخاطبها نحن العراقيون الذين ننتسب للمقابر الجماعية , ولحملات الآنفال , وللزنزانات الفردية , وللسجون والمعتقلات , نخاطبهم نحن العراقيون الذين فتت رئاتنا ألآسلحة الكيمياوية في حلبجة والآهوار , والذين جُندنا في حروب عبثية , وعشنا الحصار والجوع والتشرد والنفي ! نخاطبهم نحن العراقيون المكتوون بأكثر من ثلاثة عقود من ألآلم والحرمان والمعاناة !! نخاطبهم نحن الذين رضينا _ مرغمين _ بالحرب وألاحتلال , عندما عزت الخيارات ,للخلاص من ذاك الطاغية المجنون !
نخاطبهم لنقول لهم : لقد أجهضتم أحلامنا , وفاقت ردائتكم كل تصوراتنا !!
نخاطبهم لنقول لهم :لقد تصورنا أن التاسع من نيسان عام 2003 سيكون ( خاتمة ألاحزان )! وإن درس سقوط التمثال سيكون أخر الدروس لشدة وضوحه وفداحة تراجيديته !! وإن منظر إخراج الجرذ من الحفرة التي كان فيها سيُثبَتُ ويُحْفَرُ في ذاكرة كل مسؤول يفكر أن ( يُعيدَها ) مجدداً !!
من حقنا نحن العراقيين أن نسأل السيد عبد العزيز الحكيم , بإعتباره رئيس قائمة ألآئتلاف , التي تتربع ألآن على معظم وزارات وأجهزة السلطة , والتي فاحت الرائحة الكريهة ألآخيرة من بين أفخاذها , هل هي نبوءة تلك التي أطلقتها ياسيدي عندما قلت إن نتائج قائمتك كانت ( ساحقة )!!؟ أم كنت تدرك وتعي ما تقول !؟ إذ هاهي القائمة ورموزها تسحق وتدوس وتمرغ بالوحل حياة العراقيين وكرامتهم !! وهل هي صدفة ياسيدي , أنك وخلال شهر واحد من توليك لرئاسة مجلس الحكم , حاولت سحق المرأة العراقية وسلب حقوقها وكرامتها , بمحاولة تمريرك للبيان 137 سيء الصيت , وها أنت تتربع ألآن , ولبضعة أشهر, فوق كراسي حكومة مؤقتة , فتسحق حقوق النساء والرجال والشيوخ وألآطفال , فماذا ستفعل يا مولانا لو قيض لك ولقائمتك ( الساحقة ) _ لا قدر الله _ أن تتربع لسنوات أربع قادمة !!؟ وفي حكومة دائمة ؟
وأنت يا سيدنا الجعفري , يا رئيس وزراءنا القادم بأصوات الملايين , من الذين تحدوا الموت , وشاركوا في ألانتخابات , لكي تجلس فوق كرسيك , ماذا تقول ألان بعد هذه الفضيحة للوزارة التي تترأسها ؟ وما هو ألاكثر أهمية لديك , أرواح وأعراض وكرامة مئات العراقيات والعراقيين , أم الصراع من أجل قصر صدامي أخر , يضاف لمجموعة القصور التي ورثتموها عن صدام !!؟ يحز في أنفسنا ونحزن ياسيدنا , عندما نسمعك تقول ألآن , والآن فقط , أي عندما فاحت رائحة العفن وملآت الكون كله:( لقد أحطت علماً ... ولقد نما لعلمي أنهم تعرضوا للتعذيب ) !! إذن ما الفرق بيننا وبينك إذا كان يرد لعلمك ألان فقط , أي معنا نحن العراقيين الذين لا حول ولا قوة ولا سلطة لنا , اليس من حقنا أن نسألك أين كنت ؟ وماذا كنت تفعل وأنت رئيس الوزارة ؟ والوزارات التي إرتكبت الجرائم , مفصلة على مقاسك , وجزء من القائمة التي تترأس إستحقاق فوزها ( الساحق ) !! اليس من حقنا أن نستغرب جهلك بالموضوع , رغم خطورته , في حين تعرف بالضبط , متى تخلي القوات ألآمريكية قصراً صدامياً حتى لو كان في المريخ !! لترسل حراسك ليستولوا عليه !! من المؤسف أن نقول لك ياسيدنا إننا بتنا نراك على شاشة الفضاءيات أكثر مما كنا نرى الطاغية صدام حسين في أيام عزه وسطوته !! وهو مرض نخشى عليك منه , إذ ربما كان هو واحد من ألاسباب الهامة , التي أشغلتك وجعلتك تشم رائحة الفضيحة معنا في نفس الوقت !!
أما أنت يا عزيزنا السيد بيان جبر صولاغ , أنت يا وزير داخلية البلاد الخارجة تواً من السجون السرية , والتعذيب والبشاعات التي ليس لها مثيل , هل تعتقد أن القول أن سبعة فقط هم من عُذبوا وليسوا سبعين , سيعفيك من المسؤولية !!؟ اليس من العار أن يقول وزيرللداخلية , أن سبعة مواطنين عُذبوا في أحد السجون التي تُديرها وزارته !؟ إذ ما الفرق بين سبعة وسبعين , ما دام التعذيب المرفوض والممنوع هو ما نتحدث عنه ؟
وأنت يازعيم فيلق بدر , انت يا سيد هادي العامري , هل يكفي أنك رميت الكرة في ملعب وزارة الداخلية , لتبرئة فيلقك مما يقال عنه , تبرئته من العلاقة بالخروقات المكتشفة ؟ اليس أعضاء فيلقك هم من يحتلون أهم المواقع ألآمنية والبوليسية في وزارة الداخلية !!؟ ثم لماذا تعتبر هذه الغارة الآمريكية على السجن القبوفقط ( إنتهاك لسيادة العراق ! ) أين كنت والعراق منتهك من أقصاه الى أقصاه من هذه القوات !؟ ثم كيف جئت وفيلقك لو لم تسمح لك هذه القوات بالدخول من الحدود الآيرانية !؟ أعتقد أنك لن تستطيع ألادعاء أنك وفيلقك هم من أسقطوا النظام الصدامي !! لذلك نستغرب أنك تذكرت سيادة العراق ألآن فقط , ومن حقنا أن نستنتج أن تذكرك هذا جاء , لإن الغارة ألآمريكية فضحت المستور , وكشفت ما كان معروفاً ومشهور !!
وأخيراً ماذا سيقول السيد علي السيستاني , الذي زج مقامه الديني الجليل في شؤون السياسة , رغم كل النصح والتحذير الذي قدمه الكثيرون اليه , وأوصى بوضع صورته على قائمة ألآئتلاف , بل اصدر فتوى بالتصويت للقائمة !! أي بإعطاء أصواتنا للذين يعذبوننا ألآن , وينتهكون أعراضنا ويغتصبون نساءنا , ألا تتحمل رقبة السيد السيستاني جزءاً من الدم الذي سال ؟!! ألا يهتز مقامه الجليل وهو يسمع صوت ( الدريل ) وهو يثقب جمجمة عراقية , على يد أزلام القائمة التي أفتى بإنتخابها !؟ ماذا سيقول للآظافر التي قُلعت وللجلود التي سُلخت ؟!! اليس لهؤلاء الضحايا رب يستغيثون به من مُعذبيهم , وأيضاً مِن الذي ساعد المُعذِبين على إحتلال مواقعهم !!؟
شكراً لكم يا أصحاب القائمة ( الساحقة ) فقد سحقتم أحلامنا خلال ألآشهر القليلة من حكمكم المؤقت !! ولا ندري بم ستعدونا في ألآنتخابات القادمة ؟ فالرقم 555 كما هو واضح ( يبشركله بخير !! ) والقائمة وهي ( لحيميه ! ) قدمت لنا كل هذه ألآنجازات والمكاسب , فماذا ستقدم لنا عندما ينبت الريش على جناحيها !!؟ ولا ندري هل ستكون الشمعة أيضاً شعاراً لقائمتكم , حتى نترخص من الفنان سعدون جابر ونغني معه :
شمعه ... شمعه ...شمعهْ
طُفَتْ والله ألشمعهْ
إحتركتْ الفتيله
ألخيط خلص حيله
وضاعت الشليله
شمعه ... شمعه ... شمعهْ
شلون يِنسَه طَبْعَهْ
الواوي والحرامي
إختلطت ْ ألإسامي
الضرب عامي شامي
شَمْعَهْ ... شمْعَه ... شَمْعَهْ
روحه وبلا رَجْعَهْ
( يوطن يحبيبْ
يبو تراب الطيب )
للآمل لَتخَيبْ
حتى ننسهْ الدمْعَهْ
شمعه ... شمعه ... شمعهْ
إنطفت والله الشمعهْ
#داود_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟