أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - وجه جديد نهج قديم














المزيد.....

وجه جديد نهج قديم


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 1384 - 2005 / 11 / 20 - 09:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


دخلت الساحة الاسرائيلية في زوبعة سياسية جديدة، بعد ان تغلب عمير بيرتس، رئيس اتحاد النقابات العامة الهستدروت، على نائب رئيس الحكومة الحالي، شمعون بيرس، في الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب العمل. الخط الفاصل بين المرشحين كان الموقف من حكومة شارون. ففي حين اصبح بيرس من اهم حلفاء شارون واشد داعمي سياسته تجاه الفلسطينيين، انتهج بيرتس موقفا معارضا شديد اللهجة، وهو ينادي للخروج من الحكومة متهما اياها بالتسبب بظاهرة الفقر في اسرائيل.

ان موقف شمعون بيرس ادى دون شك الى تمويه الخطوط السياسية التي تفصل بين حزب العمل والليكود. وانعكس هذا في تعبير 40% من ناخبي حزب العمل عن دعمهم لشارون كمرشح للحكومة في الانتخابات القادمة. الشراكة بين بيرس وشارون منحت الاخير هامشا كبيرا جدا في صراعه الداخلي مع منافسه اللدود بنيامين نتانياهو. ودفعت باتجاه استقالة نتانياهو من الحكومة على خلفية معارضته للانسحاب الاحادي الجانب من قطاع غزة.

لقد ارتكز نهج بيرس السياسي على اساسين، الاول: دعم شارون في تنفيذ اخلاء المستوطنات من غزة ومواجهة اليمين المتطرف في البلاد، والثاني: إحداث انشقاق داخل الليكود وعزل جناحه اليميني الذي يترأسه نتانياهو، وذلك من خلال مساعدة شارون اما في الاستيلاء على حزبه من الداخل او الانشقاق عنه وخلق كتلة سياسية جديدة تحظى بثقة اغلبية جمهور الناخبين.

المفارقة الكبرى ان انتخاب عمير بيرتس شوّش كل هذه المخططات السياسية، وخلط الاوراق ليفتح الابواب امام كل الاحتمالات. ان المسؤول الرئيسي عن هذا الوضع الجديد هو شمعون بيرس نفسه الذي دعا عمير بيرتس للانضمام لحزب العمل. وكان ذلك في محاولة لقطع الطريق على ايهود براك الذي سعى لترشيح نفسه رئيسا لحزب العمل من جديد.

عمير بيرتس الذي مثّل في الكنيست الحالي قائمة حزب "عام ايحاد"، المكونة من ثلاثة مقاعد فقط، استغل الاقتتال الداخلي في حزب العمل ليستولي على الحزب. وقام بحملة واسعة لتسجيل الآلاف من انصاره المنتمين للجان العمالية الكبيرة كاعضاء في الحزب، وسدد بذلك ضربة من الخلف لشمعون بيرس.

وقد سارع الكثيرون في اليسار الاسرائيلي للتعبير عن تأييدهم لعمير بيرتس. بين هؤلاء يوسي سريد، زعيم حزب ميرتس، الذي نادى لعقد شراكة بين ميرتس وحزب العمل بقيادته الجديدة. ولكن قراءة دقيقة في برنامج عمير بيرتس تكشف ان محور دعايته الانتخابية التي يسعى من خلالها لضرب الليكود، هو الموضوع "الاجتماعي"، او ما يسمى ظاهرة الفقر في اسرائيل. ويحمّل بيرتس الحكومة مسؤولية هذا الوضع بسبب اتباعها سياسة الخصخصة، وتفضيلها رأس المال الخاص على حساب الحاجات الاساسية للطبقة العاملة.

وعلى هذا الاساس يسعى عمير بيرتس "اليساري"، لتهميش القضية الفلسطينية. ولا يأتي هذا محض الصدفة، فالليكود يتمتع باغلبية ثابتة في صفوف الجمهور الاسرائيلي في موضوع الاحتلال والقدس والحل الدائم مع الفلسطينيين. من هنا كان على بيرتس ان يجر النقاش نحو الوضع الاقتصادي الذي يمس بحياة ناخبي الليكود من الشرائح الفقيرة.

ولكن نتساءل ماذا عن مصير ملايين العمال الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة الذين بقوا دون عمل، بفعل السياسات الاسرائيلية؟ أليس هؤلاء ايضا فقراء؟ كيف يمكن لمن يسمي نفسه يساريا ان يفرق بين فقير وفقير؟ اين كنت يا عمير ايام الحصار الذي منع العمال من الوصول الى مصدر رزقهم؟ اين كنت حينما ارتفعت البطالة بسبب سياسة الحكومة استيراد مئات آلاف العمال الاجانب، ليكونوا عبيدا في المزارع ومواقع البناء في اسرائيل؟

أين كنت يا عمير عندما أُغلقت المصانع في وجه العمال الاسرائيليين، ونقلت للدول حيث الايدي العاملة الارخص؟ اليس دخولك للهستدروت مع حاييم رامون كان بهدف خصخصة المصانع الهستدروتية الكبيرة، مثل "سوليل بونيه"، بنك "هبوعليم" وغيرها من المشاريع التي شغّلت مئات آلاف العمال؟

المصاب الكبير ان انتخاب عمير بيرتس يعبر عن تراجع اضافي لليسار وليس عن تقدم. فلا يكفي ان تقول انك ضد الاحتلال بوجه عام، بل عليك ان تحدد موقفك من المخططات المنفذة على ارض الواقع، وبالتحديد ما موقفك من النهج الاحادي الجانب المتطرف الذي فرضه شارون على الفلسطينيين. لا يمكن الفصل بين الاحتلال والفقر في اسرائيل، فالامران مرتبطان ببعضهما ارتباطا جدليا. فالبرجوازية الاسرائيلية التي دفعت بمواطنيها نحو الفقر، هي نفسها التي وضعت شعبا باكمله قيد الحصار وجرّدته من حقوقه الاساسية.

ليس يساريا بل جبانا من يمنح اليمين الاسرائيلي ان يحتكر الساحة السياسية للسنوات القادمة. من السهل الاستيلاء على جثة هامدة مثل حزب العمل، ولكن من الصعب جدا هزم اليمين الاسرائيلي الذي يحظى بدعم رأس المال والطبقة الوسطى في اسرائيل. ومن هنا فقد اجرم عمير بيرتس مرتين، مرة عندما همّش القضية الفلسطينية، ومرة اخرى عندما مهد الطريق امام الليكود لمواصلة البقاء في السلطة، نظرا لضعفه وعدم طرحه بديلا سياسيا قويا يضع النقاط على الحروف.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب الفرص الضائعة
- ما وراء خطاب شارون
- مستوطنات غير قانونية ولكن ثابتة
- ماذا لو فشل ابو مازن؟
- حملة التضامن مع معًا – ملف خاص
- الفوضى تملأ الفراغ
- اجتياح غزة لخلق شريك جديد
- حرب اهلية؟
- الفضائيات العربية قناة للهروب من الواقع
- التفاوض على الانفصال خطأ فادح
- الانفصال يولّد الدمار
- الوقت لاعادة النظر
- لا لبوش ولا للقاعدة
- الانفصال عن غزة مخطط قديم غير قابل للتنفيذ
- دولة ثنائية القومية
- سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال
- عرفات - هل تكون فرصته الاخيرة؟
- خريطة بلا طريق
- الحرب تعيد النزاعات الدولية
- الملايين ترفض الحرب وبوش ماض في عدوانه


المزيد.....




- الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
- كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا ...
- شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
- -حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم ...
- وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
- إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط ...
- ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - وجه جديد نهج قديم