|
مرة أخري.. مرارتنا اتفأعت
عمرو اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1383 - 2005 / 11 / 19 - 15:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا أعرف الجذور اللغوية لكلمة اتفأعت أو لماذا ننطق القاف ألف ولكن هذه الجملة تعبر في وجدان الشعب المصري عن عدم القدرة علي احتمال المزيد مما ينذر بالأنفجار .. فعلا الشعب المصري علي وشك أن تتفقع مرارته فالغلاء يعصف بالغلابة والغني يزداد غنا و الفقير يزداد فقرا والفساد يضرب بأطنابه اقتصادنا والشباب يفتقد الرؤية و الأمل في المستقبل.. و رغم ذلك نفس الوجوه كاتمة علي نفسنا منذ سنين طويلة في الوزارة و مجلس الشعب.. وهاهي نفس الوجوه تنجح مرة أخري في انتخابات 2005 رغم أنف الجميع .. هناك وزراء انتهي عمرهم الأفتراضي وثبت فشل سياسة وزاراتهم مرارا و تكرارا ورغم ذلك يحتفظون بمناصبهم كأنما مصر قد أصبحت عاقرا أن تنجب غيرهم وكذلك أعضاء مجلس الشعب فمعظمهم لم يتغيروا منذ سنين والسبب أن الحزب الوطني لا يعرف أن التجديد و التغيير هي سنة الحياة.. وهناك أجيال بالكامل لم تأخذ فرصتها في القيادة إلا القليل منها التي تجيد النفاق أو بالعامية مسح الجوخ. و فقدنا الأمل في الحصول علي الديمقراطية الحقة لأن الحكومة سمحت لنا بهامش من الحرية تعايرنا به وتذكرنا دائما أنها ممكن أن تحرمنا منه وكأنما الشعب هو مجموعة من البلهاء قد فرض عليهم الحزب الوطني الوصاية.. وعندما قررت الحكومة نتيجة للضغوط الخارجية قبل الداخلية أن تدير انتخابات تدعي انها ديمقراطية .. قررت أن تثبت للعالم أجمع أننا لا نعرف الا ديمقراطية البلطجة والرشاوي الانتخابية وأغمضت عينها عن القانون الذي يعتبر أن جماعة الاخوان جماعة محظورة وسمحت لهم بحرية الحركة واستخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية ونسقت معهم أو نسق فصيل من الحرس القديم داخل الحزب الوطني معهم ليحصلوا علي نسبة لا بأس بها في هذا الانتخابات في مقابل تأييدهم وعدم الترشح ضد الوجوه القديمة من الحزب .. ليستخدمهم النظام كفزاعة يخيف يها الغرب ويقول له هذا ماسيحدث إذا اقمنا انتخابات ديمقراطية ستوصل الي مقاعد الحكم الاسلاميين مع كل عدائهم للغرب والحرية والديمقراطية .. رغم ان الحكومة خالفت القانون والدستور بسماحها لجماعة الاخوان المحظورة دخول الانتخابات كأي فصيل سياسي أخر له شرعية قانونية .... مرارتنا اتفأعت فالوجوه هي الوجوه ومن يحتلوا المقاعد الأمامية لم يتغيروا منذ عقود تجدهم في مؤتمرات الحزب الوطني و مؤتمرات الأصلاح الديمقراطي وهي نفس الوجوه التي تقلبت من حتمية الأصلاح الأشتراكي الي حتمية الأصلاح الرأسمالي وهي تشارك الآن في حتمية الأصلاح الديمقراطي .. ولكنه اصلاح يضع في الأعتبار خصوصيتنا و يا حبذا لو تم تأجيله الي مابعد حل القضية الفلسطينية و القبض علي أسامة بن لادن و القضاء علي المتطرفين و يا حبذا بعد القضاء علي البلهارسيا والناموس و الهاموش أو استيراد شعب جديد من المريخ لا ينتخب الأسلاميين أن طبقنا الديمقراطية.. .. وأنا للحقيقة لا أشك أطلاقا في النوايا الحسنة للسيد جمال مبارك ولكني أقدم له نصيحة من أخ أكبر سنا أن يتخلص من حزب تصلب الشرايين المسمي مجازا الحزب الوطني ويكون حزبا جديدا لا يقبل عضوية من هو مولود قبل 1960 ( أنا غير صالح لعضويته) و ينزل الي الشعب و الشباب الحقيقي و عندها فقط قد يستطيع تحقيق ما قد يتمناه لمصر.. وعندها فقط قد لا توجد خطوط حمراء و لا صفراء. يا سادة أن الشعب المصري له الحق أن تنفقع مرارته لأنه عرف الديمقراطية قبل كثير من دول العالم قبل اليابان و كوريا و دول أوروبا الشرقية ثم نجد من يتعمد إثبات أنه غير مستعد للديمقراطية.. أن الشعب المصري يعرف مصلحته تماما و أن تركت له الحرية الحقيقية في الأختياردون بلطجة ورشاوي انتخابية وألاعيب سياسية وابتزاز لمشاعره الدينية .. سيختار من يحقق له مصلحته لا فرق في ذلك بين حامل الدكتوراه و بين أي فلاح بسيط في أي قرية نائية.. أن الشعب الذي استطاع أن يتعامل مع جميع أنواع الطغاة و لم ينهار .. واستطاع أن يتحمل جميع السياسات الأقتصادية الخاطئة للحكومات المتعاقبة ولم ينهار.. واستطاع أن يتحمل نهب ثرواته علي أيدي شركات توظيف الأموال و نواب القروض و رجال الأعمال ولم ينهار لهو أكثر شعوب الأرض معرفة لمصلحته .. وهو أكثر شعوب الأرض قدرة علي ممارسة الديمقراطية في أفضل صورها أن أتيحت له الفرصة الحقيقية .. أن الشعب المصري شعب وسطي متسامح محب للحياة و يحب من يقف الي جانب الغلابة.. ويحب من يحبه .. التاريخ يقول ذلك .. صبره طويل و مقاومته سلبية و ماكرة و لذلك لا ينهار ولكن ليحذر الجميع اللحظة اللي تتفقع فيها مرارته بجد فعندها فقط لا يمكن التكهن برد فعله و لعل المثال الواضح لذلك هو حرب 73 فقد اتفأعت مرارته من حالة اللا سلم و اللا حرب التي كان يعيشها والتجنيد الطويل المدة علي ضفة القناة و رؤية اليهود وهم يستمتعون بسيناء و القناة فكان أداؤه البطولي في الحرب الذي فاجأ الجميع. أننا نحتاج فريق من الجراحين المهرة لأستئصال المرارة للشعب المصري قبل أن تتقيح و تنفجر فالمسكنات و المضادات الحيوية أصبحت غير ذات جدوي.. فمرارة الشعب علي وشك أن تتفقع وساعتها لا يمكن توقع النتائج فسنكون جميعا خاسرين حكاما و محكومين ...
#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القاتل الحقيقي
-
دعوة للتمرد .. ودعوة للحلم
-
عربي ده يا مرسي !!!!!..
-
ردا علي أنصار جماعة الاخوان المسلمين ..مرة أخري من منا لم يق
...
-
جماعة الاخوان المسلمين و إهانة الاسلام ..
-
الدين لله والوطن للجميع ..
-
هل هذا هو رأينا في رسول الله وأم المؤمنين ؟ ألا نخجل؟
-
الديمقراطية لماذا ؟ وما هي الليبرالية ؟
-
الدولة المدنية والدين الرسمي لها !!!..
-
سؤال لمرشحي الإخوان .. الاسلام هو الحل.. عن أي حل تتحدثون؟
-
عندما يلبس الشيطان ثوب الله
-
كسب أبو هريرة وخسر عمر
-
فقهاء السلطة ودورهم في الأستبداد
-
هل الله هو المسئول ؟
-
متي ستبلغ مجتمعاتنا سن الرشد ؟
-
تهافت التهافت
-
سيدي الرئيس .. فلتحيي السنة
-
الخوارج .. ما أشبه اليوم بالبارحة
-
فشل التطبيق أم النظرية.. دعوة للنقاش الحر
-
لكي تكون مسلما !!!!
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|