|
عزيز لعمارتي : الصالون الأدبي ببروكسل الواجهة الثقافية للمنتدى العربي الأوروبي
سندس القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 5106 - 2016 / 3 / 17 - 09:24
المحور:
الصحافة والاعلام
عزيز لعمارتي: الصالون الأدبي ببروكسل الواجهة الثقافية للمنتدى العربي الأوروبي
يستعد عزيز لعمارتي، رئيس الصالون الأدبي ببروكسل بالإحتفالات الزخمة بيوم الشعر العالمي في السابع والعشرين من هذا الشهر والتي سيغطيها ثلاثة صحفيون لغاية الآن. ويتضمن البرنامج حفلاً موسيقيًا بهيجًا وأمسية شعرية باللغة الإنجليزية والفرنسية والفلامانية والأمازيغية والإسبانية والعربية بحيث تترجم بعض الأشعار وتعرض على الشاشة من أجل أن يقرأها الحضور. وأشاد لعمارتي بالأنشطة الثقافية الممتازة في يوم المرأة العالمي مشيرًا إلى وجود تحرك كثيف وتفعيل لطاقات جمة مؤكدًا أنه يحاول جمع شتات المثقفين من أجل الظهور بشكل مشرف.
ويباعد لعمارتي بين السياسة والثقافة ويصر على عدم الخلط بين السياسة والفن موضحًا أن الثقافة والفن هما اللتان توحدان الشعوب وتتناسيان الفوارق الدينية والعرقية. ونفى أن تدخل السياسة في عمله ولا أن يكون مع تيار ضد آخر غير أنه عبر عن أن ميوله وميول الصالون الأدبي تصب في صالح القضية العربية الفلسطينية، "فهذه هي القضية التي تشغل الجميع، إضافة إلى ما يتعرض له أخواننا الفلسطينيون في الضفة والقطاع وكل ما تعيشه الدول العربية من صراع وتهجير". هذا وقد تضامن الصالون الأدبي مع الشاعر الفلسطيني أشرف فياض، والذي كان محكومًا عليه بالإعدام في السعودية، بتهمة الكفر.
وتحدث لعمارتي، وهو خريج التاريخ من المغرب، عن الصالون الأدبي في بروكسل، والذي ابتدأ كحلمٍ منذ حوالي ثلاثة أعوام، حين دعاه هذا الهاجس الثقافي إلى إنشاء صفحة على الفيسبوك بإسم الصالون الأدبي في بروكسل، ولم يكن الهدف حينها استقطاب كتاب من بروكسل، بل كانت بمثابة صفحة مفتوحة للجميع، حيث توالت الطلبات على الصفحة، التي تستقبل أي شيء يتعلق بالأدب، بدءًا من الزجل والخاطرة وانتهاءً بالكتاب والفيلم. وينشغل لعمارتي الآن بتحضير ملف كبير، بمساعدة جمعيات ثقافية، لتحصيل تمويل من وزارة الثقافة البلجيكية بشقيها الفلاماني والفرانكفوني، بغرض فتح جمعية ثقافية، لتأسيس مركز ثقافي عربي كبير، فيه قاعة للرسم وعرض اللوحات وقاعة للعروض المسرحية ومركز لتدريس اللغة العربية للعرب وغير العرب.
ويقول لعمارتي: "بدأت الفكرة صغيرة، ثم أخذت تكبر، وأردنا أن نذهب بعيدًا بهذا الحلم وساعدنا في ذلك إتصال الناس بِنَا، ومن كان مخبأً بدأ يظهر، بفضل الصداقات الإفتراضية، التي أصبحت حقيقية بعد اللقاء. كل ذلك جعل النتيجة رهيبة و الحلم حقيقة". وفي خلال عام، اشتهر لعمارتي وصالونه الأدبي، فأصبح محط أنظار الإعلاميين والمثقفين، بسبب أنشطته الكثيرة، وسيره بسرعة مهولة من دورة إلى أخرى، مما أدى إلى نمو جمهوره شيئًا فشيئًا، واهتمام وسائل الإعلام به لإجراء مقابلات صحفية. ويضم المنتدى العربي الأوروبي، وهو مظلة الصالون الأدبي، والتي تعطيه الغطاء القانوني، عدة أشخاص مثقفين منهم وائل البدري وغسان العلوشي .
وعزيز لعمارتي متزوج من إمرأة عاملة، ولديهما أربعة أبناء، يعيشون جميعًا حياة مرتاحة في بروكسل. وهو يتقاسم فاتورة أنشطة الصالون مع أشخاص آخرين. ويسعى لنشر ديوانه الشعري الأول مع نهاية هذا العام، ويفكر في عنوان مميز له. وفي من يحاول أن يخلق منافسة ثقافية مع الصالون الأدبي، يصف لعمارتي هؤلاء برغبتهم تملك المشهد الثقافي في بروكسل وكأنهم في حلبة صراع، وينسى أن المثقف لا يحارب الثقافة ومثل هؤلاء لا يستحقون ان يحظوا بأية أهمية مؤكدًا أن الثقافة ليست محصورة في الأشخاص وفي النهاية الجمهور حر في تلبيته الدعوة أم لا.
وحول تبعية الصالون الأدبي ببروكسل، فقد أكد لعمارتي أنه الواجهة الثقافية للمنتدى الأوروبي العربي للإبداع والثقافة برئاسة نجاة ياسين، والتي فازت مؤخرًا بجائزة المرأة المبدعة العربية من فلسطين، وتمثل المنتدى في بلجيكا وهو كيان موجود في فلسطين ودول أخرى مشيرًا إلى أن العمل مع ياسين تضمن إحضارها شهادات تقديرية للناشطين الثقافيين، وتوقيعها اتفاقات شراكات مع صالونات أخرى كصالون علوان الثقافي ووزارات ثقافة مختلفة وتمثيلها في معارض الكتاب من أجل إنشاء مكتبات والتشجيع على القراءة التقليدية الورقية. وأوضح لعمارتي أنهم بصدد تأسيس مكتبة متحركة، فرنسية، فلامانية وإنجليزية وعربية، يضعونها على مدخل "لا أباتوار"، مقر نشاطات الصالون الأدبي وسط بروكسل، وسيوفرون الشاي والقهوة للقارئين. أما بالنسبة للكتب، فسوف تهديها جمعيات خيرية ووزارة الثقافة المغربية، إضافة إلى دور نشر مصرية.
وآخر نشاط للصالون الأدبي أواخر شهر فبراير الماضي، استمر لأكثر من ثلاث ساعات. وتضمن حفل توقيع كتاب "البرق وحلم المطر" للمغربية نادية الأزمي، القادمة من طنجة في زيارة خاصة إلى بروكسل، وهو دراسات نقدية في القصة العربية القصيرة. كما تحدث الضيف السوداني والمقيم في بروكسل، إسماعيل محمد طه عن فيلمه الخاص بالهجرة، شنطة هانم بيرم. وتخلل النشاط قراءات شعرية بالعربية والعامية لكل من؛ وداد سلوم و ابراهيم جنون والشاعر رحال ويوسف الهواري ولمريني عمر والمهدي بلعيز ومراد لعمارتي وسيف الألوسي. وتخلل النشاط وصلات موسيقية عربية بالعود وأجنبية بالقيثار للفنانين علاء شكلية وبشير عبد القادر ومحمد العربي بولعيش وبلال مداح. وقد أشرف على التنظيم والإستقبال مصطفى زيبارى، وغطى الفعالية كلا من الحوار المتمدن ومحمد شاطر من راديو أرابيل، وهو راديو عربي مقره بروكسل. ولم ينسى لعمارتي توجيه شكره للجميع ولكل من ساهم في إنجاح هذا العرس الثقافي.
نجاة ياسين، كانت مقدمة البرنامج، الذي حضره عدد لا بأس به من المعنيين بالثقافة، وكنت قد حضرته من لندن مع آخرين قدموا من هولندا وألمانيا ومناطق أخرى. ويحظى الصالون الأدبي بموقع جميل وسط سوق شعبي وتعد قاعته رحبة وواسعة في مبنىً قديم من الداخل، حديث من الخارج. ويعتاد رواد الصالون الأدبي على التجمع بعد الفعالية وارتياد المقاهي، ومناقشة ما تم طرحه في الأمسية، وتواصلهم هذا يعد إيجابيًا وجميلاً، وسط الغربة.
#سندس_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة العربية 9: علياء المهدي، كابوس مصر
-
مداخلتي عن الهجرة في الصالون الأدبي ببروكسل
-
باريس وأضواؤها الساطعة وزقاقها المرعبة
-
المرأة العربية 8: الواعظات يضعن أياديهن في عِش الدبابير
-
المرأة العربية 7: يوم المرأة وأمومة الأم العربية
-
المرأة العربية 6: أمينة ليست شرف أحد وجسدها ملكها
-
المرأة العربية 5: الجسد والطالعات من قمقم الشهوة
-
المرأة العربية 4: النضال بالجسد العاري
-
المرأة العربية 3: من التعري الكلي إلى النقاب
-
الملكة إليزابيث ملكتي وقدوتي
-
المرأة العربية 2: الملكة إليزابيث الثانية ملكتي وقدوتي
-
لا تلقي قذارتك الأقذر على الطاهرات
-
المرأة العربية 1: الفضيلة والرذيلة والحريّة
-
لا ترمي قذارتك الأقذر على الطاهرات يا منال
-
يوم لندني غامر بالحرية
-
التحرر الحقيقي 1: تجربة الرجل الأسود
-
الفنان موسى حيّان: لا أشرب إلا من ماء الغيمة الصادقة
-
يوم جميل في لندن
-
الشرف والدم 5: تشويه المرأة العربية
-
الشرف والدم 4: حذارٍ من الصلب والذبح
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|