أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - همام عبدالله علي - العراق بين تقشف المواطن ورفاهية المسؤول















المزيد.....

العراق بين تقشف المواطن ورفاهية المسؤول


همام عبدالله علي

الحوار المتمدن-العدد: 5102 - 2016 / 3 / 13 - 10:50
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


  يعاني الشعب العراقي اليوم بكافة اطيافه ومكوناته من ازمةٍ اقتصاديةٍ هالكةٍ ؛ بسبب الاجراءات التقشفية التي اتبعتها الحكومة العراقية بإقرار البرلمان العراقي لموازنة 2016 المالية التي شددت على ضغط النفقات وزيادة الايرادات بفرض الضرائب والرسوم وجباية الاموال من الوزارات لمختلف الخدمات المقدمة للمواطنين بهدف تعزيز الايرادات غير النفطية، فلما اتبعت الحكومة هذه الاجراءات التقشفية ؟ وهل تم تطبيقها على المواطنين والمسؤولين على حدٍ سواء ؟ أم طبقت بانتقائية وازدواجية؟ كلنا يعلم أن تدهور اسعار النفط في الاسواق العالمية وتراجعه إلى مستويات غير مسبوقة _ بسبب تخمة المعروض _ منذ منتصف 2014 وحتى اذار 2016 وتوقع استمرار انخفاضه، يعلم الكثير ان هذا الانخفاض قد القى بضلاله على الاقتصاد العراقي والايرادات المالية العراقية؛ لكون العراق بلد ذي اقتصاد ريعي احادي الجانب يعتمد في موازنته على الايرادات النفطية ، فبسبب هذا الانخفاض تراجعت الايرادات المالية للعراق عن تغطية نفقاته إلى درجة هددت معها قدرة الحكومة على دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين فأصيبت موازنة العراق بعجزٍ كبير وقياسي عالمياً. وفي مواجهة ذلك قررت الحكومة خفض الرواتب والمخصصات للموظفين فشهد الشارع العراقي مظاهرات عارمة في عموم البلاد اضطرت الحكومة التراجع عن قرارها والاعلان ان الرواتب والمخصصات خط أحمر والحكومة ملزمة بتوفيرها، فهل كانت فعلاً خط أحمر أم أخضر ؟ وبعد دخول موازنة 2016 حيز التنفيذ شرعت الحكومة بتنفيذ مجموعة من الاجراءات وفرض الرسوم والضرائب وجمع جبايات من المواطنين نظيراً لمختلف الخدمات المقدمة لهم ، وكان لوزارة الصحة السبق في ذلك إذ قررت رفع اجور الخدمات الطبية من تذاكر وعلاج وعمليات جراحية بل وفرضت رسوم حتى على المعافى الذي يزور مريضاً . لتسهم في قطع عرى التواصل الاجتماعي. وابعتها وزارتي التربية والتعليم اللتين فرضتا رسوم على بعض الخدمات التعليمية والتربوية مثل سحب الوثائق وكتب التأييد والامتحانات للدور الثالث وغيرها من الخدمات، فضلاً عن بقية الوزارات التي باتت تجبي الاموال من المواطنين نظير خدماتها لهم بأسعار اعلى بكثير منها في السابق. كما ان رواتب الموظفين والمتقاعدين لم تبقى على حالها؛ إذ طبق سلم رواتب جديد استقطع من رواتب الدرجات العليا (1،2،3) كما فرضت ضريبة دخل عليهم وعلى غيرهم من الموظفين، وفي شهر شباط 2016 شرعت الدوائر بتنفيذ قرار استقطاع 3% من اجمالي الراتب _ وبأثر رجعي على ان يستمر العمل به كل هذا العام _ بذريعة تخصيص مبالغ الاستقطاع للحشد الشعبي والنازحين وفرضت استقطاعات اخرى مثل صندوق دعم وزارة التربية وغيرها ليعبر بذلك مجموع الاستقطاع نسبة 10% من اجمالي رواتب الموظفين والمتقاعدين فضلاً عن الاستقطاعات المرتفعة التي شملت موظفي الدرجات (1-3) وفقاً لسلم الرواتب، وبذلك تكون الحكومة قد قللت من دخل المواطن من خلال الاستقطاع التدريجي وسحبت جزء من دخله المتاح للانفاق من خلال دفعه للضرائب والرسوم نظيراً للخدمات الصحية والتعليمية والبلدية وغيرها، أي أن الحكومة تعاملت مع المواطن وفقاً للقول : ( انطيك باليمنى واسحبهن باليسرة ) فالراتب لم يعد كله متاح للانفاق كما في السابق بسبب زيادة مبالغ الضرائب والرسوم فضلاً عن الاستقطاعات مما قلل بالتالي من القدرة الشرائية للمواطن العراقي.  والعجيب والغريب بل المريب في الأمر أن كل من الحشد الشعبي والنازحين لم يستفيدوا بعد من مبالغ الاستقطاعات ، والكثير من المواطنين تتأخر رواتبهم سيما موظفي نينوى النازحين داخل العراق كالتربية والصحة والداخلية ، وموظفي اقليم كردستان دون رواتب منذ اكثر من اربعة اشهر دون ان تحرك جدي من الحكومة المركزية تجاههم. والادهى من ذلك والأمر بل قل ان الطامة الكبرى تكمن في كون ان السادة النواب والوزراء والرئاسات الثلاث لم تطبق عليهم هذه الاجراءات التقشفية ولازالوا ينعمون بالترف والرفاهية كيف لا وهم طبقاتنا العليا !! فبالرغم من صعوبة وضعنا المالي الحرج يستأجر رئيس الوزراء حيدر العبادي طائرة خاصة بمبلغ مليون ونصف الملون دولار وفقاً لما كشفته النائبة حنان الفتلاوي استناداً إلى كتب من وزارة النقل تشتمل على كشوفات بمبالغ ايجار الطائرات الخاصة لمسؤولي العراق وقالت ان تكاليف ايجار الطائرة الخاصة للمسؤول العراقي تتراوح بين 800 مليون دولار وبين مليون ونصف مليون دولار، فمسؤولينا لا يتنازلون للحجز على الدرجات السياحية او غيرها كما يفعل رؤساء بعض الدول الذين يستقلون طائرات الشحن او النقل العام لأغراض السفر تقليلاً للإنفاق، كما تحدثت الفتلاوي عن مسؤول سافر لإيفاد مصطحباً معه 84 شخص دون مراعاة التقشف في ذلك ولم يكذب الخبر من اية جهة. كما تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي وموقع شفق نيوز الاخباري، خبراً يؤكد قيام العبادي بإيقاف رواتب البرلمان العراقي؛ بسبب عدم التزامهم بالتخفيض الذي اقره مجلس الوزراء حول رواتب الرئاسات الثلاث في ايلول 2015 والقاضي بتخفيض رواتب مجلس النواب بنسبة 45% ، وكشف مصدر لشفق نيوز أن العبادي اوعز لوزارة المالية بإيقاف صرف رواتب ومخصصات البرلمان من نواب ومستشارين ومديرين عامين وموظفين وحتى الحمايات بسبب عدم التزامهم بالتخفيض وتحايلهم على القانون، بينما التزم مجلس الوزراء والامانة العامة له بالتخفيض، ولم يلتزم البرلمان ان لهم موازنة خاصة بهم ، إلا أن العبادي اوقف صرف رواتبهم بصفته وزيراً للمالية وكالةً الأن، وحالياً رواتب البرلمان كلها متوقفة لحين استرجاع ما تقاضوه خلافاً للقانون وبأثر رجعي وتقليص حماياتهم وفقاً لشفق نيوز وصفحات دعم العبادي على الفيس بوك. وعلى صعيد اخر استمر المسؤولين في إيفاداتهم وسفراتهم وعقد المؤتمرات والندوات فضلاً عن الحفلات التي جل ما يقال عنها انها باب من ابواب الصرف والهدر للمال العام دون جدوى تذكر! فهل هذه هي عدالتكم ايها المسؤولين؟ واين تقشفكم انتم؟ لما تطلبون من المواطن التقشف لدرجة الطلب من عدم اكل النستلة واقناعه بالعيش بثلاثين الف دينار فقط ولا تتقشفون انتم واسركم ؟ كيف تحثون المواطن على التقشف وتنسون انفسكم ؟ إلى متى تبقون في رفاهيتكم ؟ أيها الفاسدون اجمعوا اشيائكم وانصرفوا فقد آن الاوان لكي تنصرفوا .....                               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   *  همام عبدالله علي السليم : كاتب وباحث وخبير اقتصادي عراقي.



#همام_عبدالله_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط نينوى وتداعياته على مدن العراق كافة .
- الانفلات الأمني المناطقي في العراق ، هل تستحق الولاية الثالث ...
- قراءة تأملية في مستقبل التحالفات العراقية.
- الأمن القومي العربي والتوازن الاقليمي بعد احتلال العراق
- قانون استبدال اعضاء مجلس النواب رقم (6) لسنة 2006 المعدل، يص ...
- نظرية الفوضى الخلاقة الأمريكية حيال المنطقة العربية.
- الانتفاضات العربية الراهنة ونتائجها المحتملة
- نداء لوزير التربية من اولياء أمور الطلبة في نينوى
- أكذوبة الانسحاب الأمريكي من العراق والأزمات المترشحة عنها!!
- الوحدة العربية بعد ربيع ثورات العرب، تساؤلات تحتاج إلى من يج ...
- ربيع الثورات العربية الراهن يذكرنا بالثورة العربية الكبرى 19 ...
- الترشيق الحكومي في العراق إصلاح للأوضاع أم تشتيت للآراء ومضي ...


المزيد.....




- السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت ...
- وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا ...
- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
- السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب ...
- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - همام عبدالله علي - العراق بين تقشف المواطن ورفاهية المسؤول