أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سمير عادل - الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية















المزيد.....

الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5102 - 2016 / 3 / 13 - 21:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كل من يعتقد، ان الخلاص من الفوضى السياسية والامنية والازمة الاقتصادية، سيأتي في ظل سلطة الاسلام السياسي، ويراهن ويعول عليه، فأنه قرر بمحض ارادته، وللعام التاسع على التوالي، ان يسجل اسمه في سجل تاريخ "الاذكياء" في العالم، ويستحق بجدارة جائزة نوبل "للمبدعين".
ثلاثة مشاهد سياسية، في العراق وفي المنطقة، توضح بشكل جلي، لا يمكن تحقيق الاستقرار السياسي وانهاء الفوضى الامنية وتحقيق الرفاه، دون اسقاط الاسلام السياسي من السلطة او تحجيم دوره. وان اية مساومة او تواطئ مع هذا الهدف، لا يعني غير تكبيل الجماهير، وتحويلهم الى عبيد، او تقديمهم قرابين على مذبح استمرار سلطة الاسلام السياسي.
المشهد الاول، الفارق بين البرنامج الحكومي الجديد الذي يقدمه العبادي اليوم لتشكيل حكومة تكنوقراط، وبين برنامجه في عيد تشكيل حكومته الاولى قبل أكثر سنة ونصف، هو ان داعش قضم ثلث مساحة العراق آنذاك، وافرغ منها اكثر من اربعة ملايين شخص. اما اليوم، فالأزمة الاقتصادية ابتلعت ميزانية العراق وافرغت جيوب ٧-;- ملايين من العمال والموظفين. وفي كلا البرنامجين، لم يأت العبادي بشيء جديد. وإذا استثنينا بند اعادة النازحين ومحاربة داعش من البرامج الحكومية للعبادي، فنجدها نسخة منقحة لبرنامج المالكي في ولايته الثانية، وطبق الاصل لبرنامج مقتدى الصدر الذي اقام الدنيا ولم يقعدها، وكأنه اكتشف سر الحياة.
ان الازمة السياسية في العراق، هي عضوية، وتكمن في الاسلام السياسي نفسه، الذي اثبت انه غير قادر على ادارة السلطة في العراق، وفشل خلال عشرة سنوات من الحكم. واليوم يعيش أحلك ايامه في ظل ازمتين اقتصادية وسياسية. وخلال هذه السنوات لم يطرح اكثر من البديل السياسي الطائفي، ولا يملك غيره في ادارة السلطة في العراق.
والمشهد السياسي الثاني، هو ما توصلت اليها السلطتين الاسلامية في تركيا "السنية" وايران "الشيعية" من اتفاقية، وانهاء اجواء التوتر، ورفع مستوى التبادل التجاري بينهما الى ٣-;-٠-;- مليار دولار سنويا. وليس هذا فحسب بل صرح قادتهما بأنهما يمثلان الاسلام المعتدل في العالم، وكأنهما يحاولان اما التغابي او تحميق الاخرين، بأنهم ليسوا من قدموا كل اشكال الدعم للجماعات الاسلامية، بدء من جبهة النصرة واحرار الشام وداعش والمليشيات الشيعية المنضوية تحت مظلة الحشد الشعبي. او ان ضمائرهم صحت، ويريدون اعلان البراءة من عمليات القتل الطائفي على الهوية في كل من سوية والعراق. وخلال الاربع سنوات الفائتة، وتحديدا منذ السعي المحموم، لإجهاض الثورتين المصرية والتونسية، استخدموا الأيديلوجية الطائفية في تقسيم المجتمعات، وتسميمها، وبدعم ومساندة الغرب وبقيادة الولايات المتحدة الامريكية. واليوم وبعد التأكد من ان الثورتين ونسيمهما، قد الحق بهما الهزيمة، يعود الاسلامان، ويتحدان من جديد، ويتحولان بين ليلة وضحاها الى اسلام معتدل. ليصرح بعد ذلك وزير الخارجية الامريكي جون كيري من السعودية وفي لقاءه ملكها سلمان، بأنه ان الاوان لينتهي الصراع في سورية واليمن.
اما المشهد الثالث، ما حدث قبل ايام، في اجتماع لوزراء خارجية العرب في الجامعة العربية، عندما ترك الوفد السعودي الاجتماع احتجاجا على كلمة ابراهيم الجعفري، التي وصف فيها المسؤولين في السعودية بالإرهابيين، حيث قال ان حزب الله اللبناني والحشد الشعبي حفظ كرامة العرب، ومن يصفهما بالإرهابين فهم ارهابيين. والحق يقال بأن الجعفري، ولأول مرة، يتفوه بكلمات مفهومة لها دلالتها، منذ توليه منصب وزير خارجية العراق. فالجامعة العربية، بالرغم انها مؤسسة فاشلة وفاسدة، ولعبت دورا رجعيا طوال تاريخها، وكانت اداة بيد الحكومات القومية العربية في تجميل وجهها القبيح، وتبيض صفحاتها المليئة، بالانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان، وخنق الحريات وافقار المجتمع، لكنها اكتفت ان تكون منبرا دعائيا للقومية العربية، منذ تمريرها للسياسة الامريكية في اسقاط نظام صدام، وانتهاء بطرد ممثل النظام السوري، ومنح مقعده للمعارضة السورية المدعومة من قطر والسعودية وتركيا، الثالوث الاسلامي السني. ان الجعفري اعطى اللون والطعم والجديد للجامعة العربية، التي ولت فيها القومية العربية، وحل محلها الاسلام السياسي بألوانها الطائفية. بيد ان الميليشيات التي تحدث عنها الجعفري، لم تحفظ غير عروش حكام العرب وملوكهم. لان نفس تلك المليشيات وبالتعاون مع داعش واحرار الشام وجبهة النصرة والجيش الاسلامي وجيش الفتح، قتلت وشردت وهجرت، مئات الالوف من العرب والاكراد، والمسيحيين والايزيدين، ومن المصنفين الشيعة والسنة. ولو لا تلك الميليشيات والجماعات الارهابية، من كان يعرف او يتنبأ بان يوما سيأتي تكون فيه هويته الشخصية، قد تنفيه من الوجود الانساني، سواء مذبوحا، او يموت غرقا في مياه المتوسط، او خنقا في احدى الحاويات النقل.
ان المشاهد السياسية الانفة الذكر، تلقي بظلالها على المجريات السياسية في المنطقة، وتبين ان الحلقة المركزية اليوم في الصراع السياسي، هو الاسلام السياسي. وقد بينت السنوات الفائتة، ان الاسلام السياسي دون ميليشياته، ودون الة القتل، ودون الماكنة الطائفية، لا يمكن له الصمود والاستمرار. وليس فحسب بل الإسلام السياسي عندما يجد نفسه يغرق، لا يغرق وحده، بل يجر المجتمع ورائه، مثلما رأينا في افغانستان، وفي الرمادي، وسنرى المزيد في الموصل. وكما شاهدنا خلال الاشهر الفائتة، كيف بدء العبادي بجر ازمة التحالف الشيعي وسلطته الفاسدة على جماهير العراق، بسياسة استقطاعات رواتب العمال والموظفين والمتقاعدين، ولمسنا ايضا ان صراع الصدر مع بقية اجنحة التحالف الشيعي سيغرق المجتمع بالمزيد من الفوضى اذا لم يتحقق بديل مقتدى في ادارة ازمة سلطة الاسلام السياسي الشيعي.
ان النضال ضد الاسلام السياسي، والعمل على اسقاطه من السلطة في اية بقعة كانت او تحجيم دوره، ستلحق به الهزيمة، وستجر على بقية اجنحته والوانه الطائفية. فهزيمة داعش، او اسقاط سلطة الاسلام السياسي في العراق، او في إيران، او في تركيا، ستغير الوجه الانساني للمنطقة.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظاهرة الصدر واستعراض ميلشياته العسكرية في شوارع بغداد
- استحضار شبح روح (الوطن) بين مجلس محافظة الموصل والعبادي
- ألاعيب الاسلام السياسي الشيعي
- العاصفة وسط تحالف الاسلام السياسي الشيعي
- التغيير الوزاري وصمت المرجعية
- في العراق، ماذا وراء ازمة اسعار النفط
- اللاجئون، سياسة الغرب والاخلاق الحميدة
- غشاء البكارى بين الذكورية السافرة والهوس الجنسي- المثيولوجيا ...
- بين الحملة الايمانية والاسلمة
- المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية - المثي ...
- الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي - المثيولوج ...
- المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (3-6)
- تكريس العبودية الجنسية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (2-6 ...
- المثيلوجيا الجنسية في الاسلام (1-6)
- فذلكات حكومة العبادي الاقتصادية
- النمر طوق نجاة في المستنقع الطائفي
- رسالة ضد داعش السني وداعش الشيعي
- بمناسبة العام الجديد.. رسالة الى عمال النفط
- الحرامية والظلم الاجتماعي والبرلمان العراقي
- من مطرودين الى -قادة- احتجاجات!


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سمير عادل - الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية