أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد حداد - كي لا نقول بعد سنوات فلسطين والعراق وسورية والسعودية و















المزيد.....

كي لا نقول بعد سنوات فلسطين والعراق وسورية والسعودية و


فريد حداد

الحوار المتمدن-العدد: 378 - 2003 / 1 / 26 - 01:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كي لا نقول بعد سنوات

فلسطين والعراق وسورية والسعودية و...

في الفترة الفاصلة بين حربي العراق في ايران والكويت , أعلن  صدام حسين  , بانه يملك سلاحاً قادراً على حرق نصف "اسرائيل " .

هذا التصريح الأحمق ,  الذي لم نسمع مثيلاً له من قبل الزعامات الأسرائيلية المتعاقبة ,  منذ امتلكت اسرائيل سلاحها الذري في أواخر الخمسينات من القرن الماضي الى اليوم . دفع الساسة الأمريكان الى اعادة تقييم فائدة تسليم اسلحة دمار شامل الى زعيم مهووس  بعظمته ,  جامحاً باتجاه توسيع دائرة نفوذه باستمرار على حساب كائن من كان  .  فلقد كان مرسوماً لهذا السلاح , ان يحرق خصوم المصالح الأمريكية في المنطقة , لا أن يحرق نصف امتدادها في المنطقة العربية ( اسرائيل ) .

 

لقد حصلت تطورات كثيرة بعد ذلك التصريح , منها غزو الكويت وذهاب امريكا بجيوشها الى منطقتنا العربية , واخراج العراق من الكويت , ( مع احتمال ان تكون امريكا هي المشجعة الرئيسية لنظام صدام لدخوله الكويت ) , وصدور قرارات مجلس الأمن الكثيرة بشأن العراق ,  والتي انتهت في يومنا هذا الى وضع العراق تحت الوصاية الدولية ,  وتهيئته لغزو امريكي أكيد ,  طالما ان صدام حسين على رأس السياسة العراقية .

 

ان الألحاح الأمريكي الذي نراه اليوم ,  من اجل تجريد العراق من اسلحته , ليس الحاحاً صادراً عن رئيس امريكي مهووس بالحرب ,  او معقد ,  او مريض نفسياً ,  كما يحلو لبعض الساسة العرب ان يصفوا واقع الحال القائم حالياً ( مع احتمال ان تكون تلك هي مواصفات الرئيس الأمريكي ) . بل انه اصرار ناجم عن خلل قائم بين طرفي مساواة حسابية أمريكية  .

 ما هي اطراف هذه المعادلة الحسابية ؟

الطرف الأول هو محتويات فواتير البيع التي ما زالت موجودة في خزائن وزارة الدفاع الامريكية , والتي تحدد ما تم تسليمه للنظام العراقي من مواد محظورة , والتي تدخل في تصنيع الأسلحة المحظورة , سواء من الترسانة الأمريكية او من الشركات الأوروبية .

والطرف الثاني من المعادلة وهو ما استعمله النظام العراقي من هذه الأسلحة ضد شعبه في الشمال والجنوب , وضد جيرانه الايرانيين بالأضافة الى ما دمره الخبراء الدوليون ما بين 1991 و 1997

الفرق بين طرفي المعادلة تلك حسب الدراسة الأمريكية هي 30000 قذيفة كيميائية وجرثومية , مازالت مجهولة المصير.

 

العراق تقدم الى الأمم المتحدة ( الولايات المتحدة ) بتقرير عن ترسانته من  الأسلحته , هذا التقرير احتكرته الولايات المتحدة واعطت نسخ معدلة عنه الى الدول اعضاء مجلس الأمن , غَّيبت منه ما لا تريد ان يعرفه الآخرين عن القذارات التي مارستها مع النظام الأستبدادي في العراق ضد شعبه والشعوب المجاورة , وكما ان النظام العراقي له مصلحة في ذلك ايضاً , لذلك لم يبادر العراق الى تسليم الدول المحتجة على عدم استلامها لنسخة عن التقرير , نسخة عنه , بمن فيهم الدولة " الشقيقة " الوحيدة في مجلس الأمن ,  وهكذا حافظ اللاعبان على نفسيهما في ساحة اللعب ,  مستبعدين الآخرين كي لا  يكشفوا  مضمون  علاقتهم السابقة  المشبوهة ضد شعوب المنطقة  . في هذا التقرير على ما يبدو يقدم العراقيين كشفاً بالأسلحة المحظورة التي استخدموها ضد شعبهم وجيرانهم ,  وما دمره الخبراء الدوليون ,  ليقولوا ان المحصلة صفراً .و هذا ما أغاظ الأمريكيين و ما دعاهم للقول ,  بان العراق ما زال يمتلك تلك الأسلحة ,  وان تقريره لا يظهر الحقائق ,  وان الحرب قادمة وبغض النظر عن تقرير الخبراء الدوليين . هذا الأصرار الأمريكي دفع صدام حسين لأن يضع مجموعة من الصواريخ الفارغة الحشوة امام المفتشين الدوليين  لكي يكتشفوها , وبذلك يعتقد صدام ,  بانه يملأ الفجوة في تقريره ,  او يجد النسبة المئوية الضائعة التي يبحث عنها الأمريكان . ومع ذلك فقد عاد الأمريكيون  مجدداً لتكذيب العراق , واتهام مسئوليه بالخداع .  

 

امام هذه المعطيات لا بد للأمريكيين من ان يتكهنوا بمكان وجود هذه الأسلحة المفقودة حسب اعتقادهم , وأحد هذه الأمكنة المحتملة  بنظرهم , هي سورية التي يتوقعون ان يكون صدام قد هرب اسلحته اليها كما فعل اثناء حرب الخليج الثانية عندما هرّب مقاتلاته الى ايران , وان كان هناك موانع من ان تتحدث الولايات المتحدة عن هذا الأحتمال الغير مؤكد , علناً ,  فان مهمة جس النبض ,  توكل دائماً الى وجهها القبيح في المنطقة ,  شارون . ومن هنا فانه لايجوز لنا ان نعتبر تصريحات شارون بهذا الخصوص , بأنها  تحريضاً اسرائيلياً على سورية , بل يجب ان نفهمه بانه تفكيراً امريكياً منطوق شارونياً . وهذا يرتب علينا ان نعمل بالطرق الصحيحة لحماية استقلالنا الوطني ضد    غزو قادم  الى المنطقة وليس العراق فقط  .

 

ان اصرار الولايات المتحدة على :

1 – ازالة اي احتمال خطر يتهدد جزئها الآسيوي "  اسرائيل "  حتى ولو بعد مائة عام .

2 – احكام قبضتها على مصادر الطاقة في العالم , لتتحكم بدرجة نمو حلفائها او حتى شلهم , وتأمين طاقة رخيصة لأسواقها الداخلية . وتثبيت موقعها كزعيم أوحد لهذا العالم , تبنيه بطريقتها التي تخدم مصالحها فقط , حتى دون حلفائها التاريخيين .

3 –  اعادة صياغة الأوضاع السياسية والجغرافية في منطقتنا العربية وتنصيب قرضايات عرب على شاكلة احمد الجلبي ومن لفه في سدة الحكم , وتلميعهم على انهم جالبي الديمقراطية الى العالم العربي , وتكليفهم بمهمة الحيلولة دون وجود معارضين للهيمنة الأمريكية في المستقبل , كي لا تتكرر التجربة السعودية في ايلول 2001 , او التجربة الفلسطينية في 1966 او الناصرية في 1952 .

بالأضافة الى مايظهره لنا الرئيس الأمريكي من استخفاف بالرأي العام العالمي والمحلي , حيث ان المظاهرات الكبيرة التي حصلت في الولايات المتحدة في 18 يناير , لا تعني له اكثر من انها ميزة من ميزات الديمقراطية الأمريكية , وليست رفض لسياسة مجرمة متوحشة بحق الشعوب المستضعفة .

هذا الأصرار الأمريكي المتضافر مع  :

1 - خلو السياسة العراقية من اي معنى سياسي فاعل على الساحة العربية او العالمية ناهيك عن الساحة الداخلية  , وتحولها الى سياسة عنتريات جوفاء .

2 -  عجز السياسة العراقية  عن حشد حلفاء دوليين او حتى عرب ,  تتقاسم المصالح المشتركة معهم ويساعدوا على الحد من الأستهتار الأمريكي بحق الشعب العراقي بالحياة  .

3 – العجز العربي الشامل , الذي لم يشهد التاريخ مثيلاً له حتى في عام 1948 , وتسليم الحكام العرب دون استثناء أمورهم لمشيئة الولايات المتحدة وقدرها .

4 -  بالأضافة الى نرجسية العقل الصدّامي , في فهم تعبير شعوب الأرض عن رفضها للحرب على الشعب العراقي ,  ( هذا التعبير الذي يتضمن ايضاً , رفضها للأستبداد والقهر الذي يمارسه النظام الحاكم بحقه ) , على انه تضامن مع سياساته .

5 – النزعة النيرونية ( من نيرون ) عند حكام العراق , وما ظهر منها اثناء استعمالهم للأسلحة الكيميائية ضد شعبهم من ناحية , وحرق آبار النفط في الكويت من الناحية الأخرى , وتلويث البيئة والحاق الضرر حتى بالأجيال التي لم تولد بعد .

   كل هذا يؤكد ان الحرب المدمرة قادمة ,  وخسارة الأنسان و الأوطان قادمة , خاصة عندما نسمع التقدير الأمريكي لكلفة الحرب على العراق بانها ستساوي المخزون النفطي فيه  .

 

ان التفكير الأمريكي المنطوق بواسطة شارون , باحتمال ان يكون العراق قد هرب اسلحة التدمير الشامل الى دول عربية , سيكون المبرر السياسي لعبور القوات الأمريكية اي حدود عربية بعد اجتياحها للعراق لاستكمال مخطط سيطرتهم . من هنا فاننا نرى بان الأستقلال الوطني للبلدان العربية حتى  بشكله الهش القائم حالياً , اصبح مهدداً تهديداً جدياً , ونخص بالتحديد سوريا .

 

ان السياسات التي مورست في سورية منذ اربعين عاماً وحتى يومنا هذا , لم تكن عاجزة فقط عن استكمال مهام الأستقلال الوطني والتطوير الأجتماعي والنهوض العلمي والصناعي . انها السياسة الشقيق التوأم للسياسة العراقية ,  في بناء الأمجاد الزائفة , والأنتصارات الوهمية , من انتصارات تشرين الى انتصارات ام المعارك . سياسة استبدادية , تخفي كل انواع الفساد الأداري والمالي والأخلاقي تحتها . سياسة مدمرة , أدت الى الغاء مفهوم الوطن , وفككت كل انواع العلاقات الأنسانية داخل الأسرة والمجتمع , وحلت مكانها علاقات الزيف والمداهنة والمديح الكاذب والغدر والغش  . .وعلى الرغم من كل الدعوات الصادقة التي صدرت من كل القطاعات الأجتماعية والسياسية ,  لأنهاء حالة التسلط ,  واجراء المصالحة الوطنية ,  واعادة وضع البلاد على سكة التطور الطبيعي من جديد . الا ان رجال السلطة ما زالوا يدفنوا رؤوسهم في الرمل , فلا يريدوا ان يسمعوا تلك الدعوات ,  ولا ان يروا الأخطار القادمة وان آليات عملهم التي تصر على الحفاظ على وضع الشعب خارج اطار المشاركة والفعل في الحياة العامة ,  أصبح من الخطر الحفاظ على العمل فيها ,  لأن الأخطار القادمة تستوجب تصدي الجميع لها باعتبارهم مواطنين أحراراً وليسوا عبيداً يوضعوا في فوهة المدفع . 

 

لقد بدأنا منذ خمس وخمسون عاماً  نعلن عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني ومع حقه في العودة الى أرضه ووطنه , ومنذ اثني عشر عاماً بدأنا نضيف الشعب العراقي الى بيانات التضامن والدعم التي نصدرها , ولكي لا نضيف بعد  سنوات او شهور الشعب السوري أو السعودي أو... الى جانب من نتضامن معهم الآن  من شعوب عربية , فلقد اصبح واجباً ملحاً على شرفاء الوطن , وبغض النظر عن مواقعهم في الموالاة او المعارضة , السياسي و المهني , العلماني و المتدين , رجلاً و أمرأة , ان يتداعوا لعقد مؤتمر وطني جامع الجميع , وليكن مؤتمراً للمصالحة الوطنية والتباحث في انجع الأساليب لحماية الوطن , وليتم تجاهل اولئك الجهلة الذين ما زالو يفضلون مصالحهم الذاتية على مصالح الوطن والأمة , تمهيداً لعزلهم عن الثأثير في الحياة العامة .

ان مهمة صعبة كهذه المهمة , ولكنها الملحة والضرورية , تنتظر رجالاً أشداء ليقوموا بها , رجالاً كسروا بارادتهم الوطنية وحبهم لشعبهم وايمانهم به ,  جبالاً من القهر والظلم  والألم , من امثال المناضل الوطني الكبير رياض الترك ,  فهل نحملك اعباءً شديدة اضافية  يا "  أبن العم "  ان علقنا أمالنا عليك في قيادتنا الى هذا الهدف ؟.

 

فريد حداد -  كندا                                                                                   

 

 



#فريد_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة حول - الأستحقاق التشريعي
- انه محضر أجتماع – تحقيق... وليست مقالة
- مظاهر أستقالة الدولة من مهامها وتغيير وظائفها
- تصريحات تؤذي أصحابها
- مضى عامان من عمر العهد الجديد وضاع عام آخر من عمر الأفاضل
- للسفارة السورية في كندا نشاط اعلامي لايحتذى
- الحكم الشمولي في سورية وأزمة الحياة السياسية
- من يخرق الدستور ومن يعتدي على هيبة الوطن والمواطن في سورية
- عدو فسلطين والعرب
- مسيرة إلغاء الآخر
- الكساح والجم: قراءة لعناصر الفساد في سورية
- محاكمات العشرة الأفاضل إلى أين؟!
- مانديلا العرب امام القضاء ...متهما !


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد حداد - كي لا نقول بعد سنوات فلسطين والعراق وسورية والسعودية و