بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5103 - 2016 / 3 / 14 - 02:46
المحور:
القضية الكردية
يبدو أن منظومة العمال الكوردستاني ومشروعها السياسي في روج آفاي كوردستان، باتت هاجساً للكثير من السياسيين والمثقفين العرب، قبل الترك، ومنهم صديق قديم لتلك المنظومة نفسها والذي يعترف بلسانه؛ بأنه كان ضيفاً مداوماً على قناتهم التلفزيوينة "روج" .. ونقصد بالمعلومة؛ الكاتب والسياسي اليساري والشيوعي القديم "عبد الرزاق عيد" حيث باتت القضية الكوردية هاجساً يؤرق الرجل وفكره العروبي السني، فهو من موقف معادي ينتقل لآخر وإن كان يغلفها بإيحاءات وتهويمات مخادعة وبأنه يعادي مشروع العمال الكوردستاني الـ(داعشي بطعم القومجية الكردية البككية) وذلك على حد تعبيره السياسي وفي إحدى (فزلكاته العبقرية) الأخيرة؛ "هل الأكراد البيككيون (ب=ي=د) سوريون؟؟؟؟" والمنشورة على صفحته الفيسبوكية يوم أمس.
حيث يقول د.عبد الرزاق عيد في منشوره السابق ما يلي: "خلال مقالاتنا السابقة التي عرينا فيها عمالة البيكيكي للمخابرات الأسدية، وتساءلنا مستنكرين على الروس انحيازهم الغبي والوقح مع عصابات ميليشية من البي كيكي كتمثيل للكورد ، وتجاهلهم للحركة الوطنية الكردية التي كانت منخرطة بالثورة ككرد سوريين وطنيين، وليس ككرد أجانب كالبي كيكي، فاستنكرعلينا الكثيرون، كيف نعتبر البيكيكي أجانب ؟؟؟؟"
ويضيف "منذ عدة سنوات، قبل التكشف العلني الصريح عن عمالة (البيكيكي) للنظام الأسدي، تقدم رجل كردي مني في ساحة التظاهرات بباريس، وهو في مثل عمري، أي ليس شابا هائجا بسعار قومجي (داعشي بطعم القومجية الكردية البككية)، كما كنا نحن شباب العرب في زمن الستينات قبل هزيمة (حزيران ) 1967 ... قدم الرجل نفسه: بأنه من البيكيكي، وكنا في مرحلة الصداقة معهم ونشاركهم على قناتهم الفضائية (روج )، وذلك قبل انفضاح عمالتهم الارتزاقية للاسدية، قال لي وكأنه يريد مزيدا من (التمويه والتضليل): بأننا الكرد نشعر بتقصيرنا نحو (أخوتنا السوريين) في المشاركة بالثورة ...فقلت له: وهل حضرتك غير سوري، فقال: لا إنه من روج آفا ...وكنت أول مرة اسمع بهذه التسمية، فقلت مازحا، وهل هذه الروج آفا تقع في مناطق (القوقاز )؟؟؟".
إننا ومن خلال نظرة سريعة لمقالة السيد عيد؛ نلاحظ بدايةً تلك الأنا الذاتوية المتضخمة لدى الرجل والتي تذكرنا بمرض المثقفين واليساريين الطفوليين في إمتلاكهم لكل الحقيقة حيث يستنكر (على الروس انحيازهم الغبي والوقح مع عصابات ميليشية من البي كيكي كتمثيل للكورد) يعني بات عيد أكثر فهماً وإدراكاً للمصالح الروسية من كل القيادات ومراكز الدراسات والأبحاث الروسية في رسم الإستراتيجيات السياسية لبلدهم وبالتالي ليس عليهم _أي الروس_ إلا أن يأتوا للسيد عيد لكي يستشيروه في قضاياهم وتحالفاتهم السياسية .. وهكذا، فليس على روسيا "دولةً وحكومة" إلا أن توفر كل تلك الأموال والطاقات البشرية الروسية في مجالات أخرى وتكتفي بالسيد عيد مستشاراً ربانياً ووحياً سياسياً للسيد بوتين والقيادة الروسية.
أما القضية الأكثر إشكالية في المقطع السابق من مقالة عيد؛ هو كذبه الفاضح حول قضية تعريته لـ(عمالة البيكيكي للمخابرات الأسدية) وذلك في قوله: "كنا في مرحلة الصداقة معهم ونشاركهم على قناتهم الفضائية (روج )، وذلك قبل انفضاح عمالتهم الارتزاقية للاسدية" حيث يكذب هنا بطريقة مأساوية فاضحة، بل بطريقة بائسة وهو يعلم علم اليقين بأنه كاذب ولن يصدقه أحد، بل أعتقد جازماً بأن هو نفسه لم يصدق كذبته تلك حيث الكل على علم بعلاقة حزب العمال الكوردستاني مع النظام السوري وذلك قبل أن تضغط تركيا على النظام السوري بإخراج السيد أوجلان من سوريا وقبل إطلالة عيد على قناتهم بأزمنة طويلة، فكيف فضحهم السيد عيد؛ هل على قناة (روج) والتي كان ضيفاً مداوماً في بدايات الثورة السورية مع أن أي مبتدأ بالسياسة كان يعرف بعلاقة منظومة العمال الكوردستاني بسوريا منذ الثمانينات وليس قبل (إكتشاف السيد عيد) مؤخراً.
وهنا يحق لنا سؤال السيد عيد؛ هل هو النفاق السياسي والإرتزاق كان يدفعك لأن تكون ضيفاً على قناتهم وأنت تعلم بـ(عمالتهم) للنظام السوري، أم أن غباؤك السياسي هو الذي أوقعك في هذه الكوميديا الفاضحة لإكتشافاتك الأخيرة.. وبالتالي فهي واحدة من إثنتين؛ إما إنك تكذب وتنافق وكنت مرتزقاً عليهم وعلى قناتهم وأنت تعلم بـ(عملاتهم للنظام السوري) أو إنك كنت تشاركهم في تلك (العمالة) للنظام السوري مع العلم إن في السياسية لا عمالة، بل مصالح سياسية وإن منظومة العمال الكوردستاني تحاول أن تستفيد من كل الأطراف حتى بما فيها المعادية وذلك في سبيل إنجاح مشروعه السياسي كأي منظومة سياسية نضالية وأنت تقر بأن لهم مشروعهم (القومجي الكردي) وبالتالي فإن مناهضتك للمنظومة بعد أن توضحت لكم بأن لها مشروعها السياسي القومي وليس فقط اليساري والذي كنتم تأملون أن يكون خادماً لمشروعكم القوموي الإسلاموي.
لكن ونتيجةً لحقدك وأزمتك النفسية وهلوساتك السياسية، فما تكاد تخرج من ورطة لتدخل نفسك في ورطة أكبر منها وذلك عندما لا تقدر أن تميز بين أن يكون المرء أجنبياً لا ينتمي لوطن وبين أن يكون له وطناً وإنتماءً وطنياً مختلفاً حيث وبكل غباء وحماقة سياسية تحاول أن تغير من معاني ودلالات ما قاله أحد الإخوة الكورد في مظاهرة باريس وذلك عندما تكتب على لسان ذاك الكوردي؛ "تقدم رجل كردي مني في ساحة التظاهرات بباريس، وهو في مثل عمري، أي ليس شابا هائجا بسعار قومجي (داعشي بطعم القومجية الكردية البككية)، كما كنا نحن شباب العرب في زمن الستينات قبل هزيمة (حزيران ) 1967 ... قدم الرجل نفسه: بأنه من البيكيكي، وكنا في مرحلة الصداقة معهم ونشاركهم على قناتهم الفضائية (روج )، وذلك قبل انفضاح عمالتهم الارتزاقية للاسدية، قال لي وكأنه يريد مزيدا من (التمويه والتضليل): بأننا الكرد نشعر بتقصيرنا نحو (أخوتنا السوريين) في المشاركة بالثورة ...فقلت له: وهل حضرتك غير سوري، فقال: لا إنه من روج آفا ...وكنت أول مرة اسمع بهذه التسمية، فقلت مازحا، وهل هذه الروج آفا تقع في مناطق (القوقاز )؟؟؟". لا يا سيد عيد إنها لا تقع في بلد (القوقاز)، بل في جغرافية كوردستان المحتلة من سوريا وعليك أن تسأل اسيادك في إستانبول أو باريس ولندن وسوف يدلونك على لوزان.
لكن السيد عيد لا يكتفي بما سبق، بل يوضح وجهة نظره إلى المشروع السياسي للعمال الكوردستاني من خلال قراءته التالية: "إذن لسنا نحن من نعتبر (البي كيكي ) أجانب..!! بل هم يعتبرون أنفسهم غير سوريين، وأنهم من (روج أفا واق الواق بلاد العجائب)، والعجيب في الأمر أنهم لا يعتبرهم أحد كـأكراد سوريين سوى الروس، ورئيسهم حوراني ألقاه أبطال حوران وثوارها في مزابلهم فالتقطه، البيككيون ورآسوه عليهم في قمة مزبلتهم الفاشية (البعثية كرديا)، ليكتسبوا حسب روسيا صفة التمثيل الكردي السوري ....وعلى كل حال ما كانوا سيجدون في سوريا واحدا يمكن أن يكون على شاكلتهم (تسفلا) سوى هذا اللقيط من قمامة حوران ...". إننا لن نرد عليك بأسلوبك (المتسفل) لكن فقط نود أن نذكرك بأنك كنت ضيفاً يومياً على (مزبلتهم) _وأرجو الإعتذار من الإخوة في قناة روج؛ حيث وضعت تعبيره السافل بين قوسين_ وأما وبخصوص مصطلح "روج آفا" فإن الأدق ولعلمك؛ هو روج آفاي كوردستان أو إقليم كوردستان الملحق بالدولة السورية وهو ليس في (واق الواق أو بلاد العجائب) ولن تكون في سوريا أيضاً، بل في دولة كوردستان الحرة المستقلة.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟