أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد نور الدين جباب - اذكروا محاسن موتاكم : على هامش رحيل المفكر جورجر طرابيشي














المزيد.....

اذكروا محاسن موتاكم : على هامش رحيل المفكر جورجر طرابيشي


محمد نور الدين جباب

الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 15:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أذكروا محاسن موتاكم، مأثور يعد ذروة النبل و الأخلاق السامية ،كما يفصح عن قيم إنسانية تنطوي على مروءة كبيرة ، فهو يدعونا ضمنا أن نتغاضى عن السلبيات لأن الميت لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
لكن هل يصح هذا المأثور على المفكرين إذا رحلوا ؟هل نتوقف عن البحث فيما كتبوا، أم نذكر محاسنهم فقط ؟ أم إكرام الميت المفكر يكون بمواصلة النبش في فكره حتى يظل حيا بيننا
رحل جورج طرابيشي كما رحل قبله محمد عابد الجابري ومحمد اركون وفؤاد زكريا وغيرهم الذين اعادوا طرح الأسئلة بصياغة جديدة وتفسير جديد حول نهضة العرب ومصير العرب ،تلك الأسئلة التي شغلت العرب ولاتزال تشغلهم، منذ صدمة الحداثة أو ما اصطلح على تسميته بعصر النهضة العربية في منتصف القرن التاسع عشر .
جورج طرابيشي كما محمد عابد الجابري ومحمد اركون وغيرهم استعاروا" الرافعات" والكثير من الأجهزة التي وظفوها في محاولة تحريك و إزاحة الكثير من الركام العربي والحطام المتناثر هنا وهناك
لكن الحطام العربي ظل هو الحطام العربي و الركام العربي ظل هو الركام ، ولايزال العرب ينتظرون من يزيح حطامهم ويرفع ركامهم وينفض غبارهم. لايزال التخلف هو التخلف ولايزال التقدم حلم طال انتظاره وتأخر وصوله
هل العيب يكمن في الأجهزة و الأدوات التي اشتراها العرب من غيرهم، أم أن العرب لم يحسنوا استعمال وتوظيف تلك الأجهزة والأدوات رغم جدتها وفاعليتها وقد جربها غيرنا وأثبت قدرتها وجدارتها.
دائما أقول لمن يكون في الاستماع إلي أن مفاتيح العصر ثلاثة، أن العصر بني على ثلاث ولا يصح إيمان احدكم بالعصرإلا بهذه الثلاثة : الماركسية و الفرويدية و نيتشه، إنها الركائز التي بني عليها الفكر المعاصر وشيد صرحه الكبير
العرب جربوا الماركسية ولم تسعفهم في كنس الحطام ولا رفع الركام ولا نفض الغبار كما جربوا الفرويدية ولم تسعفهم في فهم سيكولوجية الإنسان العربي المقهور كما تمردوا على ربهم واعلنوا إلحادهم وعلمانيتهم لكن ظل الطريق موحش ومسدود
جورج طرابيشي جرب المفاتيح الثلاثة ، بدأ ماركسيا ثم تحول إلى فرويدي ثم انهى حياته يقول العلمانية عليها احيا وعليا اموت وفي سبيلها أهاجر واستقر في ديار الغرب
مات جورج طرابيشي ولم يحقق حلمه ولايزال الحطام العربي هو الحطاب العربي ولايزال الركام العربي هو الركام العربي ولايزال غبار الزمن يكسو أمة العرب من رأسها إلى أحمس قدميها
لم ادعي ولم ازعم يوما انني املك إجابات ولا أنا في مستوى هذه القامات، لكن اسئلة تراودني منذ زمن وليس اليوم، ألا يدل هذا الإخفاق على المستوى النظري و المنهجي أن نزعة ميكانيكية سيطرت على الفكر العربي حرمته من الإبداع .الا يعد هذا الإخفاق أن الفكر العربي غاب عنه الجدل والاحتكام إلى الممارسة انتهى به الأمر إلى السقوط في النزعة التخطيطية المجردة المثالية و القوالب الجاهزة المتصلبة والمتخشبة
الا يفصح هذا التحول التاريخي والمخاض الكبير الذي يشهده العرب في هذه اللحظة التاريخية ألا يفصح عن سقوط كل تلك المشاريع الكبرى، ألا يتطلب اليوم المراجعة الشاملة والتقييم النقدي الصارم لجميع المشاريع بعيدا عن الصنمية
اليوم العالم العربي يشهد مخاضا عسيرا وكبيرا، والمولود آت لاريب فيه وسيكون بهية الطلعة، لكن امة العرب اليوم في أمس الحاجة إلى جراحين مهرة لكي يقطعوا ، بسيف حاد، جميع الشرايين الميتة فينا لكن دون أن يمتد ذللك السيف إلى شرايين القلب النابض



#محمد_نور_الدين_جباب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ يصنع بالدم وليس بالدعاء : العرب في لحظة تاريخية متقد ...
- بن سالم حميش :حداثي سقط في الظلامية
- مصر : الوهابية الأنيقة
- السيد القمني مرة أخرى
- نجيب محفوظ: يُطعن ثانية
- رسالة إلى اليسار العربي
- عزمي بشارة ومكر التاريخ
- شاهدت علياء عارية
- محمد أركون: من إسلام الفقهاء إلى إسلام العلماء
- إطلالة على مصر من شرفة الحاج مدبولي
- العلمانية التي أثمرت خير النساء
- الفكر العربي من قيادة حركة التحرر إلى الصراعات المصيرية الكب ...
- الإسلام السياسي نحو مأزق آخر
- أزمة الثقافة الإسلامية أم الدعوة إلى إلحاد أرستقراطي
- الفكر العربي يودّع الماركسية


المزيد.....




- تفاعل على ترحيب أصالة بأحلام في جلسات موسم الرياض ورحيل صادم ...
- النرويج تقفل تحقيقها بشأن أجهزة -بيجر حزب الله- التي انفجرت ...
- -سي إن إن-: الحكومة الإسرائيلية ستصوت على اتفاق وقف إطلاق ال ...
- برلماني روسي: -أوريشنيك- أظهر حتمية اقتصاص روسيا ممن يعتدي ع ...
- وزير الخارجية الإيطالي: إيطاليا لن ترسل عسكريا واحدا إلى أوك ...
- المتحدث باسم ترامب: إسقاط القضايا الفيدرالية ضد الرئيس بمثاب ...
- شولتس بعد ترشيحه رسميا: هدفنا تصدر المشهد وأن نصبح الحزب الأ ...
- حرب غزة.. أول إبادة جماعية بالبث المباشر
- أفرزتها حرب مدمرة.. غزة تحت وطأة مجاعة وأمراض وحصار لا هوادة ...
- خبراء أمميون: إسرائيل مسؤولة عن سلامة مصور الجزيرة فادي الوح ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد نور الدين جباب - اذكروا محاسن موتاكم : على هامش رحيل المفكر جورجر طرابيشي