المجتمع وأسباب التحريك الجمعي لتحقيق المشروع الإيراني الإمبراطوري

سعد السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان التقييم الموضوعي لأي مشروع مهما كان نوعه انما يكون من زوايا عدة وبتجرد لكي يتمخض عن نتائج واقعية التي من خلالها تحُدد نقاط القوة والضعف وطبيعة التحدي والتنبيه عن مكمن الخطر وكشفه أمام الجميع للتوخي منه باتخاذ الخطوات الجدية المناسبة بصور عدة منها التوعية والتنوير للبصائر التي عُميت بسبب التضليل والدجل العقائدي والمذهبي ومن ثم الانقياد الأعمى بتطبيق المشروع المخطط له الذي ألُبس ثوب الإصلاح والجهاد والانتصار للدين ! فلو تناولنا بموضوعية وباختصار حقيقة المشروع الإيراني الامبراطوري وجذوره الممتدة لما قبل الإسلام لتوصلنا الى عدة نتائج منها الفشل الساحق لهذا المشروع قبل تمامه ومن أهم أسباب فشله انه تم كشفه وانفضاحه بالإضافة الى التصريح العلني من رموز هذا المشروع وبروز قوة إسلامية مضادة مناوئة رافضة مهددة هذا المشروع الامبراطوري الذي شهد تراجع قهقري وفقدان زمام الأمور على الأرض في عدة بلدان وكذلك من أسباب فشله هو سقوط البرقع والطلاء الظاهري وانكشاف الباطن النفاقي الأنحرافي عن كل القيم الإنسانية والإسلامية وانتهاج الإرهاب الفكري والدموي في بسط نفوذ المشروع المزعوم , لكن توجد نسبة نجاح حققت هذا النفوذ والسيطرة قبل الفشل والانكشاف , النجاح جاء من خلال المرجعيات التي لها قواعد شيعية وأخرى لها قواعد سنية , ومن مكر المخططين للمشروع الإيراني انها ركزت على هذه المرجعيات ورفعت من قيمتها فسخرت لها الاعلام ومنحتها الألقاب ووفرت لها الأموال , والسبب في طاعة هذه المرجعيات واندماجها في المشروع الإيراني وخضوعها تحت السيطرة هو الفراغ العلمي من جهة وصفتها المستديمة بالانتهاز والجبن واصولها الاعجمية التي لا تعرقها قيمة الولاء للوطن , فالمرجعية الفارغة علمياً ينتابها الشعور بالنقص والافلاس وعدم القدرة على الاستمرار والتنافس فتعمد الى وسيلة ممكن ان تعوض لها هذا النقص خصوصاً مع المراهنة على حالة الجهل العام وتأثر الأكثرية بالإعلام والفضائيات فالمرجع الذي لا يملك الدليل العلمي والسارق لمنصب النيابة العامة مستعد ان يتنازل عن كل شيء ويرضخ امام أياً كان وهذه حقيقة ثابتة في سيرتهم التي لا تسر مع كل حاكم ورئيس ونظام تراهم منبطحون خانعون يظفون الشرعية له, وهكذا تعاملت ايران معهم وسيطرة عليهم كلياً ومن خلالهم سيطروا على الشارع العراقي الشيعي والسني فسار وتحرك الجميع في مشروع ايران الامبراطوري تنفيذاً وتطبيقاً بعنوان وحجة نصرة الإسلام والمذهب وحتى مع عدم القناعة بحقيقة المشروع عند البعض فأن السطوة الإيرانية والصورة الذهنية عن مصير كل من يعارض او يقف بالضد من مشروعهم ترعبهم وتجعلهم يسيرون ولو كرهاً !!
وقد شخص المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني أسباب التحريك الجمعي للمجتمع بدقة وموضوعية وشجاعة فائقة الذي دفع ضريبة مواقفه العروبية الوطنية الإسلامية المعتدلة الأخلاقية الرسالية ضد المشروع الفارسي الامبراطوري المنحرف الضال الاجرامي بقوله

( بالرغم من ذلك الفشل الساحق لكن ايران نجحت وبأساليب مختلفة في السيطرة الكلية على الرموز الدينية والمرجعيات الفارغة الانتهازية الاعجمية وغيرها فصارت تحركها كيف تشاء ومتى تشاء ومن خلالهم تمت السيطرة على عموم الشارع العراقي الشيعي والسني وهذا الأسلوب ممكن ان يتكرر مع باقي المجتمعات والشيعة في باقي البلدان فتحصل السيطرة الكلية والتحريك الجمعي بنفس المنهج والسلوك في العراق فيسير الجميع جاهلاً غافلاً نائماً مخدراً نحو تحقيق المشروع الامبراطوري المزعوم ...)
ومن هذه الحقيقة الواضحة فأن مسؤولية الدمار والخراب والتقاتل بين أبناء البلد الواحد والفتنة والطائفية والتهجير والانهيار الأمني والاقتصادي والتفكك المجتمعي وتسلط الفاسدين والسارقين والضياع والتيه الذي يعيشه العراق يتحمل مسؤوليته أولاً مراجع الفراغ العلمي والانتهاز الأعاجم وغيرهم والحل هذا يمكن أن صورة مشابهة جداً في بعض البلدان العربية اذ ما استغلت وسخرت ايران الشر بعض المرجعيات الفارغة وهو ما حصل فعلاً وان كان بصورة اقل مما في العراق فالحذر الحذر ولا بد من الاهتمام الجدي الواعي الفوري الحازم لتشخيص المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني للقضاء على المشروع الامبراطوري الإيراني الإجرامي.


سعد السلمان

#سعد_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات