بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5105 - 2016 / 3 / 16 - 16:32
المحور:
المجتمع المدني
الاتحادية أو الفيدرالية بحسب التعريف الأكاديمي هي "شكل من أشكال الحكم تكون السلطات فيه مقسمة دستوريا بين حكومة مركزية (أو حكومة فيدرالية او اتحادية) وووحدات حكومية أصغر (الأقاليم، الولايات)، ويكون كلا المستويين المذكورين من الحكومة معتمد أحدهما على الآخر وتتقاسمان السيادة في الدولة. أما ما يخص الأقاليم والولايات فهي تعتبر وحدات دستورية لكل منها نظامها الأساسي الذي يحدد سلطاتها التشريعية والتنفيذيه والقضائية ويكون وضع الحكم الذاتي للأقاليم، أو الجهات أو الولايات منصوصا عليه في دستور الدولة بحيث لا يمكن تغييره بقرار أحادي من الحكومة المركزية". و"الحكم الفدرالي واسع الانتشار عالميا، وثمانية من بين أكبر دول العالم مساحة تحكم بشكل فدرالي. وأقرب الدول لتطبيق هذا النظام الفدرالي على المستوى العربي هي دولة الإمارات العربية المتحدة أما على المستوى العالمي فهي دولة الولايات المتحدة الأمريكية".
إذاً فإن النظام الفيدرالي ليس طارئاً على الفكر السياسي، بل له تاريخه وإرثه الثقافي والقانوني ومن خلال تجارب الدول ذات النظام الفيدرالي فقد أثبتت بأنها أفضل نظم الحكم السياسي وذلك بعد أن أثبتت تجربة الدولة المركزية فشلها وإنتهائها إلى دولة الاستبداد والديكتاتوريات (يسارية قوموية) أو فاشيات دينية إسلامية.
وهكذا ومع إنهيار جدار برلين والنظام البوليسي القمعي في عدد من البلدان الأوربية ذات الأيديولوجية الشيوعية وتشكيل حكومات مدنية ديمقراطية بدل تلك الحكومات المركزية الحديدية، فإن رياح التغيير بدأ يزحف رويداً رويداً على منطقة الشرق الأوسط وذلك على الرغم من موجة الصقيع والمصالح التي أخرتها لبعض الوقت، لكن ومع دخول القوات الأمريكية لكل من كابول وبغداد، بدأت جدران الدولة الفولاذية الاستبدادية بالإنهيار في المنطقة وصعود مفاهيم الدولة العلمانية الديمقراطية المدنية.
وبالتالي فإن الدولة الفيدرالية هي من جهة تنسجم مع روح العصر والمرحلة التاريخية في المنطقة حيث إنتهاء ثقافة المنبر والمركز الواحد لإتخاذ القرار ومن جهة أخرى يحقق العدالة الإجتماعية لكل مكونات الإقليم السياسي (الدولة)؛ حيث مشاركة كل مكونات ذاك البلد في التشارك السياسي وإلا فإن البدائل تكون كارثية بحيث يكون أمامنا؛ إما الذهاب إلى التقسيم والتجزئة أو الصراعات الداخلية والحروب الأهلية.
وهكذا؛ فليس أمام شعوب المنطقة ومنها سوريا، إلا إحدى تلك الخيارات حيث سوريا ما بعد "الثورة" لن تكون كما كانت قبلها وعلى كل الأطراف والقوى السياسية أن تدرك ذلك، بأن الشعوب السورية لن تقبل بعودة دولة الإستبداد وإن الكورد ضمناً لن يقبلوا بعودة نظام الحزب والقومية الواحدة في الحكم.. وبالتالي فإن الفيدرالية هي أفضل الصيغ السياسية لحل مجموعة الأزمات والقضايا العالقة في البلد وعلى رأسها قضية شعبنا الكوردي ومن خلال المتابعة نلاحظ بأن كل الأطراف والقوى الكوردية قد توافقت على على صيغة الفيدرالية وهناك إشارات واضحة بأن القوى الدولية هي التي ستكون راعية للمشروع الفيدرالي في سوريا.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟