أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر سعد - العراق: هل سقط شيعة ايران في الفخ الامريكي؟














المزيد.....

العراق: هل سقط شيعة ايران في الفخ الامريكي؟


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1384 - 2005 / 11 / 20 - 06:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يخدع ويوظف من أجل مصالحة الاخر, شيعة ايران في العراق ام الامريكان؟ سؤال اختلف في الاجابة عليه المحللون وتباينت فيه اراء المعلقين. هل غرر الجلبي بالادارة الامريكية لمصلحة ايران حيث تم تصفية نظام خصمها العنيد صدام حسين ولتتمرغ القوات الامريكية في اوحال المستنقع العراقي؟ الذين يتبنون هذا التوجه يستدلون على وقائع ما حدث في صيف 2004 حين داهمت قوات امريكية مقرات احمد الجلبي وتم إتهامه بتسريب معلومات امريكية استخباراتية للجانب الايراني تهدد سلامة وأمن القوات الامريكية. ومن بعدها صدرت مذكرة توقيف بحق احمد الجلبي سرعان ما تبخرت وطواها النسيان. هذا الطرح يضعفه الاستقبال الحافل لاحمد الجلبي والترحيب الحار الذي لاقاه في زيارته الاخيرة لواشنطن وليُظهر ان ما حصل في صيف 2004 كان على الارجح نوعا من التلميع الاعلامي للجلبي ولجعله مقبولا عند قطاع من شيعة العراق مما أهله وهو العلماني المتهم بجرائم نصب تمس الامانة والاستقامة للدخول تحت عباءة المرجعية وغطائها الشرعي في ما يسمى بالجمعية الوطنية. ربما يكون اقرب للمنطق ان الجلبي كان وما يزال اداة امريكية أُستخدمت لإختراق التجمعات الشيعية الموالية لإيران والمتحركة بأوامرها.
بدخولهم اللعبة السياسية واندفاعهم داخل اطر الاحتلال ورقصهم على الايقاع الامريكي فقد الكثير من شيعة ايران في العراق مصداقيتهم وصديقتهم وظهروا كتيار وصولي يسعى الى السلطة ولو كانت مقيدة او مزيفة على حساب المعلن من مبادئهم وعقائدهم وشعاراتهم. على الصعيد المحلي استطاع شيعة ايران ان يلعبوا على اوتار جذبت انتباه واهتمام قطاع عريض من العراقيين المنتمين للمذهب الشيعي وذلك بإستخدامهم المرجعية والتي لها احترامها ومكانتها في صفوف المقلدين وعزفهم المتواصل للبكائيات واللطميات حول انتهاكات حقوق الانسان والمقابر الجماعية للنظام السابق والتي تتكشف في توقيتات عجيبة لخدمة أغراض سياسية كما يبدو. دخل شيعة ايران اللعبة الانتخابية تحت مظلة الاحتلال وفي حدود خيمته وكان الشعار الرئيسي لهم إضافة الى صور السيستاني "لخروج الاحتلال صوت للائتلاف". ونظرا لمقاطعة السنة وتيارات كبيرة من الوطنيين الشيعة انتخابات يناير استطاعت قائمة الائتلاف تحقيق انتصار كبير كما ظهر من الوهلة الاولى. وبكل الاحوال فقد تغير وبسرعة قياسية شعارهم الداعي لإخراج الاحتلال إلى ضرورة بقائه نظرا للحاجة إليه بل وذهب بعض رموز التيار الايراني أبعد من ذلك بكثير بالتحذير من الاعلان عن جدول انسحاب امريكي من العراق مما يشكل انتصارا للارهابيين!! هنا تمرغ هذا التيار مرة أخرى بوحل النكوص عن المبادئ المعلنة وبدا في عيون الكثير من العراقيين ليس مناصرا وداعما للاحتلال فحسب, بل تابعا وظلا له.
دخل تيار شيعة ايران الى السلطة شرّها في غنائمها وقد انتشى بخمرها التي ادارات رأسه واطاحت بأخلاقياته المزعومة. وبدأت عملية اساءة استخدام السلطة واضحة وفاضحة وخرجت روائح الفساد الاداري والمالي تزكم الانوف وتثير مشاعر الغثيان. فشلت حكومة الاحتلال في كل شئ, في نشر الامان او إعادة الخدمات الاساسية للمواطن المطحون وتعاملت مع ارواح وأنفس العراقيين بإستهانة عجيبة كما حصل في مأساة جسر الائمة وغيرها, النجاح الوحيد الذي تحقق على يد الحكومة هو في تحقيق معجزة تمني قطاع عريض من الشعب العراقي وحنينه لعودة الدكتاتورية السابقة والتي أضحت امرا حميدا مقارنة بالسرطان الايراني المنتشر بالخلايا العراقية. وعلا الحديث وتكاثرت الروايات عن انتهاكات كبيرة في حقوق الانسان تتم على ايدي أجهزة الامن والتي سيطرت عليها ميليشيات بدر ايرانية الانتماء والولاء والتي عاثت في ارض العراق فساد وإفسادا. إلى أن جاءت قضية معتقل الجادرية والتي أقتحمته القوات الامريكية ولتكشف وعلى الملأ أساليب واخلاقيات التيار الايراني في العراق. كانت الصدمة كبيرة على ذلك التيار والذي خرج أحد رموزه صولاغ مرتبكا ومترددا في مؤتمر صحافي وليعترف على العلن بمسائل التعذيب زاعما أنها محدودة وضيقة وانها طالت عتاة الارهابيين على زعمه, مما استلزم ردا صارما من الناطق الامريكي والذي أكد الواقعة الموثقة. واحتار شيعة ايران وتحيّروا فقد ارتكبت القوات الامريكية انتهاكات كثيرة غير انهم لا يستطيعون محاججتها وعتابها على فضحهم, اولا لإن ما يحق للقوات الامريكية لايحق لغيرها فهم الاسياد ولجنودهم حصانة قضائية لا تتوفر حتى لوزارء حكومة الجعفري وثانيا لإن شيعة ايران لا يملكون جوابا على السؤال المحرج: لماذا صمتم على الانتهاكات الامريكية السابقة لحقوق الانسان ورضيتم بها من قبل؟
بتقديري فضائح السياسيين العراقيين الموالين لإيران الموثقة ستتوالى وستخرج على العلن تباعا, فضائح مالية وسياسية واخلاقية وربما تتكشف لنا علاقات بعضا منهم العضوية بمافيات الخطف والمخدرات القادمة من ايران. بفشلهم الاداري والذي زاد من تدهور الاحوال المعيشية والحياتية لعموم المواطنيين, وبتدهور شعبيتهم وانفضاح اساليبهم القمعية والوحشية وارتكابهم ما كان يرمون به النظام السابق –مما ادى الى ابتعاد المرجعية عنهم- تصبح مهمة الاتئلاف الانتخابية صعبة مما يمهد العودة القوية للتيار العلماني او ما يمكن تسميته شيعة امريكا بقيادة اياد العلاوي والذي ما خرج للسلطة الا ليعود اليها وبشكل اقوى واكثر رسوخا. وإذا استدعى الامور اللعب في نتائج الانتخابات القادمة وتشذيبها فلا بأس والامر قد جري من قبل ولن يستطيع شيعة ايران الاحتجاج وقد ارتضوا بمثل هذا العبث في الانتخابات السابقة وفي الاستفتاء على مسودة دستور تمزيق العراق. إذا صح هذا التحليل تكون امريكا قد نجحت في ترويض شيعة ايران وتقليم اظافرهم ونزع انيابهم وحشرهم في قفص الاحتلال.
كندا



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ! اللبواني والدولة السورية...بين المس بالهيبة ومشاعر الخيبة
- بشار الاسد...رئيس واهم ام حالم
- فرنسا ...وحصاد الهشيم
- جنود امريكيون: إحراق الجثث على أنغام الموسيقى
- الوزير صولاغ إذ يمتدح السياسة السعودية
- العراق الامريكي الجديد... والكوميديا السوداء
- إعصار كاترينا يعصف ببوش وإدارته
- أطفال العراق الجديد وتجارة الجنس البغيض
- إسلام قس ايطالي...وثقافة الخزعبلات
- العراق الجديد: تجارة الرقيق الابيض في العهد الاسود
- -بين كرازي وقادة -العراق الجديد
- الخادمة الاندونيسية شاهدة على انهيارنا الاخلاقي
- هل يعين مبارك شعبولا نائبا له؟
- الانظمة العربية..بين الاصلاح الامريكي والسلام العبري
- الانتخابات العراقية...باطلة وبالثلاثة
- قراءة في مقال لبثينة شعبان حول التعذيب
- التايم تختار ماهر عرار ..الشخصية الكندية لعام 2004
- المأساة الآسيوية..والدور العربي
- الضغوط على سورية...كيف السبيل؟؟
- الاحتلال الامريكي...هل دخل مرحلة التداعي؟ !


المزيد.....




- الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
- كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا ...
- شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
- -حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم ...
- وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
- إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط ...
- ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر سعد - العراق: هل سقط شيعة ايران في الفخ الامريكي؟