|
أللنسا ه.....[ج/..2
ماجد امين
الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 14:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
"العراب : ..قد يكون اكليروسا او حاخاما ..او شيخا ....او منظرا ....او مديرا للمؤامرات ...أنه محرك من محركات .. حركة التاريخ " (2) الطاء / 2... "العراب ..." اوشك القنديل على الافول بعد ان نضح الزيت خلاصة الاشتعال ...بينما تتقاطع انوار الشموع على شمعدان المعبد ...كانت فراشات الضوء تتراقص في طقوس صلاتها وهي ترتشف نبيذ معتقا بالانوار ...وما تلبث ان تحترق وتتطاير كالهشيم ...في المعابد ..لاتقام الصلوات وطقوس التوله بالآلهة.. فحسب ...بيد ان انتشاء الاله يتطلب ان تنذر حتى فراشات النور لتحرق قربانا ليسعد بالنار المقدسة وهي تشوي حتى الفراشات الصغيرة ... المعابد هي مواخير مقدسة لرذيلة الالهة تسقى بفضيلة التهجد ..دم العبيد ترياق الآلوهية كي تمن علينا بالوهم ...الكاهن لايحمل سيفا او كنانة من السهام ..هو يحمل في دهاء عقله ترياق السم الزعاف والموت البطيء الزؤام ...جبان لايقوى لحمل الحسام ... انه يحمل ترياق الاوهام ...الوهم المقدس أمضى وأشد فتكا من اجراء الدم ...العبيد من يقوم بذلك على دكات المواخير المقدسة .. كانت تلك الافكار تتراقص في مخيلة " ماجين " وقد استسلم بكل جوارحه لهذا العملاق التلمودي ..... |" يا ..لثقل كتلة اللحم لهذا الجاموس البري وهي يجثم على جسد غض ..ينفث انفاس القذارة المقدسة ...وجسد ماجين يتأرجح بعنف تحت كتلة لحم الجاموس البري ..وهو يمارس رذيلة الاذلال ...!! لقد افرغ الجاموس البري ...كل قذارته باسم الرب بقارورة الصفاء والنقاء والطفولة البريئة البيضاء ..... احس ماجين بعذاب الم ادخال عضو غريب في احشائه والم الرذيلة التي تجرعها كما تجرعت ذلك "شمخية " .. لم يعد بريق عيناه الزرقاوان ...الا ابتهالات مفعول به يتأوه تحت ظلال انوار الشمعدان المتراقصة بعرس الجاموس البري وهو يفتك بنقاء البحيرة الهادئه .. انتشى الجاموس البري فاطلق ضحكة صفراء ...مزقت صمت الليل واطاحت بماجين ارضا وهو يتلمس ماتبقى من عضاضة جسده الممزق في عبودية الكاهن وقذارة المعبد .. ؛حسنا .....هل نلت كل ماتريد ..؟؟ اجاب سامري باحتقار : لا ليس بعد يا بن الساقطة ... افترق الاثنان ....المثل والقيم المهانة بين زوايا المعبد ....الضحية المنكسرة .. سار ماجين بخطوات وئيدة منكسره .كان صوت خرير الماء يذكره بحزن شديد ...الماء ..الماء ....يطهر الرذيلة ويغسل الادران دون منة ...الماء لم يكن فراشا لعرش ألالــــــــــــه ..الماء هو سر يحمل الاسرار ...يواسي من انتهكت غضاضته وكرامته ...الماء من يشفي كل بكاءات الالم في احساسها الغريب بالقهر ونير عبودية الكهنة ... جلس عند مجرى الماء وهو يرتل نشيد الانسان ... انا الانسان ....نصفي مقدس ونصفي الاخر حيوان ... انا...الخير وضده ... انا الضمير ...ونده .. انا القاتل ..والمقتول .. وانا العلة والمعلول ... فمن يشأ ان يعرف ذاته ... يغوص بصدق في بحر ذاته ..." كان ضوء القمر ...يغسل ما تبقى من القيء الذي تقيأه شدقا ...سامري الجاموس البري ... وفيما كان ماجين ...يسبح في غياهب الظلم وسياط القهر وعبودية النشوة ...سمع تنهيدة عن قرب منه .. " لاتظنن ان الاشياء تنجلي بالجمال دون ان تفقد جزءا من ذراتها .... لاتظنن ان الطهارة تعرف لولا العهر والرذيلة ... لاتظنن ان العبودية.. تصنع حرية ... ان الاشياء لاتنجلي الا ببروز اضدادها ... سنابل القمح الفارغه ..ترتفع بغرور ..لانها تحمل الوهم وترقص بخفة لانها لاتمتلك شيئا تخشى عليه .. بينما سنابل القمح .التي تنوء بحملها ..تختبيء بين السيقان ..تتواضع لانها تخشى على ماتحمل ...لاتلتفت لعواء السنابل الفارغه ... فالطبول ...تطلق اصوات عاليه ...بينما يصدر الناي صوت الحقيقة والالم .. "المعابد ..كالطبول ...حين تقرع للحرب ووللفواجع ...والكهنة هم طبالون ...اكليروسا او شيخا او حاخاما ... يصرخون ليس حبا في الاله.. بل حبا لملء جيوبهم ...وصوامعهم من الحنطة والشعير .." رفع ماجين نظره الى الاعلى فوجد كائنا غريبا يطلق الحكمة وهويتوضأ على ضوء القمر ... كان نصفه الاسفل مألوفا لديه ..."كأنه نصف جسد شمخية ..امه ..ونصفه الاخر نصف ذئب " تذكر قصة كانت ترويها شمخية له ..عن كائن خرافي ..يكره المعابد ..وكان تارة يبكي واخرى يضحك ...وعرف الاهالي انه حين يبكي فانه جائع ..مما يجعلهم يحترسون على اغنامهم ..." .. وحين يضحك ..يعرفون انه ليس بحاجة للافتراس لانه شبعان ...وكانت من علاماته ان يبول على المعبد ويضع برازه عند عتبة المعبد ...مما يثير غضب الكاهن ... وقبل ان يختفي ....بين الاجمة والقصب الكثيف ... رسم دائرة حول المعبد ....حيث رسم ببوله دائرة ....انها تنبيء عن امر جلل ف سامري يخشى من ذلك ويتشائم كثيرا حيث يخبره ...كتابه التلمودي بان الخراب سيحل بالهيكل ... كان غاضبا وقد بدت علامات الخوف على وجهه وكانت حركاته وسكناته تنبي ء عن ذلك الاحساس ...
سار ماجين بخطوات هادئه وهو يحمل عذاباته واحساسه بالمهانة .....كانت تتقاذفه الافكار فقد ايقن انه ليس سوى مسخ ..لايعار له اهمية تذكر ...وترائى له الكائن الذي نصفه امه ونصفه الاخر ذئب ...وكيف نسج الاهالي حوله القصص الكثيرة ..بل ان البعض يرى انه اله ممسوخ ......قادته قدماه المتعبتين الى حيث يرسو الالم والحزن والذكرى وهدهدات شمخية مازالت تشنف اسماعه ... على مقربة من كومة الاحجار اطلق لنفسه الابحار في الماضي ...شعر بدفء يحضنه وكأن ذراعي شمخية تلفه برفق وتنشد له انشودة النوم ...داهمه الوسن وراح يتلمس اغفاءة تطبق على جفنيه ...داعبت احلام الذكرى مخيلته وراح يسبح في عالم رحم امه وولوجه لهذه الدنيا ...انسالت دمعتان مشتعلتان على وجنتيه وشعر بحاجته للبكاء الصامت ...واستسلم لنوم يشوبه الاحتقار والعجز وكان تابوتا عتيقا قد استوسده .... كان سامري خائفا جدا ولم يشعر بغيوم الخوف تمطر رعبا كما شعر الليلة ...ضاعت نشوة اغتصاب الطفل ذو العينان الزرقاوان ادراج الرياح ... كانت فرائصه ترتعش وكأ ن حمى حارقة تلهب احشائه ...تحسس عضوه الذكري ..حيث القى بقذارته الحارة كالاسفلت في احشاء ماجين ...سرت ارتعاشة شديدة جعلت اسنانه تصطك مصدرة صوتا مجلجلا ... غير ان التعب قد اعياه فاستسلم للنوم العميق قرب المعبد حيث التحف الرمل وران بعينيه نحو القمر ... جلب الشخير العالي غريزة الانتقام لهذا الجاموس البري ...التمعت عينا "روحا " الذئب الانسان ...وزحف ببطء ...وقف منتصبا وكأنه يهزأ بالمعبد ..وبالكاهن ...راح يبحث في الرمل تحت رأس سامري وبسرعة فائقه ...كان رأس سامري ينحني نحو الاسفل في حفرة هي نهاية النشوة وبداية الانتقام المقدس ...لم يدم الامر سوى بضع ثوان حتى كان الرأس قد اصبحى في مرمى الموت ...ازرق وجه سامري وخفت صوت الشخير على بضع شخرات للموت الاخير ...انتهت حكاية الجاموس البري وماتت معه اسرار المعبد والرذيله وصناعة الاحداث ...لم يكن بوسعه ان ينطق كلمات الوداع الاخير للمعبد او للصحراء او لاورشليم ... علام تلقي مزاميرك يادوود ...؟ شعر "روحا " بنشوة الانتصار والانتقام المقدس بال حول الجاموس البري وترك ندبة على وجه سامري قبل ان يمزق صمت المكان والزمان بعواءه الذي يشبه الضحك ...ثم انطلق بين الاجمة ...اثار العواء طائر البوم وافزع من في القرية ...فهم لم يتعودوا هذا العواء في موعد هم يعرفون متى يكون ...لكن امرا جلالا لابد قد حصل .. فز ماجين على هول الصوت ...هو الاخر ..لكنه احس بان امامه يوما ثقيلا ...تخبئه الاقدار ....
(الخوف هو من جعل الانسان يختلق اوهاما ..مما دعاه لصنع الاسطورة ..ووضع حول رقبته الآحجيات والطلاسم ...وكان ينظر لصوت البوم وكانه نذير بالشؤم ...وصوت الوطواط يظنه نذير من اله الموت ...وان حوتا يبتلع القمر ...لقد اعياه الخوف حتى أفناه .." "ماجد أمين " ************************************************************
#ماجد_امين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أللنسا ه.....
-
الجينوم ....- The master keyGenome-
-
فلاسفة دهريون ......في الاسلام ... ج/2...ابوذر الغفاري ...في
...
-
فلاسفة دهريون ......في الاسلام . ج/1....-علي بن ابي طالب -
...
-
الاديان حاجة القطيع ....واغلال في عقول التصوف
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|