أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حمزه الجناحي - فقراء العراق لايحتاجون لنصيحتكم .















المزيد.....

فقراء العراق لايحتاجون لنصيحتكم .


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 5101 - 2016 / 3 / 12 - 23:01
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الحقيقة أني لا الوم هؤلاء الرجال الطارئين على السياسة او بالاحرى الطارئين على تركيبة ومقدرة المواطن العراقي وعدم معرفتهم بتلك القدرة الابداعية للعراقيين ومن شتى الاماكن في العراق هؤلاء غادروا العراق ايام كانوا شبابا وانغمسوا مع الشعوب في بلدان العالم الاخر اوربا وايران وأمريكا غادروا العراق ولم يتصلوا بعد بأهله ولم يعرفوا كيف يعيش العراقيين وكيف استطاعوا ان يتجاوزا المحن ولم يكونوا على احتكاك بالواقع العراقي بمرارته وحلاوته وعندما عادوا هؤلاء عادوا وجدوا شعبا صابرا محتسبا لله بشؤونه شعبا مدبرا لا يهتم بهم ولا يعترف بإمكانياتهم وهو يراهم مجرد سياسيين جاءوا من أجل اشباع رغباتهم المادية وسرقة ما يستطيعون سرقته والعودة الى ما كانوا عليه دون الشعور بأدنى مسؤولية اتجاه أهلهم وأبناء بلدهم الاصلاء ..
الذي يمر به العراق اليوم ومنذ الاحداث بعد التغيير لم يكن الوضع السيئ الوحيد بل ما مر به أهل العراق منذ عقود كان من السوء والألم بمكان بموازاة ما يمر به اليوم وتلك الاوضاع اخرجت الى الواقع العراقي مجتمعا مثابرا مكافحا مقتدرا يستطيع أن يقارع الظروف بكل قهرها وحزنها وضغوطها فلم تكن الاحوال قبل ثلاثين عاما احوال ازهرية وايام مقمرة وفرح عارم يجتاح العراق ويجعل من ذالك المواطن مواطنا ناعما اتكاليا يعيش في بحبوحة من الامن والسلام والعيش الرغيد والاطمئنان من القادم بحلاوته وعدم كيه بنيران الجوع او الحرب او قلة الخوف او النوم الهادئ البعيد عن المنغصات وسهولة السفر والإطلاع واقتناء مايود اقتنائه كل هذا لم يمر على العراق ولا على مواطنيه منذ العام 1980 وليومنا هذا بل اصبح العراقي اشد حزنا من كل مامر عليه ..
ارسلت الامهات ابنائهن وأزواجهن قسرا الى حرب ضروس امتدت الى اكثر من ثمان سنوات اكلت من آمال العراقيين مالم تأكله اي احداث سابقا اكثر من مليون شابا وزوجا وابنا ذهب ضحية تلك الحرب بين مقتول ومفقود وأسير ومغيب واصبحت البيوت خاوية من الرجال لتتمركز تلك السيدات ويتبوأن مكان الرجل لترتيب احوال عوائلهن وبيوتهن ومعيشتهن ويتجاوزن مرارة العيش وبعد الكفيل وموت الابن والزوج والأخ لتصبح الحالة المأساوية ظاهرة في البيت العراقي ومن تلك الالام يجعل من العراقيين والعراقيات مبدعين يستطيعون تجاوز المحنة الاقتصادية وهم مرفوعي الراس ولم يفكروا يوما ان يصبحوا من عداد الشعوب المترفة بقدر حبهم واستطاعتهم عيش الكفاف وعدم الرضوخ الى الضغوط والانجراف وراء الملذات على حساب الشرف او مد اليد او الخروج عن الاعراف الاجتماعية ,,
لتبدأ المرحلة الاصعب في الحياة العراقية الا وهي مرحلة الحصار الاشد ايلاما وقسوة واشد وقعا على النفس العراقية قبل الجسد ليصبح العراقي مهما علا شأنه ووظيفته وتحصيله العلمي يحلم بالرغيف وبكيفية جلب قوت يومه فخرج الموظف والمهندس والمحامي والمدرس والكاسب الى الاسواق والى مناحي العمل بكل أنواعها ليستمر بالحياة وترك العمل الوظيفي الذي لم يوفر له لقمة العيش لأفواه ابنائه وهو يتقاضى 3000 دينار عراقي شهريا وسعر طبقة البيض الواحدة بثلاثة آلاف وخمسمائة دينار ولا يمكن أن يكون هذا الرقم من الراتب الا محض سخرية الحكومة آنذاك على ذقون ابنائها وبالتالي جعل من ذالك المجتمع أن يطلق الحكومة ووظائفها بلا رجعة ويخرج الى الشارع والى السوق والى المعامل والى الاراضي الزراعة ليبتدع ويخترع ويبتكر طرق لمعيشته يستطيع من خلالها ان يستمر بالمعيشة بعيدا عن كل الطرق الملتوية ويعيدا عن التقاليد المجتمعية واستطاع ولفترة أكثر من عشر سنوات ذالك المجتمع من الاباء والزوجات والأبناء ان يصبحوا اقتصاديين يستطيعون ان يوظفوا الظرف لمصلحتهم ويطوعوا المتوفر والممكن من أجل المعيشة والاستمرار وهي حالة لا يمكن أن يتجاوزها التاريخ ويكتب عن ابناء العراق في فترة التسعينات بأحرف من نور على تجاوزهم لمحنة لم يكن يستطيع أن يتجاوزها الا العراقيين فقط وبفخر ما بعده فخر ..
ومن صور تلك المرحلة القاسية وللتاريخ ايضا ليعرف ناصحو هذه المرحلة انهم لايعرفون عن العراقيين شيئا وان العراقيين يعرفون كيف يتعاملون مع الزمان ومع قسوته وتسلطه ويعرفون متى يتوقفون عن شراء الحلوى والنستلة والبيبسي والسكر والشاي وحتى اللحوم والدواجن ويعرفون ايضا كيف يتصرفون بالبطاقة التموينية ويبيعون مفرداتها ويعيشون بسلام من تلك الصور وللتاريخ كما اسلفنا ..
ان احدى الامهات في فترة الحصار لاتملك غطاء لتدفئة ابنائها الثلاث لا بطانيات ولا بسط ولا فرش وتملك في بيتها نخلتان ومن سعف تلك النخلتان استطاعت أن تحوك لأبنائها الثلاث اغطية اسطوانية من السعف وتدخل ابنائها في تلك الاغطية وتضع فوق كل واحد منهما ما تيسر من قطع الاقمشة البالية وتغلق على ابنائها تلك الحصران الاسطوانية ليهنئوا بليالي الشتاء الباردة بعد ان ابتعددت عنهم كل وسائل التدفئة ..
وصورة لرجل آخر لايملك في بيته ايضا الا بساط من مصنوع من وبر الابل والصوف ويخشى عليه من اللصوص وهو أغلى مايملك فالرجل لايملك شيئا في الدار يقصده اللص الا ذالك البساط او الغطاء وبما أن دار الرجل غير محصن من اللصوص فسهولة الدخول على الدار جعله يشد الايزار عند نومه الثقيل من جراء العمل الشاق من الصباح حتى المساء يشده بأحدى يديه ويلفه على جسده وبالتالي لايستطيع اللص ان يسحبه منه دون ان يشعر ويستيقظ ,,وصورة أخرى احدى الامهات العراقيات استطاعت أن تبيع ولفترة سنوات كل حصة الدهن المخصص بالبطاقة التموينة وتستغني عنه بطريقة مبتكرة لايفكر بها اعتى العباقرة من الاقتصاديين العالميين فللمرأة الارملة تلك اب يعيش في الريف وبين فترة وأخرى يرسل لها بعض من الحليب ومشتقات الالبان وبما أن تلك المرأة نشأتها ريفية قامت بفرز الزبدة من الحليب والاحتفاظ بها وفي كل وجبة غذاء تعملها لأبنائها الايتام تستعمل بعض من كرة الزبدة الريفية تلك بدهن أناء الرز لأبنائها خارجيا وتمرر الزبدة على كل (ماعون ) وتدهنه لتشعر ابنائه بنكهة الدهن الريفي واستطاعت ان تبيع علب الدهن الى التجار وتوظف مردودها المالي لأبنائها وتشتري لهم الملابس المدرسية وتخرج للعراق ابناء صالحين هم اليوم اساتذة وموظفين متميزين في الدولة العراقية ..
وصورة أخرى لرجل مدرس ترك التدريس ايام الحصار وتوجه الى اكثر الاعمال مشقة ليصبح فلاحا من نوع خاص وهو يصعد النخيل ويلقح وينظف ويركس ويحوي التمور علما ان هذا المدرس هو من ابناء المدينة ,,
وتجاوز العراقيين كل تلك المحن وهؤلاء اللذين عاشوا تلك الفترات هم اليوم ارباب وربات عوائل اقتصاديين ومحترفين يستطيعون ان يتعاملوا مع كل الظروف بحلوها ومرها بالرواتب الكبيرة عندما يكون سعر برميل النفط العراقي 120-$- وأيضا يستطيعون ان يتعاملوا مع الجفاف المالي والكفاف المعيشي حتى لو كان العراق لا يبيع نفطه الا بأشراف الامم المتحدة مقابل الدواء والغذاء ,,
هل يحتاج هؤلاء من البعض ان يسدي له النصح ويقدم له المشورة ويخبره أن لا يشتري الحلوى ولا يشتري الارصدة ويوفر من المئة الف دينار سبعين الفا ..
حمزه—الجناحي
العراق—بابل
Kathom [email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (من ذاكرة الوجع) ديوان كتب عن كل العشاق .
- السيد العبادي تأكد من شهادات التكنوقراط القادمين .
- اخر العملاء المطيعيين .
- اثيل النجيفي وعقدة تحرير الموصل بمشاركة الحشد .
- رجاءا ما أجت الاشارة .
- هذا ما حرره الحشد من مدنكم ماذا حررتم أنتم ؟
- المنطقة التي يهدد بها داعش ضحاياه !
- راتب الموظف العراقي يستمر اذا !!!
- السيد مسعود لقد اضعت المشيتين
- تحالف امريكا ضد داعش تحالف من ورق .
- اوباما يمنع بايدن من بيع مسكنه ! ومسئولينا يبيعون وطنهم !
- السيد الزيباري تصريحك مستغرب في هذا الوقت .
- تفجيرات مساجد بابل الاخيرة امر دبر في الظلام .
- تحرير الرمادي بدأها الحشد الشعبي وأنهاها الجيش العراقي .
- من هم الايغوريين وكم تدفع داعش لهم ?
- العيد الثاني لصوم الايزيدية توشح بالسواد .
- لماذا اهدى بوتين القرآن لحسن روحاني ؟
- بين برتقالة نوري سعيد وكواتم المطار..طارت الطيارة .
- وزير خارجية السعودية يهدد ثانية .
- في محاصصتهم اسقطوها .. الورقة النقدية فئة الخمسين الف دينار ...


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي: وضع اقتصادي -صعب- في حيفا جراء صواريخ حزب ال ...
- مونشنغلادباخ وماينز يتألقان في البوندسليغا ويشعلان المنافسة ...
- وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد ...
- الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال ...
- العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال ...
- تبون يصدّق على أكبر موازنة في تاريخ الجزائر
- لماذا تحقق التجارة بين تركيا والدول العربية أرقاما قياسية؟
- أردوغان: نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا
- قطر للطاقة تستحوذ على حصتي استكشاف جديدتين قبالة سواحل ناميب ...
- انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائ ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حمزه الجناحي - فقراء العراق لايحتاجون لنصيحتكم .