|
قناة الجزيرة لماذا لا تسمي ، بإسمه ، الإرهاب ..
حازم العظمة
الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 10:39
المحور:
الصحافة والاعلام
في نشرة الأخبار في قناة الجزيرة يوم أمس بمناسبة مظاهرة في عمان تندد بتفجيرات الفنادق يقول المذيع أو المذيعة في الإشارة إلى المظاهرة ما معناه أن آلاف المتظاهرين نددوا بـ "ما يسمى بالإرهاب " .. لماذا " مايسمى " .. ، ما الذي يمكن أن يكون إرهاباً أكثر من هذا الذي حدث في عمان ، هل ثمة شك في أن نسف الناس أثناء عرس أو نسف أي ٍكان أثناء عرس أو غيره في فندق ، أو في الشارع أو في المسجد أو في البيوت جريمة إرهابية ، هل ثمة شك بأن خطف الأطفال من مدرستهم و إستخدامهم رهائن كما حدث في جنوب روسيا السنة الماضية ما أفضى إلى مقتل المئات منهم كان هو الإرهاب ، هل يمكن أن تكون له تسمية غير هذه ، ربما يحتاج إلى كلمة جديدة لم يبتدعها أحد بعد .. ،أشد بشاعة من الإرهاب
تعبير " ما يسمى بالإرهاب " تفضي إلى أنها ربما تسمية زائفة ، أو أن الأمر مشكوك فيه ،من أين يأتي هذا الشك في حالة نسف الفنادق هذه ، هل أن هنالك " وجهات نظر " في هذا ، لنفترض و نستعير هدوءً حتى نفكر بعقل بارد ، ما هي التسميات البديلة .. " الجهاد " مثلاً ... ، في في كل مرة تجري عمليات كهذه تتضائل مسافة الدلالات المختلفة بين الكلمتين يتضائل الفارق اللغوي بين " إرهاب" و "جهاد" ، تضاؤل الفرق هذا لا بد يهمّ الذين يفهمون من الجهاد عملاً نبيلاً في أساسه
تحفّظ قناة الجزيرة هذا : " ما يسمى بالإرهاب" ربما يتعلق بـ " الإرهاب الآخر " ، أكيد أن ثمة إرهاب آخر و لكن هل ينفي هذا ، أو هل يخفي الطبيعة الإجرامية ، الهمجية في أعمال كهذه ..، هل أن همجية الآخرين ، وحشيتهم تجعلنا نبدل تسمية الأشياء أو نخفي الهمجية لأنها صدرت عنا أو صدرت ممن هم من "مواطنينا " و ... حتى "الوحشية " لا تليق بعمل كهذا ، الوحوش لا تفعل سفالات من هذا النوع
... الإرهاب في العراق هو الإرهاب و علينا أن نسميه بإسمه و واقع الحال أنه لا يصيب أشد ما يصيب سوى الشعب العراقي ،ثمة ما يدعو للتفكبر بأن الإرهاب الذي يُزعم أن من ينظمه و يقوده الزرقاوي هو من صنيعة الأمريكان أنفسهم ، ففي كل مرة تتصاعد وتيرة عمليات المقاومة ضد الجيش الأمريكي ، مثلما حدث في الأسبوع الماضي ، تتبع السيارات المفخخة و عمليات الإنتحاريين ، و المذابح ، و تحديدا ً ضد المدنيين ، هل هذه صدفة ( تكررت مئة مرة ) .. يريدون أن يغطّوا الطبيعة الحقيقية لحربهم في العراق بإشعال حروب عراقية – عراقية أو حروب " مجاهدين " ضد الشعب العراقي ، أو حروب مذهبيات و طوائف مستعارة من تخلف قديم و منحطّ
هل يذكرنا هذا "بأبو نضال " ... ، جماعة أبو نضال قامت بعشرات عمليات الاغتيال ضد مسؤولين فلسطينيين ووضعت نفسها تحت الطلب لدى كل اجهزة المخابرات الإقليمية بما في ذلك المخابرات العراقية وكان من عملياته اغتيال سفراء فلسطينيين وقادة ولم يقتل أي إسرائيلي قط بل هاجم معابد يهودية في اوروبا استخدمتها إسرائيل مادة دعائية للنيل من المقاومة الفلسطينية. من يدرس و يراقب تاريخ المقاومة الفلسطينية سيذهل إذا رسم الخطوط البيانية لكل من العمليات ضد المدنيين و تراجع التأييد العالمي الشعبي منه خاصة في العالم ، إبتداء من خطف الطائرات و عملية ميونيخ ضد الرياضيين ، سيذهل من التطابق الذي يكاد يكون رياضياً بين الخطين و لكن بالإتجاه السلبي ، بمعنى كل ما تكرر هذا النوع من العمليات و ساء كمياً و نوعياً كلما كانت القضية الفلسطينية تخسر أصدقاءها ، من الذي كان يؤدي هذه الخدمة للإسرائيليين ... ، من الذي يقدم الآن خدمة مشابهة للأمريكان في العراق ...
منظمة" أبو نضال هذه لم تنفذ أية عملية ضد اسرائيليين أبداً ،حتى قيل إن قيادة هذه الجماعة مرتبطة بالمخابرات الاسرائيلية ، الكاتبة الصحافية الايطالية الاسرائيلية الأصل المعادية للصهيونية ليفيا روكاح كانت تعد كتابا حول هذا الموضوع قبل وفاتها. ثم إنتحرت ، قيل أنها إنتحرت .. ،الكتاب كان بعنوان "إرهاب إسرائيل المقدس" و كانت تبحث عن معلومات حول احتمال أن يكون أحد قادة هذه الجماعة ضابطاً في الموساد. ولعلنا نذكر كيف ان الهجوم غير القاتل على السفير الإسرائيلي في لندن اتخذه مناحيم بيغن ووزير دفاعه ارييل شارون مبررا لغزو لبنان. حيث بدأ الغزو بعد الهجوم بدقائق وكأن هناك تنسيقاً مسبقاً بين الهجوم في لندن وغزو لبنان. الآن تتكرر العمليات بالأسلوب نفسه وضد اهداف بعيدة عن الاحتلال الأميركي و غالباً ضد مدنيين ابرياء في اسواق ومطاعم ومساجد عراقية ، مرة ثانية من الذي يقدم هذه الخدمة "المجانية " للإحتلال ، هل أنها مجانية حقاً ...
لقد أضر بالمقاومة الفلسطينية تشتتها وتشرذمها بحيث صار هناك من يستخدمها لاغراضه الخاصة بعيداً عن الهدف الاساس ، و إسرائيل ، تحديداً الأوساط الأشد تطرفاً استخدمت هذا أحسن استخدام ، هل تذكرون شعار المقاومة الفلسطينية في السبعينات و الثمانينات : " دولة فلسطينية ديموقراطية و علمانية في كل فلسطين تتسع لجميع القوميات و الأديان " الهدف – الستراتيجية هذه اعتبرها الإسرائيليون الإستراتيجية الأخطر على الدولة – النظام الصهيوني ، الأخطر على دولة قائمة على التعصب العرقي و الديني و على "رؤى" توراتية غارقة في التخلف و الهمجية ، قائمة على أفكار من نوع " شعب الله المختار " ، دائماً المتخلفون يعتقدون أنـ "هم" شعب الله المختار .. الإسرائيليون كانوا بحاجة إلى "عدو" يناسبهم ، يشبههم .. ،و لأن الإيديولوجيات من هذا النوع ( تستطيع أن تجد الكثير من هذه النزعات الهمجية و الدموية في سفر حروب داوود فهو في الواقع لا يتحدث إلا عن القتل و سفك الدماء ) أقول بأن نزعات كهذه و إيديولوجيات كهذه لا تستطيع أن تعيش و تتغذى بدون حروب لذا كان أن إختارت أعداء يشبهونها ، في كل مرة كان شارون يواجه إحتمال سقوط حكومته كانت تنقذه عمليات دموية ضد المدنيين في حافلة أو في مطعم نفذها "مجاهد "ما الغزاة الأمريكيون في العراق اليوم يقلقهم بنفس الدرجة أن يواجهوا مقاومة عراقية " علمانية و وطنية و متعددة " كالإسرائيليين يختارون عدوأً متخلفاً ..، عدواً طائفياً و متعصباً و غارقاً في الأساطير ( من نوع : "الجهاد ضد الصليبيين و الكفار " إلى آخر ما هنالك .. ) ، و يقومون بالدعاية له كما فعل الإسرائيليون ، وكشركائهم الإسرائيليين يقدمون هذا للعالم ، و للعراقيين ، و يقولون انظروا هؤلاء هم أعداء " الديموقراطية" و "التمدن " ...
لهذا لن يمسكوا أبداً بالزرقاوي ، لهذا لم و لن يمسكوا ، أو يقتلوا ، أبداً بن لادن ..
لماذا "الجزيرة" لا تسمي بإسمه الإرهاب ، ربما لأن الإرهاب الحقيقي هو : حاملات الطائرات ، الصواريخ الباليستية ، القنابل النووية على هيروشيما و ناغازاكي ، مليوني قتيل في الحرب الفييتنامية ، تهدبد شافيز بالإغتيال ، حصار كوبا و .. الإتيان بمئتي ألف جندي من وراء المحيط لاحتلال منابع النفط .. و و و ... ،كل هذا صحيح و لكن هل من علاقة غير العلاقة الموضوعية بين الإثنين ...
#حازم_العظمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صَنَوبرات
-
من رعاية الديكتاتوريات العسكرية و ممالك القرون الوسطى إلى ال
...
-
بينوشيه ، هل كان ليبرالياً .. جديداً ؟؟ من التشيلي إلى العرا
...
-
كيف يجري تحوير اللغة العربية السياسية ، في العراق أولاً ..
-
جنود
-
وهم الديموقراطية- إحتمالات تبحثها الإدارة الأمريكية بخصوص سو
...
-
نجدف طويلاً ، و نحن نعود من الطُوفان ْ
-
مقطع ٌ بمصاطبَ واطئةٍ ، بجدران ِطينٍ ثخينةٍ ، بحُواةٍ و موسي
...
-
إلى أي حد الثعلب يحتاج إلى الدجاجات- عن علاقة الإمبراطورية ب
...
-
من أين و كيف س-تهبط- علينا الديموقراطية الأمريكية ؟
-
هل يتوحد العراقيون كلهم في مقاومة الإحتلال ...
-
تحت لوحة لفاتح مدرس
-
هل يدبرون11-9جديداً يحتاجونه بإلحاحٍ الآن ...
-
ستُّ مراتٍ السياج قبل الحديقةِ - رسائل حب قصيرة
-
هل يدبرون 9/11 جديداً يحتاجونه بإلحاح ٍالآن ...
-
حكاية كولونيالية من المتحف
-
خمرٌ قديمةْ ،خمرٌ جديدةْ
-
باريس1871
-
عن المدن و الأرياف و -ترييف- المدن
-
آخر الراديكاليين العرب
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|