أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - عبثية إرادة قتل الله














المزيد.....

عبثية إرادة قتل الله


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 15:25
المحور: المجتمع المدني
    


ماذا بقي من مكة القـديمة المفعمة بعبق التاريخ المقـدس؟ تـقريـبا لا شيء سوى الكعبة في ذاتها. محاطة بالبنايات الحديثة في الوقت الذي كان من المفترض للروح الـفـنية الدينية أن تحافظ على خلو المكان من الجدران الحديثة التي لا تصلنا شعـوريا بالرسول محمد و لا بقريش و لا بالصحابة. كان من المفترض أن يتم المحافظة على بـيت النـدوة و ترميمها مع تعـريفها كمجـلس حكم ديمقراطي قبل الإسلام تم التـنكر لروحيته الجمهورية بعد الإسلام. كان من المفترض أن تـلتـقي ببـيت أبي طالب عم الرسول حيث يسرح بك الخيال في مجالس الرسول و حياته بـين جدرانه. كان من المفـترض أن يتم المحافـظة على بـيته أو بيت خديجة التي تـزوجها و بيت علي ابن أبي طالب و أبي بكر و رسم المكان حديثا بما كان تـقريبا ما هو عليه. بيت الأرقم حيث كانت الاجتماعات في النضال السري قبل نشر الـدعـوة في العـلن.. لكن جاء آل سعود لإبادة الروح و وئـد كل روح ثـورية انسانية في التاريخ. بل إن بـيت الأرقم في اعتبارهم هي بيت الجحيم الذي يهـدد سلطـتهم مثل بني أمية و العباسيـين. لا يمكن لهم أبدا أن يسعـدوا بثورية النضال الإسلامي في إرادته قـلب الأوضاع، أوضاع قـتل روحية الإنسان نحو ايقاضها و إيقاد جذوتها التي هي من نور الله، الله بما هو حرية مطـلـقة و قـوة داخلية في روحية الإنسان تـدفعه للثورة على الطواغـيت . الطواغيت كانوا من أرادوا قـتل تلك الروح باسم تحـويلها إلى دين من المعلبات للاستهلاك مثل الشكلاطة و البسكويت و الكوكاكولا.. جاءوا لهد تـلك البيـوت و قـتل الروح بما هي فـن و دين و خيال جميل..
يسيل الدولار البترولي الأسود لقـتل الروح و لقـتل الله محافظة على الإسلام الشكلي المعـلب لتغيـيب الروح النـقية السارية في عمقه كـدين يوصل الإنسان بـربه، يـوصل المتـناهي بلاتـناهيه. يوصل الزائل بالأبدي. القضاء على أعمق ما يجعل الإنسان يعيش على الأرض مطمئـنا ساعيا لمرضاة ربه بما هو حب و بما هو اتصال الحياة لما بعـد الموت. هذا هو عمق الدين و رسالته الجـوهرية و هذا هو عمق الرحمة الربانية في مخاطبة البشر عن طريق رسله من الأنبياء ليؤكـد لهم فعلا وجود روح العالم الأسمى التي تحيـطهم من كل جانب، بل إن الله أقـرب إليك من حبل الوريد، و هو بما هو وجود روحي منصهر في الطبيعة التي هي إبداع رباني جليل عـظيم. الطبـيعة بما هي أجلى تعابـير الروح الكلي في زقـزقة العصافير و ترنح الأشجار و أوراقها و رائحة الورود العطرة.
و هنا يتبين بوضوح ان اختـزال الإسلام في صورة ما ورائية تاريخيا و في ممارسة القـتل على أوسع مجال و في حراسة التدين و الصلاة و قـتل المرأة روحيا و في بعض الأحكام أو الحدود و في تحويله إلى معطى إرهابي حتى في إدخال الـقـناعة به بالقوة و التهـديـد و القـتل، و في تصويره مقصيا لبقية التأويلات الإسلامية و لبـقية الثـقافـات و الأديان.. هذا جميعه محال أن يتـقبله البشر اليوم لان الإنسان أساسا هو حرية. لا يؤمن إلا بحرية. انه إرادة و تصور. كما أن أمر هذا التدين لن يكون إلا زائفا بالضرورة لأنه خارج الذات و سيضل خارجها غير قادر على الولوج إلى ثـنايا الـقـلب بما انه لم ينطلق من الذات في اتجاه تـشربه و تمثله في الوعي و الشخـصية و المثل و الأخلاق السلوكية الفردية. الداعشية المتأصلة في تاريخنا لا تـنـظر إلى الإنسان الفرد و إنما إلى السيطرة عـليه و اصهاره في قـوالب الجماعة كما يلحم الحـديد أو قـتله. إن الأمر كذلك برغم أن الله قـد قال في قرآنه أن لا وازرة تحمل وزر أخرى، و أن الحساب يـوم القيامة للـفـرد و ليس للجماعة. الـرب في كـلماته توجه على مستوى الاعتـقـاد و الأخلاق و السلوك إلى الفرد. هذا الفرد الذي دأب التاريخ الإسلامي الثـقافي و السلطوي على محوه.. هذا الفرد قـفـز إلى مقـدمة مسرح التاريخ اليوم. الأنا التي دأبت الثـقافة الإسلامية على اعتبارها شيطانية أي مرفوضة في الوعي ( أعوذ بالاه من كلمة أنا) هي الأساس الوجودي اليوم للإنسان.
الاسلاموية الوهابية الداعشية هي لأجل قـتل إنسانية الإنسان. أي إنسان هو؟ الإنسان العـربي أساسا. بما فيه عن طريق ركـوب قـطار ثورته العالمية الإنسانية (الثورة التي دقت أجراسها في نيويورك بلغة عـربية تـقـول: الشعب يريد إسقاط النظام) لقـتل جميع من في القـطار و تـدمير القـطار. من هنا قـتل منبع القيمة و الاتصال الروحي عـربيا باسم الإسلام يتـفق تماما مع العـولمة القاتـلة للإنسان كحـرية و قيم أخلاقية روحية باسم الحرية. و لكن هل يمكـنـنا بعث مكة الـقـديمة المقـدسة إلى الوجود من جـديد؟



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط البعث
- سوريا الى اين ؟
- المرأة التونسية تقدم الجديد لليوم العالمي للمرأة
- قتل -الاسلام او القتل- في تونس
- بين الإهانة للمقاومة و مقاومة الإهانة
- -ميشيل عفلق- و الثورة العربية
- الله و الإيروس
- فقدان المناعة السياسية في تونس
- أي نار لأدخنة تونس
- مجتمع الاصنام
- بين أبي و إبني
- بين -غاندي- و -شكري بالعيد-
- المحبة من مهب الثورة
- الأفق التونسي المراوغ
- سؤال بناء الوعي في عالم متحرك
- الطائر التونسي المسلوخ
- الفردوس و الديناصور
- الروح في عالم الزبالة
- انقضاء السنة الداعشية
- تموت الحرية حين لا تقرع اجراسها باستمرار.


المزيد.....




- تقنية التعرف على الوجه سلاح الجيش الإسرائيلي للإعدامات والاع ...
- نائبة مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة تشير إلى ازدواجية معايير ...
- أول رد فعل من نتنياهو بعد اعتقال اثنين من مكتبه في قضية التس ...
- حماس: اتفاق يوليو الماضي هو المفتاح لوقف الحرب وعودة الأسرى ...
- ممثل الأمم المتحدة يؤكد للسيستاني عدم التدخل في شؤون العراق ...
- فيديو: ما وراء قرار الاحتلال وقف عمل وكالة الأونروا؟
- السيسي يؤكد لعباس دعم مصر للسلطة الفلسطينية وحماية حق تقرير ...
- بعد توقيف 4 أشخاص بمكتب نتنياهو.. اعتقال ضابط إسرائيلي في قض ...
- أسامة حمدان: حظر الاونروا يؤكد اصرار الكيان على التمرد والاس ...
- موسكو تطلق سراح بعض العسكريين الأوكرانيين الأسرى


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - عبثية إرادة قتل الله