يارا عيسى
الحوار المتمدن-العدد: 5101 - 2016 / 3 / 12 - 00:20
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ليس هناك أي قيمة للمبادئ والفضيلة في أجواء الجبرية ، ﻻ-;- معني لكلمة الإحترام عندما تكون خيار واحد أمامك وﻻ-;- وجود للأخﻻ-;-ق إذا كنت مضطرا إليها ، ليس هناك قيمة للهدايا عندما تكون عرفا ، ﻻ-;- تعتقد نفسك صالحا ومتدينا عندما يكون والدك شيخا أجبرك علي ظاهر التدين ، ﻻ-;- تسعد بذاتك عندما تتحري العدل و المساواة أو أي معني آخر جميل منتظرا تصفيق الاخرين أومدحهم أو حتي يسعدك منهم نظرة إحترام أو تقدير ،،
ليس هناك قيمة ﻷ-;-ي مبدأ إجتماعي بالوراثة ، ألفه المجتمع ، وسار علي نهجه الأبناء سير الآباء كالقطيع ، وأصبح اجتنابه عيبا أو إثارة لكﻻ-;-م جمهور العامه ، أو أحرز من وراء تركه خسائر اجتماعيه أو ماديه أو غير ذلك ، وكذلك ليس هناك أي قيمة لمبدأ تسعي إلي ما وراءه ﻻ-;- إليه ،،
قيمة المبدأ تنبع من إيمانك وإعتقادك في أعماق ذاتك بالمبدأ ، تنبع من حرية اختيارك ، ووجود المتضادان أمامك بكل حرية ، ثم اختيار الفضيلة والمبدأ بكامل حريتك ، حينها تشعر صدقا بإرتقاء وسمو ذاتك ، تشعر بتصالح و تحابب مع نفسك ، وفي سﻻ-;-م داخلي مع ضميرك ، ورضا حقيقي عن نفسك ، حينها تشعر فعﻻ-;- بإنسايتك وضميرك وقربك من الله .
مجتمعنا المعهود يضع كل المبادئ ويوظفها بإتقان وتفنن وحرفة في خدمة العادات والتقاليد ، فيشعر الحر أنه مسلوب الإرادة وأنه يسير وفقا لخطة إجتماعية سخيفة لا معني لها وﻻ-;- قيمة ، وأنه يفقد تقييم ذاته أو الثقة في مبادئة وضميره ، وينحدر احساسه بإنسانيته ، فيلجأ إلي التنازل عن الخلق والمبدأ ( الإجتماعي ﻻ-;- الأخلاقي ) حتي يصبح حرا بكامل حريته ، فيكون لإختياره معني ، ولسعيه للمبدأ والخير غاية سامية صادقة نزيهه ﻻ-;-يتعثر و يخجل أمام الله من فعلتها في تلك اللحظة الحرة .
أعتقد أنه قلما يصل إلي تلك اللحظة الحرة المطلقة في مجتمعاتنا لكنها لحظات كفيله ببعثه وإحياءه ، وبث بداخله مشاعر " الإنسانية " العظيمة التي كدنا ننساها هنا في دار المسخ !
تبا ألف مره للجهل والقطعنة !!
#يارا_عيسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟