أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز الحافظ - عذرا.. عيد الأم ليس عراقيا














المزيد.....

عذرا.. عيد الأم ليس عراقيا


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 11:47
المحور: المجتمع المدني
    


يحتفل بعض العالم اليوم بعيد الأم .. ذاك الكائن الدافق نبضا متسارعا للمودة والحنان والحب وكل الصيغ العطوفية في كون قواعد لغتنا العربية...
ولكني هنا اعذر الام العراقية أنها ليست بهذا المدار الهندسي لعيد الام لسبب بسيط...
لان المقاسات الفيثاغورسية.... كلها من أسس وجذر تكعيبي وقسمة ولاضرب... وجمع ولاطرح..... كلها بعيدة عن مثالية الأم العراقية الاشهق والابهى من فيثاغورس كله!
الأم العراقية مقبرة للاحزان... منذ شظف العيش ومنذ كان رغيف الخبر الواحد يتداوله الاولاد وهي تنظر ببهجة لافواههم جذلى وتنام وهي طاوية خاوية ..
الام العراقية منذ ظهور حركات التحرر اليسارية في المجتمعات العربية والسياسة التي أبهرت الشباب وقتها وهي تفقد من أرضعتهم من در صدرها العظيم... لتلبس الاسود حتى تبدله بالابيض الكفني... حاملينها لقبرها بدون صرخة كتومة... كل صبرها لحظة بلحظة لذاك الذي لم تعلم حتى تراب قبره.. متمنية ان تزوره.. لتذرف على ذاك التراب المجهول...الدموع التي تذرفها كل يوم وتمسحها بفوطتها السوداء كل يوم حتى وهي تعّد الطعام للاحياء... فالام العراقية لاتنسى ابدا حزائنها واولادها وحتى غيابهم في سفر.. ايضا يجلب لقلبها كل أفلاك الحزن الشمسية..والدمع للاسف يلازمها ولاينساها واعظم خصومها الكونية هو الفرح والسرور...
ثم توالت الثورات في العراق بغض النظر عن المسميات الثورية رجعية- تقدمية... وايضا كواكب من الشباب ذهبوا للابد...وانعكس ذاك على شهوق دموعها وفتات قلبها المتشظي في الصدور التي تحمل طبع اصابعها من الالم... فقد تعودت الام العراقية لطم الصدور عند كل نشيج حزائني... متلازمان لايفترقان كف اليد وصدرها الروؤم....
وفي كل ثورة تحصد الابناء ينعكس ذاك الحصاد القاسي على الام العراقية دمعا منهمرا وسهر لليالي لاينتهي حتى تفارق الحياة... فلم ار اما بهذا الشموخ... تضحك كالجراح وتبتسم كالصبر الكتوم... الا الام العراقية...
ثم تزداد وتيرة الفجائع بالحرب مع ايران ... ملايين القصص كلها تستحق أن نشير لها منها من فقدت وليدها الوحيد ومنها من لم تجد ابنها لحد الآن فكيف تتنفس أوكسجينا لاتشاركها العين به مكتحل برؤية من غذت وربت وهدهدت وسهرت وإذا به سراب أبدي وغياب سرمدي....
عانت الام العراقية مالم تعانيه ؟آخرى.... مع جلّ إحترامي لكل نساء الكون ولكن مرضعات العراق تعلمت حتى الايادي التي هدهدت وليداتهن .. أن تبكي بنغمة الغراق...مع الجفون الذابلات...
الام العراقية معجونة بالحزن وتلال الصبر من الفقر ومن البعاد ومن الانتظار فكم لوعة لوقسناها باي جهاز طبي تحملن؟ والله حتى القياس الطني قليل بحقهن؟؟؟؟
اي ام تنام والدمع يلازمهن 30 سنة؟ حتى الميكانيكية في الحياة وقفت لهم اجلالا واحتراما فقد تحطم غينيس عند ما شهقن شهوقا وشهقا على الفقد الذي هو ذاكرتهن..
أقول احيي الام العراقية؟ ليست اصابعي مؤهلة أبدا لتلك التحية بل خلايا الجسد خلية خلية...تقف إجلالا للوهب الانساني الذي لازم معاناتهن وخفايا دمعهن وحنانهن وعطفهن ورأفتهن وصبرهن فوالله لوتحدثت القبور لكانت تبكي مع الاجساد النسائية التي حوتهن...لانهم تركن الحياة ودمعة الاحزان في كل مقلة....
اما اليوم فاي ام عراقية تحتفل واولادها يهبون الروح والرحيق فداءا للوطن .. كل لحظة تنتظر طرق الباب....والمشهد .. لايحتاج لسيناريو ومشهد مسرحي...
لاأريد تعكير عيد الام اليوم... فالام العراقية ليست ضمن امهات الاعياد... الام العراقية تعانقت مع الموت وهي حية وحملت اسلحة الصبر الام العراقية جبل من النهوض أشهق من إهداء وردة... ومع الاسف لايوجد من يمسح دمعها ابدا... لان اليد الرؤوم التي تمسح الدمع هي يدها فقط...
فلها الحياة ولنا فقط... الكلمات لاغير
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة العربية تعترف ان حزب الله ارهاب اسرائيلي
- أؤيد قرار مجلس التهاون حول إرهابية حزب الله
- فان خال ..! دمّر تراث مانشستر يونايتد
- الغزو التركي للعراق لتمزيق قوة الحشد الشعبي
- ما العمل مع الغزو التركي للعراق؟
- اؤيد... إستقلال كردستان العراق اليوم قبل الغد..
- حتى في نايجيريا لم يسلم الشيعة من الموت!
- يالرخص الموت في أرضك ياعراق
- عيد أضحى الكوليرا المبارك في العراق
- حينما يبكي البحر الابيض المتوسط .. مع المهاجرين
- لاتقارنوا معركة سقوط الموصل بمعركة آحد..
- الانتفاضة الشوالية العراقية... هل تقود التغيير؟
- المؤامرة الإيرانية الكبرى ضد الأردن الشقيق!
- ميسي يخذل ملايين من عشاقه
- الأزهر يعاود التذكير بلا خطر من الشيعة!!!
- الكويت ترتدي ثوب الحزن في رمضان
- قريةأم الحيران الفلسطينية..أزالها قبل اسرائيل.. صمت العرب ال ...
- إعلنوا حالة الطواريء في العراق
- معركة الأنبار فرصة لتوحيد القلوب العراقية النقية
- وأخيرا.. سقطت محافظةالأنبار العراقية بيد الانباريين انفسهم!


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز الحافظ - عذرا.. عيد الأم ليس عراقيا