أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد عبدول - وماذا عن (المطيرجية)؟














المزيد.....

وماذا عن (المطيرجية)؟


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 09:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعكف مراكز البحوث والدراسات النفسية والتربوية والاجتماعية ،على الاهتمام بسلوكيات وعادات وتقاليد، كافة شرائح المجتمع لما توفره تلك الدراسات من حقائق ونتائج وافية لطبائع واحوال هذه الشرائح ، مما يسهل عملية التعامل معها ، وبالتالي استثمار ما تحتكم عليه من طاقات وامكانات .
(المطيرجية) شريحة اجتماعية تتواجد داخل سائر المجتمعات المتقدمة والنامية ، وهم يمثلون شريحة واسعة داخل العراق ، الا ان تلك الشريحة لا تزال تعاني من ابتعاد واضح بل ومقصود ، من قبل مؤسسات الدولة ذات التخصص ، والتي يفترض ان تأخذ على عاتقها مسؤولية الوقوف على اتجاهات وميول مختلف شرائح المجتمع ، بل ان الاعلام ذاته سواء منه المرئي او المسموع والمكتوب ، انما يبتعد عن تناول تلك الشريحة فاذا ما اراد الاقتراب منها فهو يسلط الاضواء على هواية تربية الطيور نفسها وما يستتبع ذلك من مظاهر كما في التحقيقات الصحفية ،اما حقيقة الفرد (المطيرجي ) فتبقى بعيدة كل البعد عن التناول الدقيق والموضوعي .
ولعل ابرز ما يمتاز به ( المطيرجي ) يتجسد في الوفاء والاخلاص لهوايته ، التي يجد نفسه من خلالها فيفني فيها نهاره ، ويقضي جل اوقاته ، وهو يشعر بسعادة غامرة لا تعادلها سعادة اخرى .هواية تربية الطيور فوق سطوح المنازل ،هواية تتوافر فيها عناصر قلما توجد في سائر الهوايات ، ولو انك عاينت احوال اصحابها لوجدتهم يكونون تجمعات شبه منعزلة عن سائر التجمعات السكانية والاجتماعية ، وهذا ما كون لديهم عادات وسلوكيات بل ومفردات يتم العمل والتداول بها على نطاق لا يكاد يتعدى محيطهم الخاص .
الاهتمام الملحوظ بشؤون الطيور بمختلف الوانها ومسمياتها وخصائصها ، يعد ابرز مواصفات تلك الشريحة ، وهو امر قلما نجده عند اي شريحة اثناء ممارسة هواياتها .
عالم ( المطيرجية )عالم مفعم بالإشارات والاسماء والكنايات والاستعارات، التي يتشكل منها قاموسهم اللغوي ، وهم يتعاملون مع تلك الكائنات الرقيقة ، التي تدور حول سطوحهم كما تدور الافلاك حول مركز الكون .

(المطيرجية) داخل العراق لم يحظوا باي دراسات ميدانية تجعلنا امام حقيقة من يعشق تلك الهواية حد الذوبان والانعزال عن المجتمع الذي يعيش داخله (المطيرجي) ، حيث يبقى منزويا في عالمه الخاص الذي تشكل ملامحه العامة الطيور والاقفاص وتهيئة سائر المستلزمات الضرورية التي تؤمن اجواء مناسبة لتلك الكائنات ، وفق اساليب وسياقات معمول بها ومتفق على ضرورتها بين من ينتمي لتلك الشريحة .
المتابع لأحوال (المطيرجية) يجدهم قد اختاروا الابتعاد عن المجتمع لأسباب عدة ، لعل ابرزها يتلخص في نظرة المجتمع اليهم تلك النظرة التي تمتاز بالتهوين والازدراء الذي اسهم (المطيرجية) انفسهم في تكريسها وتعميمها ، عندما لم يولوا بعض الجوانب المتعلقة بقيم المجتمع العناية المطلوبة والكافية ،لكن هذا لا يعفو المجتمع من مسؤوليته وهو يهمش هؤلاء ويواصل ازدراءه لهم .
ما يحسب لشريحة ( المطيرجية) انها شريحة ظلت عصية على التلون والتناشز ، الذي طال مختلف الشرائح الاخرى ، فقد وجدنا اليوم الكثير وهو يتزيا بغير زيه ، ويتجلبب بغير جلبابه ، فتراه ينتقل من اقصى اليمين لاقصى اليسار ، على صعيد الفكر والولاء والممارسة ،لكننا لم نقف على هكذا قفزات عند( المطيرجية ) نعم لم نجد هكذا قفزات داخل عوالم اولئك الذين يقضون النهار واعينهم تصوب اتجاه طيورهم التي تجوب الافاق وتقطع المسافات .
ان مفردة (حُرُبْ ) التي تعني المقاطعة والتي يكثر( المطيرجة) استخدامها تعكس مدى احباطهم ومقدار ما يواجهوه من حيف مجتمعي، فتلك المفردة هي رد فعل مباشر على مجتمع لم يولهم العناية الكافية ، التي يحظون بها في مجتمعات اخرى كالمجتمعات الاوروبية ، كما ان تلك المفردة تعكس مدى الاحباط الذي يعانيه من يمارس هذه الهواية ، لذلك نجده يتخذ في كثير من الاحيان - مما حوله - موقفا سلبيا بشعور منه وبغيره.
(المطيرجية ) شريحة اجتماعية مهمة لا بد ان تجد من يتناولها تناولا علميا موضوعيا ، فيدرس احوالها ، ويقف على بواعث سلوكياتها ونوازعها سلبا وايجابا ، وذلك حتى لا تبقى بعيدة عن سائر تحولات المجتمع وتقلباته ، وما يطرأ عليه من متغيرات ثقافية وسياسية واجتماعية
يبدو ان تلك الشريحة قد اختارت عالم الطيور والسطوح والابراج ، بعيدا عن العوالم الارضية التي لا تجيد لغتها ، ولا تحسن نفاقها وتلونها ، وهي بلا شك معذورة في ذلك اشد العذر . نأمل من مؤسساتنا التربوية والاجتماعية ،ان تجعل تلك الشريحة نصب أعينها ، حتى نكون قد انصفنا جزءا هاما من اجزاء المجتمع لكي يكون الكل سليما معافى .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذا فويس كيدز وذائقتنا الفنية
- هل يصلح العبادي ما افسدته المحاصصة ؟
- من سرق الديك ؟
- مقهى الناصرية
- عندما يموت المثقف مرتين
- الحكومة وعيون المدينة
- اتحاد القوى
- القطار والسينما
- قسمة ضيزى
- احتفالات العراقيين بمناسبة العام الجديد ...دلائل ومعطيات
- أمهاتنا من زاوية آخرى
- الأدب والسياسة من يتنازل لمن ؟
- بين الشخصية المصرية والعراقية
- ناظم حسن الدليمي
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اوجه الشبه بين ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )شروط الثورة الن ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اعلان الثورة (ا ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اضواء على العمل ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاحاديث الوارد ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاثار العلمية ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد عبدول - وماذا عن (المطيرجية)؟