المبادرات التطوعية في ظل الانقسام الفلسطيني

شيرين الضاني

الحوار المتمدن-العدد: 5102 - 2016 / 3 / 13 - 21:22
المحور: القضية الفلسطينية
    

يكمن الدافع للمبادرات التطوعية في فطرة كل إنسان لإشباع حاجاته النفسية والاجتماعية المتعلقة بالحافزية والدافعية للتطوع والتفاعل الاجتماعي؛ فهناك دوافع داخلية وأخرى خارجية تحث الإنسان على المبادرة والتطوع وفعل الخير، ومن الدوافع الداخلية مثلاً (حب الخير، الشعور بالرضا عن الذات، والبحث عن المتعة من خلال الأنشطة المختلفة والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين... الخ)، ومن الدوافع الخارجية (الرغبة في الإنجاز والإنتاج، والحصول على التعزيز والتحفيز سواء كان لفظي أو معنوي أو بأشكاله المختلفة من خلال ما يقدمه الإنسان لمجتمعه وللآخرين، والرغبة في الانخراط بالمؤسسات المجتمعية والتعرف عليها، والحاجة إلى قضاء وقت الفراغ بالتسلية والمشاركة بالأنشطة والفعاليات ضمن المبادرات، والرغبة في اكتساب مهارات الاتصال والتواصل والعمل الجماعي، وادارة الوقت، والتعبير عن الذات، والتنظيم، وغير ذلك من المهارات المتنوعة).
وتشير العديد من الأدبيات المتعلقة بالعمل التطوعي إلى أن التوجه إلى العمل التطوعي يزداد في أي مجتمع في حالات الكوارث وعند تعرض المجتمع إلى الأزمات المختلفة، وبذلك يمكن أن نفسر ما نلاحظه في قطاع غزة من ازدياد في توجه الشباب نحو المبادرات التطوعية، خاصة في ظل ما نلحظ من ضعف في الانتماءات الوطنية، وتشتت للهوية الوطنية، وانعدام الثقة في الحكومات والتنظيمات السياسية الفلسطينية الناجم عن حالة التشرذم والانقسام السياسي الداخلي.
في ظل ما يمر به المجتمع الفلسطيني عموماً وقطاع غزة خصوصاً، من حالات تشرذم، وتفتت، وانعزالية، وانحلال أخلاقي وقيمي، تزداد حاجة مجتمعنا لهذه المبادرات الشبابية التطوعية التي تعتبر أحد أهم ركائز استقرار حالة الشباب والمجتمع، كما أنها تعتبر أحد أهم السُبل العلاجية والوقائية من انزلاق الشباب في مستنقعات الانحراف السلوكي، وهي قناة هامة بين الشباب ومجتمعهم المحلي يستطيع الشباب من خلالها تقديم الخدمات المختلفة لمجتمعهم وتترك له فرصة النمو والتطور، وإن كان بشكل محدود. كما تكمن أهمية المبادرات الشبابية في تعزيز قيم الانتماء والتعاون والتطوع للحفاظ على ما تبقى من قيم نبيلة لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض بفقدانه إياها.
ومن المفيد هنا أن نتوجه ببعض التوصيات لكل من جهازي الإعلام والتعليم في قطاع غزة لحثهم على تسليط الضوء على المفاهيم والقيم الأخلاقية التي تحث على الانتماء الوطني، والعطاء، والاحترام، والتعاون، وغيرها من القيم النبيلة التي كادت أن تتلاشى في مجتمعنا الفلسطيني، وكذلك التركيز على البرامج النوعية الخاصة بالعمل التطوعي والمبادرات التطوعية لخدمة المجتمع بمختلف شرائحه.

#شيرين_الضاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات