|
مقتدى الصدر وتيار ابيه قراءة سريعه
حسن جاسب العرمش
الحوار المتمدن-العدد: 5101 - 2016 / 3 / 12 - 19:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقتدى الصدر لايختلف كثيرا عن قادة الكتل السياسيه فهو وارث تاريخي مكاني قدري كعمار الحكيم ومسعود البرزاني ونصير الجادرجي ،اذ لم تخترهم اللحظة التاريخيه ولم يكونوا صناع تاريخ بقدر ماورثوا مكانهم القيادي بصدفة محضه ،وهي ظاهرة تبرز في العراق اكثر من غيره وتشير بشكل او اخر الى بقايا دويلات دينيه او عشائريه حتى العهد الحديث لتكون العراق بعد انهيار الدوله العثمانيه واحتلاله من قبل الانكليز بدايات القرن العشرين ،رغم ان الحوزه الدينيه في النجف حافظت على دويلتها داخل الدوله العراقيه منذ قرون طويله تظهر بوضوح الان ،وساتطرق سريعا للتيار الصدري وبروز مقتدى كقائد له الان ،فكما هو معروف ان السيد محمد صادق الصدرظهر وبرز ضمن لحظة تاريخيه مميزه في تاريخنا الحالي اذ الحصار والقههر والبطاله وانسداد الافق السياسي ومجهوليه المستقبل اتاح لصدام ومحمد صادق الصدر ان يمارسا دورين مختلفين كونا ظاهرة الصدر ،فقد ظل صدام طيلة حكمه يعاني من تبعية الكثير من رجال الحوزه لايران ويشك في ولائهم الوطني مما دعاه لتقريب السيدمحمد صادق الصدر اذ انه وكما هو معروف ان ال الصدر هم من جذور عربيه نزحت من لبنان الى العراق ووجود قاسم مشترك بينهما هو العداء لبعض رجال الحوزه ذوي الاصول الايرانيه المتمركزين في النجف ،وقدحصل اتفاق بينهما كان من بنوده مسؤولية الصدر عن اقامة رجال الدين الاجانب في العراق وفتح المدارس الدينيه وغيرها من البنود الا ان اخطرها هو اقامة صلاة الجمعه التي من خلالها اخذ يبرز الصدر الثاني بخطب استقطبت شرائح واسعة من شبابنا المحبط والمنكسر والخاوي فكريا واخذت دائرة مريديه تتسع وتغذى بفكر ديني مذهبي لا وجود لطروحات جديده فيه سوى (كلا كلا امريكا كلا اسرائيل كلا للشيطان ولكن شبابنا كان يريد متنفسا ما لالامه واوجاعه وباي شكل كان دون اختيار طابعه الديني والذي كان تحصيل حاصل انذاك ،لكن السيد استعدى عليه كل من الحوزه التقليديه الراسخة الجذورفي النجف اذ اخذ يشن عليها حملات واسعه من الاتهامات والنعوت التي قد تكون صحيحه الاانها جرت عليه الويلات فيما بعد وعدم التزامه بخطوط الالتزام المبرم بينه وبين النظام انذاك وخصوصا تلويحه المستتر بالتهديد للنظام من خلال تنويهه بعد ان عطل ركضة طويريج بناء على طلب من النظام ولكنه برر نقض امره بانه يدخر هؤلاء الشباب ليوم اخر قادم ،مما اقلق النظام ،وحدثت قضية محمد حمزه الزبيدي والتي فضحت اكثر النوايا التي اضمرها السيد للنظام دون ان يدرك انه يتحرك ضمن فضاء محكم ومتين حدد له ويتحرك باشتراطاته المحكمة الغلق والمراقبه والصرامه ولكن قادته الجماهير المليونيه الى حتفه ونهايته الدمويه الفاجعة ،ورغم ان الاتهام توجه فورا للنظام بمقتله الا ان اشارات خفيه وردت تقول ان (اطلاعات) كانت لها يد ما في تصفيته بعد ان تطاول على بعض مؤيديها من الحوزات في النجف مستغلة بوادر الخلافات التي اخذت تظهر بينه وبين النظام،ولكنه قتل وخلف له مزارا وحاز على مرتبة (المولى المقدس) وتيارا واسعا من المريدين والاتباع ودون قيادة واضحه ودون ان يشكل ايديولوجيا فكريه واضحة ايضا لافتقار التيار لعناصر مثقفه او لسياسيين متمرسين ،وقد حاول بعد ذلك القيام بمحاولات انفعاليه و(طفوليه)وتكاد ان تكون انتحاريه هنا وهناك كا حصل في البصره في عام 1999اذقمع التحرك بسرعة وقسوة دون ان تكون له جدوى تذكر اذ راح نتيجته شبيبة زاهية بعمر الورود، وبعد التغيير الذي حدث بعد 2003وجد التيار نفسه خارج اللعبه السياسيه الجديده وخارج معادلة قوى المعارضه التي جاءت مع الامريكان ،وظهر حينذاك مقتدى مع مجموعة من مقلدي الصدر الثاني على الساحة فلملم شتاته سريعا وشكل ماسمي بجيش الامام المهدي الذي رفع شعارات التصدي للاحتلا ل هذا الجيش الذي حول حياتنا الى جحيم لا يطاق وصرنا ننتظر ادوارنا بالتصفيه في اية لحظة وصار القتل مجانيا وتم تصفية الالاف من الناس وقتلت الكثير من النساء استرشادا بفتوى للسيد (المولى المقدس) التي يقول فيها (والله لو خرجت شعرة واحدة من شعر المرأه فكأنها قتلت جدي الحسين) واعتقد انه كان يطمح للحصول على موطئ قدم في السلطه اذ انه شارك في الحكومه تحت ظل الاحتلال رغم انه مقاوم للاحتلال ومخرجاته كذا! ،الا ان صولة الفرسان التي قادها المالكي وضعت حدا للفوضى والقتل واعادت الامن للناس المرعوبين وانكفأ التيار منسحبا ومدعيا القاء السلاح وحل جيش المهدي لكنه ظهر بقوة في الانتخابات وصار يحسب له الحساب في اية تشكيلة حكوميه وكان لانحيازه لاي طرف معناه رجحان كفة ذاك الطرف ،فقد عزز حظوظ الجعفري في فوزه برئاسة الحكومه وبعده المالكي رغم العداء المستحكم بينهما الا ان المالكي استعمل سياسة العصا والجزره في تعامله مع التيار لان المالكي ادرك ان التيار لا يشكل ثقلا فكريا او ايديولوجيا بقدر ما يشكل من طموح لتقاسم مغانم السلطة والحكم ،وقد اصبح التيار الان من اغني القوى الحاكمه في العراق يضاهي بذلك تيار المجلس وعمار والدعوه بعد ان كان افقر من الحزب الشيوعي العراقي الذي لا زال فقيرا حتى الان،وهذا الغنى للتيار هو مؤشر واضح على انغماس وزرائه ومتنفذيه بالفساد المفضوح ،والمثير للاستغراب هو ان السيد مقتدى لم يحاسب او يسأل اي مسؤول من تياره رغم وضوح الادله والبراهين على انغماسهم بالفساد حد الفضيحه ،اضف الى ان التيار يتحمل المسؤوليه التاريخيه في كل ماجرى ويجري في العراق من فساد وتخريب لانه مشارك اساسي وقوي في حكومات الفساد والخراب ،ولكن ادوار التيار لم تقف عند حدود فاخذ يلعب كل الادوار فقد دخل التظاهرات الجماهيريه الكبيره في صيف تموز من العام الماضي متأخرا وداعيا للاصلاح رغم ان له الثقل الاكبرفي الحكومه الفاسده وقد فسر دوره كحصان طرواده فقد يكون دخوله في ساحة التظاهرات قد يكون دورا تشتيتيا وتفكيكيا لتظاهرات الاصلاح الوهمي الذي تبناه العبادي متاخرا ايضا ،اما الان فقد مارس نفس الدور الماضي في الالتفاف على مطالب الشعب في التغيير لامتصاص الاحتقان العالي لدى الشعب وتفتيته وربما دخوله التظاهرات السابقه والحاليه هو باتفاق سري بين قوى التحالف الوطني(الشيعي)لتمسكهم المرعب بالسلطه وان كان هذا التمسك يعني ضياع العراق كما يتضح من الفبركه الاعلاميه الكبيره حول تهديد الصدر بدخول تياره المنطقه الخضراء لاحداث التغيير المزعوم الاان ما انتجته هذي الضجه الاعلاميه الكبرى هو ان السيد لمس التغيير من العبادي وسيبقى يراقب!! والخلاصه هي ان السيد مقتدى لم يكن رجل تاريخ بقدر ماهو صنيعة تاريخ قدري ورث تيارا واسعا من الفقراء والمهمشين وقد اخذ بالاتساع الان بعد ان شارك بالسلطة ومغانمها واصبح تيارا متنفذا يستطيع ان يفعل كل شي بالقانون وبغياب القانون وذو ولاءات مطلقه للمصلحه شديد االتمسك بالوهم والغيب والصنم وبقوة مرعبه .
#حسن_جاسب_العرمش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وطن الدم
-
دخان تظاهرات الحر التموزي اللاهب
-
ابراهيم الجعفري ....ومدرسة المشاغبين
-
بانوراما الاحتواء والترويض الطويلة
-
اياد علاوي العلماني الحالم
-
حكومة انقاذ وطني
المزيد.....
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
-
شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه
...
-
الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع
...
-
حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق
...
-
بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا
...
-
وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل
...
-
الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا
...
-
وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني
...
-
تأثير الشخير على سلوك المراهقين
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|